من يقول إن الجيل الجديد لم يعد كالقديم، يقدّر الكلمة ويعشق اللحن المنساب بنوتات الإبداع، فهو مخطئ. من يقول إن أيامنا الحالية تعيش على هوى "الطقطوقة" في النايت كلوب، و الـ"قرقوعة" في البارات فهو واهم الظن، ومن يقول إن الأبناء اليوم لا يتقنون لغة السمع والروح إنما لغة البرمجات الإلكترونية فهو لا يعرف الحقيقة. ومن يقول إن الأيام قد تغيّرت، نقول له "مروان خوري".
إعتلى مروان خوري مسرح مهرجانات الحدت في قضاء بعبدا، ضمن سلسلة حفلات أعدّت لها المنطقة، ولأن للعذراء مكانة مميزة في وجدان مروان كما صرّح مباشرةً على تلفزيون الجديد، كانت له مكانة كبيرة في وجدان جمهوره في عيد إنتقال السيدة العذراء.
ليس من المستغرب أن يتفاعل الجمهور معه بعيون العاشق وعقل الواعي واللاواعي، ليس من المستغرب أن تُتمتم الشفاه أغانيه كتمتماتِ متيّمٍ بمهنة الكلمات وكثرة الكلام، لكن ما قد يفاجئك فعلاً هو "ألفة" الجيل الجديد بخاصة من المراهقين والأطفال لأغاني مروان والتي تحمل بين الكلمة والأخرى فلسفة عميقة ومعاني وجدانيّة.
عندما غنى "قلبي دق" دقّت قلوبهم جميعاً فنبضت من أندرنالين الحماسة بصرخة Bis ، ليعيد غناءها مرةً ثانية. تيترات المسلسلات التي إعتلى مروان عرشها منذ بضع سنين، أصبحت الشغل الشاغل لعقول الحاضرين في المهرجان، وكأنهم يختصرون سيناريو طويلاً من الشخصيات والأحداث الخياليّة في دقائق من سيناريو مروان خوري.
أما أغنية "مش أنا" فيبدو أن شهرتها لم تقلّ عن شهرة المسلسل، فتحت ضغط التصفيق والحب، قرر مروان تأديتها على البيانو، فسادت لحظة من السكوت الناصت لأحاديّة الصوت إحتراماً لأحاديّة تميّزه.
مروان خوري، يكتب كلاماً يليقُ به الورق ويستحقُ الحبر برمزيتهِ التاريخيّة، يعزف ألحاناً بكمالِ النوتات من أول "دو" لآخر "سي" وما بعدها من نوتاتٍ خلقت لألحانهِ، يغني على المسرح فتفرح خشبته وتبتهجُ أضواؤه بحضور صاحب الضوء.