في حلقة حملت عنوان "تحية لروح حليم وذكراه" وفي الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل الفنان المصري عبد الحليم حافظ، حل الاعلامي المصري والمنتج عماد الدين أديب ضيفاً على اذاعة راديو الرابعة في الامارات الاربعاء الماضي ضمن حلقة خاصة اعدّها وقدّمها الاذاعي جاد وهبي من برنامجه اليومي "على ورق الورد".
في بداية الحلقة قال أديب ان حافظ يمثّل نسيجاً من حالة الرومانسية والشجن كما انه في الوقت نفسه مثال الانسان البسيط والضعيف والمسحوق، الذي استطاع ان يتخطى الفقر والمرض والظروف الصعبة والمأساوية ليحقق حلمه ويصبح من لا شيء الصوت الاول في العالم العربي، وان يكتب قصة نجاح مذهلة وان يدخل للناس من خلال شرايينها وقلوبها وشجنها..
وتابع أديب مستذكراً زيارات عبد الحليم الى منزل والده السيناريست عبد الحي اديب في حين كان هو لا يزال صغيراً، واخبر كيف ان حليم كان يأتي للعمل او للغداء مع "شلّة" من مبدعي ذاك الزمن امثال احمد بدرخان وفريد شوقي ويوسف جاهين ومحمود المليجي وسعاد حسني ونبيلة عبيد وناديا الجندي وغيرهم، وقال انه لا يستطيع ان ينسَ كم كان العندليب مولعًا بالملوخية الى حد انه كان يطلبها ويرفض المغادرة ان لم يأخذ معه "ترمس" مملوء بالملوخية بدلًا من الماء او القهوة.
اما عن فيلم حليم الذي أنتجه اديب نفسه والذي كان تجسيداً لسيرة حياة عبد الحليم والذي قام بأداء دوره الممثل الراحل احمد زكي، فقد روى أديب قصة تصوير وانتاج الفيلم مؤكداً ان احمد زكي هو صاحب الفضل الاول والاخير في هذا الفيلم وهو ابوه الروحي حيث انه ظل يحلم 12 سنة بتجسيد دور العندليب في فيلم سينمائي وقد عرض السيناريو على الكثير من شركات الانتاج دون جدوى الى ان بدأ اديب بانتاج الافلام وهو صديق أحمد زكي المقرب منذ سنوات طويلة فاجتمعا وقررا معاً انجاز فيلم "حليم" الذي كان قطعة من روح أحمد زكي وقد اكتمل الفيلم رغم ان زكي اصيب بمرض السرطان في منتصف مرحلة التصوير غير ان اديب وشركته قرروا المضي قدماً حتى اللحظة الاخيرة والمخاطرة في ان يكون بطل الفيلم مريض سرطان الى ان تم الفيلم وحقق نجاحاً كبيراً ليكون اخر فيلم مثله زكي قبل رحيله.
ونوّه اديب بالصدفة العجيبة والحالة النادرة التي تجعل ذكرى رحيل عبد الحليم حافظ واحمد زكي في الاسبوع نفسه من شهر اذار - مارس من كل عام قائلًا : "احنا في نفس الاسبوع بنحتفل بذكرى عملاقين لن يكررهما التاريخ..والاثنين اجتمعا في فيلم واحد!".
ختاماً وحين سأله مقدم البرنامج عن الأغنية يحب ان يسمع في هذه اللحظة للعندليب الاسمر، اجاب اديب دون تردد: "اكيد اغنية موعود خاصةً المقطع الاول لاني انا واحمد زكي كنا بنحبها وبندندنها سوا دايماً".