عادل سرحان صاحب السنوات الطويلة من الخبرة والإحتراف في عالم الإخراج. كانت بدايته في تصوير الإعلانات مروراً بالكليبات الغنائية حيث تعامل مع أبرز نجوم الوطن العربي، وخلال السنوات الأخيرة بدأ مسيرته في عالم السينما التي أثمرت عدداً من الأفلام الناجحة.
علمنا أنّك تتواجد في الولايات المتحدة الأميركية لتحضير فيلم جديد لك.
معلوماتكم دائماً صحيحة، نعم أستعد لتصوير فيلم لبناني سوري أميركي جديد وكالعادة يتناول قضية جديدة.
ما هي هذه القضية؟
(يتردد قليلاً)، لم أكن أرغب في التطرق لموضوع الفيلم، لكنني سأخبركم أنني أتناول قضية يخاف منها الجميع ولا يتجرأ أحد على طرحها وهي الإرهاب.
للإرهاب أوجه عديدة، هل ستتحدث عن داعش مثلاً؟
وهل الإرهاب متوقف عند داعش فقط؟ سأتناول الإرهاب بشكل عام والفيلم يتحدث عن التطرف الإسلامي والمسيحي ومن ضمنها الأسباب والتداعيات، كما أنّ الفيلم يتضمّن قضية ثانية وهي المرأة وسيكون هناك قصة حب كبيرة جداً. سنبدأ التصوير في 11 أيلول في لبنان.
من كتب قصة الفيلم؟
التأليف والإخراج لي، وريما غيث هي من تولت مهمة السيناريو والحوار. سيشارك في الفيلم عدد من النجوم مثل عبد المنعم عمايري وبعض الأسماء التي سنتعاقد معها قريباً من لبنان وسوريا ، ويوجد بعض الوجوه الجديدة التي إخترتها لأنها مناسبة للأدوار.
هل يمكننا القول إنّ الفيلم خلطة عربية؟
هو فيلم عالمي، التوزيع سيكون لأول مرة لـParamount Studios الأميركية، وهو أول فيلم لبناني عربي توزعه هذه الشركة وهذا ما نحاول أن نتكتم عليه إعلامياً، وبصراحة في هذا الفيلم سأذهب للآخر ولست خائفاً من شيء.
ليس غريباً عليك، واليوم تحمل بين يديك قضيةً دسمة وتتطلب جهداً كبيراً على صعيد الإخراج.
صحيح، النص كتب لمدة عامين وفي كل مرة نعدل فيه ونضيف بعض الأمور.
كيف ستتطرق إلى الدين بما أنك تعالج موضوع الإرهاب؟
سنعطي الدين حقه في الفيلم، وسنتطرق إلى إستعمال البعض للدين في أمور غير صحيحة.
هل هو فيلم مهرجانات أم تجاري؟
لا، الفيلم ليس تجارياً سيزور العديد من المهرجانات حول العالم. يوجد في لبنان من يقدم أفلاماً كوميدية هزلية وأخرى تمر مرور الكرام، وهذه النوعية من الأفلام لا أستطيع أن أقدمها لأنها لا تشبهني بكل بساطة. كل الأفلام التي قدمتها لها حس إنساني وقضايا مباشرة متعلقة بالمرأة والوطن وغيرهما الكثير. وبرأيي هذه السينما واليوم الجمهور لم يعد غبياً.
هل كان الجمهور غبياً في السابق؟
لا أبداً، الجمهور كان ذكياً لكن في السابق لم يكن يوجد مواقع التواصل الإجتماعي وهذا الإنفتاح على العالم، واليوم يدرك أكثر ما هي الأفلام التي تصلح للشاشة الكبيرة.
هل ستصور بعض مشاهد الفيلم في سوريا؟
لا، سنصور في بعض القرى على حدود سوريا، والفيلم غني أي أنّ مدته تتجاوز الساعتين وكل لقطة تحكي في الفيلم "يعني ما فيك تشيل عينك".
هل تعلمت من أخطائك السابقة؟
بالتأكيد ارتكبت بعض الأخطاء في أفلامي السابقة واليوم تعلمت منها وأتطور بشكل تصاعدي، وأنا متأكد يوماً ما سنصل إلى العالمية.
هل من الممكن في يوم من الأيام أن يصل نجاح السينما لينافس السينما الأميركية!؟
نعم ممكن، الفيلم في لبنان تكلفته لا تتجاوز الـ 5 مليون بينما في أميركا يكلف ما يفوق على الـ 200 و 300 مليون دولار. أفلامنا بحاجة إلى رعاية جيدة وتوزيع جيد وجمهور يستوعب، وعندما يعرض فيلم يشبهنا ومنطقي سينجح بالتأكيد.
ما هي الأفلام اللبنانية التي شاهدتها مؤخراً وأحببتها؟
شاهدت فيلم Welcome to lebanon لوسام صباغ وأحببته.
بصراحة الفيلم لم يحقّق النجاح المرجو وتعرّض للإنتقاد بسبب غياب الحبكة والقصة .
في السينما عليك دائماً أن تدرس الميزانية والظروف، وبحسب الميزانية والظروف التي صوّر فيها الفيلم كانت نتيجته جيدة جداً. المحاولات مهما كانت في الأفلام اللبنانية تبقى محاولات جيدة. بعد توقف السينما لسنوات طويلة عدنا مجدداً ونقدم أفلاماً. بعد عشر سنوات سنسمع عن أفلام لبنانية تثير ضجة حول العالم وستنافس أفلاماً عالمية وهذه لأول مرة أقولها عبركم.
لم بعد عشر سنوات تحديداً؟
لأننا نريد وقتاً، لكي تبني بيتاً تحتاج إلى الكثير من الوقت، ولكي تبني بيتاً صالحاً عليك أن تحفر وتضع الأساسات بطريقة صحيحة وكذلك السينما هي بحاجة لتأسيس بطريقة صحيحة فالنجاح هو عملية تراكم وليس وليد الصدفة.
إلى متى ستبقى تصدر أفلاماً؟
كل سنتين سأصدر فيلماً جديداً حتى لو بدنا نبيع البيت "يقولها ضاحكاً".
بعد عشر سنوات عندما ستصبح السينما اللبنانية منافسة للسينما الأميركية بحسب قولك، هل سيكون عادل سرحان من روّاد السينما اللبنانية؟
من دون أي شك نعم، عندما قدمت أول فيلم لي اجتمع نجوم العالم العربي وشاهدوه وأثنوا عليه وحصل على 12 جائزة في العالم وهو فيلم قصير، حينها لم يكن هناك أفلام لبنانية ناجحة وبعدها قدمت نادين لبكي أفلامها "كراميل" و"هلأ لوين"، صدقني خلال السنوات المقبلة ستبصر النور أفلام لبنانية ستغيّر مجرى السينما.
بعيداً عن السينما، هل تحضّر كليبات جديدة؟
أسمع كلاماً كثيراً من أصدقائي الفنانين ويطالبونني بالعودة إلى الكليبات، لكنني صورت بعض الكليبات هذه الفترة مع بعض الفنانين مثل عاصي الحلاني ويوجد كليبات جديدة ستبصر النور في الفترة المقبلة وأعتبر إخراج الكليبات هواية جميلة لا أعتقد أنني سأعتزلها لأنني مخرج أخترع الأفكار ولا أنسفها كما يفعل غيري وإلاّ كانوا "برشوني" منذ زمن.
المخرجون اللبنانيون يسرقون الأفكار من الخارج ويطبقونها في لبنان؟
لا أعلم، هم أحرار. شخصياً لا يعنيني أن أسرق أية فكرة، ودائماً أصر على أن أكون خلّاقاً بالأفكار وخلال وجودي في أميركا في السنوات السابقة شاركت في ورشات عمل لتطوير عملي وخلق أفكار جديدة.
نادين لبكي قدّمت قضايا معينة في أفلامها، ومؤخراً حاولت تطبيقها على أرض الواقع من خلال ترشحها للبلدية عبر حملة بيروت مدينتي..هل يمكن أن تفعلها أنت؟
ما لقيصر لقيصر وما "لعادل لعادل". أعتقد وصلت الرسالة.