دائماً ما تكون البداية مع الأكثر شجاعة وقوة، فإنطلقت أولى سهرات مهرجانات لبنان لهذا الصيف ليلة أمس بسهرة غير عادية.
. يمكن لهذا الحفل أن يطلق عليه عنوان "الإصرار على الحياة" ، فبعد كل ما مرّ به وطننا وكل التهويلات والتحذيرات الأمنية أصر الشعب اللبناني على التمتع بالفن الجميل وأن يرقص ويفرح مع نجم صوته جبار كوطنه، حساس كمدينته، وقوي كإرادة شعبه، هو وائل كفوري، الرقم الصعب الذي قدم أغنيات عاطفية ووطنية، وكان خفيف الظل، مازح الجمهور مرات عديدة وكسر الحاجز بينه وبينهم، عبر بخفة ظل أكثر من مرة عن انزعاجه من الحرارة المرتفعة لاسيما انه يلبس بدلة رسمية مع كرافات، فتمنى ممازحاً لو حضر بالشورت والـ"تي شرت"، وبدورهن النساء اكدن انهن يتمنين ذلك ايضا.. مازح وائل امرأة ارادت مصافحته على المسرح فقال ضاحكاً "هل انت مسلّحة؟".
لبى كفوري طلبات الجمهور لأغنياته حتى الاغنية الهادئة المليئة بالشجن "كيفك يا وجعي" الى ان قطعها كي لا يتحول الجو الى حزين فأشعل الجو بـ"أنا رايح بكرا عالجيش" واثبت وائل ولاءً كبيراً للجيش اللبناني ، فلم يترك فرصة لتوجيه تحية له الا وقدمها وأكد أنه لن ينتظر لـ"بكرا" بل "بروح عالجيش الليلة اذا أرادني".
فكرة ذكية جداً أن يفتتح ميشال فاضل بفرقته الفنية الراقية والجميلة هذا المهرجان، حيث إنطلق الحفل بتنوع كبير بين سينتيا كرم، جوليان روكس جورج صدقة والكثير من المواهب الخارقة التي لم تبخل بتقديم كل الأنماط الغنائية عربية وأجنبية، فجمعوا الحداثة بالأصالة وأرضوا كل الاذواق ، ليطل ميشال فاضل على المسرح قبل الاغنية الاخيرة ويؤكد للجمهور بلطافة أنه ينتظر وائل كفوري على المسرح كما هم ينتظرونه، فوزعت الاعلام اللبنانية وعلت مرتفعة على موسيقى "تعلى وتتعمر يا دار".
الاعلامية الراقية ميراي عيد ايضا كانت قيمة مضافة لانطلاقة هذا المهرجان فكانت هادئة بعيدة عن اي ارتباك، لطيفة واختصرت بكلماتها الدالة والمعبرة عن محبة كبيرة منها.
خلت ليلة الافتتاح من اي اشكالات وكان المهرجان آمناً منظماً باشراف من شركة دوبل 8 بروداكشن لصاحبها السيد ميشال حايك.