يواصل مركز مرايا للفنون اليوم من خلال الدورة الثانية من مبادرة «جدارية» الفنية التي اطلقت الدورة الأولى منها في فبراير من العام 2015 إثراء الحركة الثقافية والإبداعية بإمارة الشارقة، وهذه المرة من خلال جدارية ضخمة من إنجاز "ماين أند يورس" MYNEANDYOURS.
يُذكر أن مبادرة «جدارية» تقدّم أحد الأسماء الشهيرة في عالم فن الشارع لإعطاء لمحات جمالية وفنية بلوحاتهم وألوانهم الجريئة مستحضرين ما تلهمهم به إمارة الشارقة.
وُلد ونشأ الفنان العراقي مروان الشكرجي الذي يقف وراء "ماين أند يورس" بالعاصمة البريطانية، وانتقل إلى دبي قبل عامين للعمل في مجال الفن، وليعرف المنطقة على رسمته الكاريكاتورية للسحابة ذات العينين على شكل الحرف x، ومنذئذ يقترن هذا الرمز بالفنان نفسه والعديد من المواد التي ينجزها مثل الملصقات ومعجون القمح والملابس وغيرها.
ومروان الشكرجي شغوف بترك علامته وبصمته على المساحات الجديدة محفزاً كل من يمرّ بجدارياته للتفكر بها. واليوم من خلال مساحة أكبر حجماً بكثير يأمل مروان أن يساهم الرمز المذكور في "تحفيز حوار مع الجمهور، وإلهامه لأحلام عريضة، وإدخال البهجة في النفوس من خلال ألوان قوية، ورسالة إيجابية".
وأما الجدارية النهائية فتتألف من سحابات ملونة تحلّق من الأرض نحو السماء على خلفية رمادية، مع خطوط تتبعها وتمثل الحركة الدؤوبة، وهو ما يجسّد حركة الإنسان وسعيه الدائم لتطوير ذاته وتحقيق طموحاته. ويقول مروان الشكرجي إن ذلك ينعكس في المبادرات الرائعة كافة، وفي الصناعات والمدن، لاسيما الفن في الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وعن النسخة الثانية من «جدارية»، قال يوسف موسكاتيلو، مدير إدارة «مركز مرايا للفنون»: "الجرافيتي هو أحد الفنون العالمية التي يتابعها النقاد ومتذوقو الفن، وهناك أسماء عالمية شهيرة في هذا المضمار مثل بانسكي و إل سيد وغيرهم ممن يبدعون أعمالاً مبدعة بأبعاد فريدة. وفن الشارع يتيح لنا أن نسبر بشكل أفضل أعماق الفن، وتظل الشارقة الحاضنة الإبداعية الأمثل لمبادرة جدارية وغيرها من المبادرات الإبداعية، خاصة وأن المتذوقين للفن يتطلعون دوماً إلى المزيد، خصوصاً أيضاً أن مثل هذه المبادرات تُطلق العنان للأفكار المبتكرة لجيل الشبّان".
واستخدم مروان الشكرجي ألواناً عديدة وعمل دون كلل لاثنتي عشرة ساعة في اليوم لمدة عشرة أيام لإتمام عمله الفنّي على مساحة 24×28 متر على واجهة بناء الشارقة الواقع على شارع الخان في الشارقة. ومن فوق منصة آمنة ومأمونة، قام بالرسم بالرشّ والستينسل لإنجاز جداريته المفعمة بالحيوية.
وعن جداريته، يقول مروان الشكرجي: "السماء من فوقنا مليئة بالألوان، واخترت رمز السحابة لإلهام كل من يشاهدها إلى أن ينظر نحو الأفق، وأن يحلم بالألوان. وآمل أن تمهّد هذه الجدارية لحوار مع الجمهور، وأن تكون ملهمة لهم لأحلام لا حدود لها، وإضفاء البهجة على يومهم".