وإجتمع بالأمس الجمال بالهدف الإنساني حيث أقام الإعلامي سعد شعنين ، صاحب مجلة الأولى Photonet ، حفل تتويج فتاة الكرمة ، برعاية وزارة السياحة ، والذي تعود رعايته لجمعية "نوسروتو" علية إبن الإنسان لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات ، وذلك في فندق قادري الكبير – زحلة ، بحضور المطران نيفون صيقلي ، ممثل وزير السياحة الدكتور بول مرقس ، رئيس هيئة الأركان في قوى الأمن الداخلي العميد نعيم شماس ، مدير عام كهرباء زحلة المهندس أسعد نكد ، النائب شانت جنجيان ، الإعلامي بسام أبو زيد ، الإعلامي جوني منيّر...
وكانت 10 صبايا قد تنافست على اللقب لمدة شهرين ، وفازت بالتصويت ريتا أبو شعيا بلقب فتاة الكرمة ، الوصيفة الأولى ماريا إيزابيل خليل ، الوصيفة الثانية ماريا قسيس ، وقدمت فرقة يوسف المعقر زفة للصبايا الفائزات .
قدمت الحفل باميلا داغر ، والذي إفتتحته الفنانة ستيفاني عطا الله وختمه الفنان جو معلوف ، كما كان هناك تقليد للسياسيين قدمه الممثل رودريغ غصن من أسرة "إربت تنحل".
الإعلامي سعد شعنين قال :"كما وعدنا الناس بأننا سنكون دائماً إلى جانبهم ، لن نكون سلّما لأحد كي يصعد أو ينزل عليه ، مررنا بالكثير من الصعوبات ، ودائماً ما نختار الطريق الذي فيه صعوبات ومطبات ، ونحن برأينا أن الطريق السريع الذي يوصلك بسرعة يعود ويردك بسرعة ، لذلك دائماً نختار الطريق الأصعب ونتوقع أن يكون لدينا دائماً مواجهات كبيرة لأن هناك كثيرين يقولون إن الإعلام لم يعد يتكلم ، لا ، فالإعلام يحكي كثيراً ولكن المشكلة أنه لم يعد هناك من يسمع ، أتمنى أن يبقى هناك من يسمع".
رئيس جمعية "نوسروتو - علية إبن الإنسان" الأب مروان غانم قال :"اليوم الحفل هو لتتويج فتاة الكرمة وبنفس الوقت لدعم جمعية "نوسروتو" ، و"علية إبن الإنسان" التي هي قسم من هذه الجمعية ، والإنسان هو الأهم لدى كل الأشخاص المؤتمنين على هذه الجمعية".
وروى الأب غانم كيف تأسست "علية إبن الإنسان" وتحدث عن إنجازاتها التي من خلالها أعادت الكثير من الأشخاص المدمنين لينخرطوا في المجتمع ويكونوا منتجين ويؤسسوا عائلات .
وتحدث الأب غانم عن آفة الإدمان على المخدرات المنتشرة في زحلة وفي كل لبنان ، وقال :"هناك أطفال يتعاطون المخدرات ، ومنهم طفل عمره 11 عاماً موجود في العلية ، مدمنو المخدرات هم من كل الطوائف والفئات ، فالإدمان أصبح يطال الأطفال أيضاً ، فإن كانت الدولة غير قادرة على حماية أولادنا ، فكل شخص مسؤول أن يحافظ على أولاده في بيته ، وعلى الراهبة أن تحافظ على تلاميذها في مدرستها ، والخوري على أبناء رعيته ، وكلنا مؤتمنون على أولادنا".
وأضاف غانم :"للأسف إن تحدثنا عن تاجر المخدرات ، فليس هناك من تاجر كبير موجود في السجن ، ربما يمكن عدّهم على الأصابع ، مع الأسف كل مدمن مخدرات يكون لديه تكرار القضاء يُحكم عليه فوراً على أنه تاجر ويُرمى في السجن لمدة خمس سنوات ، وهنا مسؤولية كبيرة ، أتظنون أن السجن في الدولة اللبنانية هو مدرسة إصلاحية ؟ طبعاً لا ، السجن في لبنان ، وتقريباً في كل الدول العربية لأني جلت عليها كلها ، ليس مدرسة إصلاحية ، بل هو مدرسة عقابية ويتعلم فيها المدمن كل شيء ويصبح خريج كل الآفات والجرائم".
وتابع :"المدمن إنسان مريض وليس إنساناً مجرماً ويجب أن نقف إلى جانبه ، وهو بحاجة إلى مستشفى يتلقى فيها العلاج ، أناشد وزارة الصحة لتفتتح مركزاً في زحلة ليتلقى المدمن علاجه ، فنحن نتوسل المستشفيات في بيروت ليقبلوا شاباً ، ويشارطونا على المبلغ الذي سيتقاضونه قبل أن ندخل".
وأضاف غانم :"نحن مضطرون إلى أن نغادر مبنى جمعية نوسروتو بعد عام ، لأن الحرب علينا في زحلة هي من الداخل والخارج ، لدينا 40 شاباً وصبية ، إلى أين نأخذهم ؟ هؤلاء هم أبناء زحلة والبقاع ، جمعية نوسروتو ليست ملكاً لي ، أنا أسستها ومعي فريق موجود معنا ، فالجمعية هي لكل زحلة ولكل إنسان موجود معنا ، هذه الجمعية بقاعية وزحلاوية وممنوع أن يمسها أحد ، ولو مهما حصل لن تغلق أبوابها".
وكانت شهادة حياة من يارا التي أدمنت على المخدرات لمدة 14 عاماً حيث روت كيف دخلت عالم المخدرات وأهينت في التعاطي ولدى التجار وفي المخافر ، ولكنها اليوم أصبحت سيدة حرة بعد أن ساعدتها جمعية نوسروتو - علية إبن الإنسان .
وناشدت يارا فتاة الكرمة لتوصل هذه الصرخة حيث أن الدولة لم تقدم شيئاً لـ يارا .
وكان تكريم للأب مروان غانم حيث سلمه الدرع التكريمي الدكتور غسان معلوف والإعلامي جوني منيّر ، كما تم تكريم رئيسة تحرير موقع "الفن" الإعلامية هلا المر ،حيث سلمها الدرع التكريمي الإعلاميان بسام أبو زيد ومروان قدوم ، والتي قالت :"بسام أبو زيد هو رئيس نادي الصحافة ورئيس تحرير أخبار LBCI ، إستقبل أهم الشخصيات وبقي محافظاً على تواضعه ، هو مدرسة للإعلام ، تأثرت كثيراً لأنه هو من سلمني التكريم ، وأشكر سعد شعنين الذي كافح طوال هذه السنوات ، ونحن أصدقاء منذ فترة طويلة ، وأشكره لأنه قدم ريع هذا الحفل لـ نوسروتو وعلية إبن الإنسان".
وأضافت المر :"حين كنت أعمل في إذاعة جبل لبنان وMtv تم رمينا في الشارع ، فقلت حينها إنه بعد 27 عاماً من العمل في الإعلام لن أقبل بألا أقوم بأي شيء ، فذهبت وساعدت جمعيات ، ساعدت ذوي الإحتياجات الخاصة والمكفوفين والمدمنين على المخدرات ، ووجدت أنني لا أستطيع أن أقدم كل وقتي لمكان واحد ، وصرت أصلي ليلهمني الله إلى أي جمعية يجب أن أنضم كلياً ، فوجدت أماً تقبّل حذاء ضابط يضرب إبنها ليحقق معه ، هم يحققون معه ليعرفوا من هو تاجر المخدرات ، هذا المشهد أثّر بي كثيراً وقلت ليسوع إني سأتطوّع إعلامياً في أن أساعد المدمنين على المخدرات ، أتمنى أن أكون إستطعت أن أفعل ذلك".
وتابعت :"أهدي تكريمي لكل أعضاء الجمعية ومنهم السيدة ريما الترك التي هي ممثلة قارة آسيا في الفدرالية العالمية لمكافحة المخدرات في السويد والتي تضم 45 بلداً ، فنحن نحاول من خلال ثقافتنا أن نكافخ ونناضل ، ربما لا نملك الأموال في جمعية نوسروتو ، ولكن لا بد من أن نصل يوماً لنؤمن أكل وشرب وأدوية هؤلاء المدمنين . شكراً للأب مروان غانم الذي هو إلى جانبي منذ 25 عاماً ، فحين لم أعد أستطيع أن أرى في عيوني إلا 5 بالمئة ، أراد الأب مروان أن يشتري لي هاتفاً خلوياً ، ولكنه لم يجد في جيبه مالاً كافياً ، فقال لي "هاتفي الخلوي أحرفه كبيرة ، فمن المعيب أن أكون كاهناً وأنت لا ترين وأنا أحمله ، يجب أن تحمليه أنت".
كما تم تكريم مدير عام كهرباء زحلة المهندس أسعد نكد والذي تسلم الدرع التكريمي من الدكتور بول مرقس وقال :"هذا التكريم أهديه لزحلة ، فأنا لم أنتج كهرباء بمفردي ، أنتم المجتمع المدني جعلتموني أحقق حلم كل لبناني في زحلة عاصمة لبنان وليس عاصمة البقاع ، أقول للأب مروان وليارا أنهما أذهلاني ، هذه المرة الأولى التي أسمع فيها سيدة تتحدث بهذه القوة والعنفوان ، والحياة التي عاشتها كانت صعبة جداً وهي تنظر إلى المستقبل ، وأقول للأب مروان إننا لن نقبل بأن تقفل جمعية نوسروتو أبوابها ، أنا بشخصي وكشركة كهرباء زحلة سنقف إلى جانبكم ، وأقول للمطران نيفون صيقلي إنه أصبح له 40 عاماً مطراناً في موسكو ، ونحن لن ننساه رغم أنه لم يتم تعيينه مطراناً على أبرشية زحلة نحن لن ننساك ، فأنتم تمثلون الله ، وهذا قرار منه أن تبقى في موسكو ، وأقول للعميد نعيم شماس إنه إنساني وهذا نادراً ما نراه في المنتسبين إلى قوى الأمن ، وأحيي الصليب الأحمر".
موقع "الفن" إلتقى فتاة الكرمة ريتا أبو شعيا التي قالت لنا :"هذا اللقب سيفتح لي أبواباً كثيرة ، وأنا إكتشفت كم هناك من أشخاص يحبوني وصوتوا لي ، وهذا أجمل إختبار في حياتي".
وعن رسالتها قالت :"ما سأعمل عليه هو مع علية إبن الإنسان لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات".
كما إلتقينا الإعلامي بسام أبو زيد الذي قال عن الرسالة التي يجب أن تحملها فتاة الكرمة وكل فتاة تفوز بلقب جمالي :"من المفترض بهن أن يشجعن الناس على البقاء في لبنان وأن يحبوا هذا البلد ، لأنه في النهاية ليس لنا غيره ، هذه هي الرسالة الأساسية".
وأضاف :"أنا أعمل ليلاً نهاراً لهذه الرسالة ، والدليل هو أنني باقٍ في هذا البلد ، وأولادي أيضاً باقون فيه".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا .