في سهرة صاخبة عاشتها بالأمس بيروت التي ارتدت حلة جديدة مع كل حفل يقدم في مهرجانات أعياد بيروت، وهذه المرة كانت على موعد مع موسيقى "الروك" وهي الموسيقى التي تتناول الحياة بقالب مبدع.
عند الساعة العاشرة تقريبا بدأ الحفل، الجميع ينتظر الكثير من فرقة Who Killed Bruce Lee التي صعد اعضاؤها على المسرح، وسط ترقب كبير من الجمهور الذي بدأ يلملم نفسه ليسهر ساعات طويلة مع هذه الفرقة التي ستجتاح بالحماسة التي ستبثها كل الصمت المخيم في بيروت.
مدرج الجمهور شهد تبدل تكتيتكي، فغاب جزء منه في الأمام وتحول المكان الى ساحة صغيرة، يقف فيها الحضور ليرقصوا ويتفاعلوا مع الفرقة وموسيقاها المميزة.
كانت كل أغنية تقدم في الحفل تلهب الحضور، يتمايلون، يرقصون بكثير من السخط كما موسيقى "الروك" يخرجون كل ما لديهم من حب للحياة، فهنا مجموعة شبان وشابات يرقصوت بصخب، وهناك فتية لا تتجاوز اعمارهم الرابعة عشر سنة يتمايلون مع الموسيقى ويتركون أجسادهم الفتية تتراقص بفرح قل نظيره في بيروت.
ساعات من الموسيقى الحماسية، الأغاني التي تتدحرج كلماتها بسرعة كبيرة، فيها الكثير من التعبير، من السخط، من المجاهرة بالسعادة والرقص، في ليلة كان اليأس فيها شاهداً على هزيمته على يد شعب يحب الحياة.
بين الأغنية والثانية كانت لحظان بسيطة، يتوقف فيها الرقص، يأخذ الحضور قسطاً من الراحة، ليعودوا من جديد مع أول مطلع موسيقي يصدر عن ألات تصدح بالكثير من الموسيقى، ليتمايلوا برشاقة مطلقة، حتى ذاك العجوز الذي تواجد على مقربة منا، في منتصف الحفل وقف ما يقارب الدقيقة، أحس بالحماس الزائد فحرك يديه، وترك جسده يرقص بمشهد أكثر من عفوي ومضحك لكنه يعبر عن مدى حب الشعب اللبناني للحياة وعشقه للسلام والموسيقى وتقديره للأعمال الفنية المميزة.
بيروت التي رقصت كثيراً طيلة أيام المهرجان وسترقص مع ما تبقى من سهرات في مهرجانات أعياد بيروت، لم توفر هذه الفسحة من الأمل، استغلتها وستستغلها حتى النهاية، ضحك ولعب ورقص وفن وإستمتاع، ساعات طويلة وحفلات إمتدت على مدى عدة أسابيع وستستمر أثبتت للعالم أن في بيروت الكثير من الحب، من التميز، وأن الفشل والإحباط يغادر بيروت منكسراً، يهرب من لبنان عاجزاً فاقداً للحيلة، بعدما أتعبه الشعب اللبناني بتخطيه كل الحواجز لمصلحة الحياة .