تحت شعار "لا تغامر بعمرك... بيهمنا أمرك" وإستكمالاً لحملتها ضد مكافحة المخدرات، وبرعاية وحضور رئيس حزب "القوات اللبنانية" د. سمير جعجع وبمبادرة من مديرة العلاقات العامة في القوات اللبنانية الزميلة سابين يوسف ، ومشاركة فارس الأغنية العربية عاصي الحلاني، أطلقت مصلحة الطلاب في الحزب أغنية خاصة بعنوان "قرارك طبيب" بالإضافة إلى إعلان توعوي، سبق وأن انفرد موقع "الفن" بتغطية تفاصيل تصويره، وذلك خلال احتفال خاص أقيم داخل المقرّ العام للحزب في معراب.
الاحتفال الذي حضره حشد كبير من الوجوه السياسية والإعلامية، إلى جانب أعضاء مصلحة الطلاب، ناهيكم عن الشاعر الكبير نزار فرنسيس والملحن والموزّع جان ماري رياشي اللذين ساهما في هذا العمل، إنطلق مع النشيد الوطني اللبناني الذي تلاه نشيد القوات اللبنانية وذلك قبيل الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء القاع. أما الكلمات الخاصة فبدأت مع رئيس مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية جاد دميان، ومن ثم كانت كلمة لرئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع نوّه فيها بأهمية مكافحة المخدرات التي اعتبر أنها ليست أقل إرهاباً من الإرهابيين، والتي يجب وضع حد لها، وشكر الحلاني وفرنسيس ورياشي الذين ارتضوا المساهمة في هذه الحملة الإنسانية فوراً ومن دون أي تردد. أما الفنان عاصي الحلاني فأشاد في كلمته بهذه الحملة وأكد أنه لا يفصل بين المخدرات والإرهاب كون تجارها يدمرون مجتمعنا كما أن معظم المنظّمات الإرهابية يتمّ تمويلها من الإتجار بالمخدرات.
تخلل المؤتمر عرض للإعلان التوعوي الذي يشارك فيه الفنان عاصي الحلاني وابنته الفنانة ماريتا وتمّ تصويره في بيروت تحت إدارة المخرج جوني عبدو، بالإضافة إلى مقطع من أغنية "قرارك طبيب" وهي من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، لحن عاصي الحلاني، وتوزيع وتسجيل جان ماري رياشي. وفي الختام، قام د. سمير جعجع بتوزيع الدروع التذكارية على الفنانين الثلاثة وذلك تقديراً لمشاركتهم في هذه الحملة ومساهمتهم في إنجاحها.
وعلى هامش المؤتمر، إلتقى "الفن" رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع الذي أشاد بقيام مصلحة الطلاب بهذه الحملة معتبراً أن تنشئة الشباب على هذه الأفكار هو "مشروعنا للتاريخ، للحاضر والمستقبل بإذن الله. الطلاب هم مشروعنا الرئيس لأننا نمثل الحاضر وهم المستقبل، ومن هنا كانت الفكرة أن يتولوا مهمة القيام بهذه الحملة والتسويق لها". وتابع د.جعجع بالقول: "لا شك بأن مشاركة هؤلاء الفنانين الكبار لها وقع كبير وستسهم بشكل فعّال في إيصال الرسالة إلى الجميع ونحن سنقدّم دعمنا الكامل فقد أعطونا الدافع والحماسة للاجتهاد أكثر فأكثر في هذه الحملة". وردّاً على سؤالنا حول سبب قيامهم بحملة ضد المخدرات في حين لا تتمكن الدولة من القبض على التجار الكبار أجاب د.جعجع: "نحن نقوم بالعمل المنوط بنا، وليقم كل واحد منا بعمله، وعندما نصبح في الدولة سنقوم بإجراء ما تطلبينه مني الآن". وأضاف: "سيتمّ ذلك عندما تصبح لدينا دولة فعلية وليست صورية كما يحدث اليوم، وذلك بإستثناء الجيش اللبناني والقوى الأمنية حيث تتواجد الدولة الفعلية حقاً وتثبت نفسها يوماً بعد يوم".
بدوره، أكد فارس الأغنية العربية عاصي الحلاني لـ"الفن" أن هدف هذه الحملة الوصول إلى أكبر شريحة من الناس في لبنان والعالم العربي ككل لأن الجميع معنيون بها وأنه سيسعى جاهداً للمساهمة في انتشارها عبر وسائل الإعلام. وقال: "الكلمة التي تتضمن معنى إنسانياً والمؤثرة لا بد وأن تدخل إلى ضمائر الجميع والأهم هم من يتعاطون المخدرات. أتمنى على تجار المخدرات التفكير في مدى خطورة هذه الآفة، وماذا ستكون ردة فعلهم إذا ما وقع أبناؤهم ضحيتها. وتابع قائلاً: "في مختلف الأزمنة وفي خضم الأزمات، كان للفن والفنانين دور كبير مثل فيروز، محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، عبد الحليم، صباح ووديع الصافي وغيرهم (مع حفظ الألقاب طبعاً)، فوسط الحرب اللبنانية حملت السيدة فيروز صوت لبنان وجرحه إلى مختلف أنحاء العالم وكذلك الراحل وديع الصافي بينما كانت أم كلثوم صوت الثورة المصرية. لا شك بأن الفنان يلعب دوراً كبيراً في هذا النوع من الحملات الإنسانية لأن صوته مسموع وثمة مصداقية في كلامه إذ لا توجد مصالح شخصية ولا سياسية أو حتى مكاسب مادية. شخصياً، هذه مشاركتي الثانية في حملة ضد المخدرات وذلك بهدف إيصال صوتي إلى الأشخاص المبتلين بتعاطي المخدرات وللمساعدة في إخراجهم من هذه المحنة".
الشاعر نزار فرنسيس وصف أغنية "قرارك طبيب" بالتوعوية، الإجتماعية، الإنسانية والوطنية "لأنها تمسّ جيل الشباب كما تحاكي أولئك الذين يعانون نتيجة تعاطي المخدرات لحثهم على اتخاذ القرار بأن يكونوا أطباء لأنفسهم وغيرهم ممن لا يتعاطونها لدعوتهم إلى مد أيديهم لمساعدة من سبق وأن وقعوا ضحيتها وانتشالهم من براثنها". وتابع بالقول: "يجب أن تستمر هذه الحملات وبكثافة، وما يميز "قرارك طبيب" أنها تضج بالحماسة وتشجع المتعاطين على اتخاذ القرار الصعب وتدعو الجميع إلى مد يد العون لهم. التعاطي يبدأ بمزاجية ولكنه ينتهي بمرض، والمريض بحاجة إلى مساعدة وبخاصة المدمن الذي ما عليه سوى اتخاذ القرار بالخروج من هذه المتاهة ليتلقى كل المساعدة والدعم. لا يجب أن نطلب من أبنائنا الابتعاد عن صديقه المدمن بل تشجيعه على التقرّب منه ومساعدته على العودة إلى حياه الطبيعية". أما عن تعاونه المستمر مع الفنان عاصي الحلاني فقال: "عاصي خط أحمر. هو صديق عزيز وأفتخر بمشورانا الفني الذي تشاركناه منذ بداياتنا، إذ أنني لم أغب عنه في أي ألبوم فلطالما كانت لي معه حصة الأسد، الأمر الذي يشجعني ويمنحني الدافع لتقديم الأجمل بخاصة وأنه يثق بي وبكلمتي وهذا هو الوفاء الفني الحقيقي. كلما أردنا دعماً إنسانياً أو إجتماعياً يكون عاصي في الطليعة وثمة تجارب كثيرة مررت بها معه قبل هذه الحملة التي نطلقها اليوم، فقد قدمنا أعمالاً خاصة بشهر رمضان المبارك، بمكافحة الجوع حول العالم، حرب الحضارات، للصليب الأحمر، وللإنسانية جمعاء... هذه الحملة هي حبة في مسبحة الأعمال التوعوية معه".
أما الملحن والموزّع الموسيقي جان ماري رياشي أشار إلى أنه تعمّد جعل المقدمة الموسقية رصينة نوعاً ما لإبراز طابع الجدية في الأغنية وهدفها وذلك بالتزامن مع حفاظه على الإيقاع الشعبي لتصيب الشريحة الأكبر من الجمهور الذي يغلب عليه عنصر الشباب كونهم المعنيين بشكل مباشر. وعن تعامله مع فرنسيس، قال رياشي: "لقد قدمنا أعمالاً كثيرة تخلّد اللحظة أو الظروف التي يمر بها مجتمعنا، وبمعنى آخر كانت بمثابة مرآة للمجتمع. رسالة هذه الأغنية هامة جداً، وعلى الرغم أنها توعوية إلا أنني وعاصي تعمّدنا وضع مقطع من الممكن بثه حتى في الملاهي الليلية ليصل إلى الجميع".
لمشاهدة كامل ألبوم الصور اضغط هنا