وتفيض الحياة بالنور الذي لا يغرب، وينبلج فجر القيامة بالذي علّق الأرض على المياه.
والموت؟ كما النار حين تطفئها مياه الحياة. هكذا ينبعث الايمان من ربيع محبّة وغفران. هكذا يعبر بنا اله الرحمة الى حياة أبديّة بانيًا لنا جسرًا من حجر قبره الذي لم يقوَ عليه بل داسه ووطئ الموت بموته.
نعم، فالمسيح الذي تألّم وقبل الموت طوعًا، غلب الموت وأمات آدم القديم لنصبح نحن، أبناء الله، شهوداً على قيامته ووهبنا أعظم عطيّة وهي الحياة الأبديّة الى جانبه في فردوس لا وجع فيه ولا حزن.
ونردّد مع يوحنا ذهبيّ الفمّ:
أين شوكتك يا موت؟ أين انتصارك يا جحيم؟ قام المسيح وأنت صرعت. قام المسيح والجن سقطت. قام المسيح والملائكة فرحت. قام المسيح فانبثّت الحياة في الجميع. قام المسيح ولا ميتٌ في القبر. قام المسيح من بين الأموات فكان باكورة للراقدين.
فالمسيح الذي انتصر على الموت أقام لنا مائدةً من وصايا لا تزول لنتنعّم بها في هذا اليوم، مائدة من حياة لنأكل من ثمارها خاطئين وتائبين.
فيا أيها المنتصر
يا نوراً لا يغرب
أغفر لنا زلاتنا كما غفرت للذي كان على يمينك
واستقبل توبتنا كما تستقبل الراقدين على رجاء القيامة
فالزمن زمن حياة وربيع
دعنا نقطف من حدائق وردك الذي لا يذبل
وابعث فينا الايمان لنعبر بالايمان الى مجدك والملكوت
فأنت كريمٌ ونحن أبناؤك الخطأة نستحقّ بعضًا من رحمتك
وفي هذا اليوم الذي صنعه الربّ بحكمة، لنفرحْ بما وهبنا اياه ونتهلّلْ، فالمخلّص أنقذنا من الموت وخلّصنا من الجحيم بقيامته البهيّة. وكما انّ الموت أعقبته حياة هكذا الخطيئة تعقبها التوبة والألم تعقبه الراحة. فاذكرنا يا ربّ متى جئنا في ملكوتك لنشاهد عظمته ونسكن حيث يسكن الأبرار والصدّيقون.
ومن أسرة موقع الفنّ نتقدّم الى جميع اللبنانيين وخصوصًا المسيحيين الذين يتبعون التقويم الغربي بأطيب الأمنيات بمناسبة الفصح المجيد، راجين من الله أن يقيم لبنان مما هو فيه وأن يحميه من أعدائه، وأن يفيض برحمته على اللبنانيين صحة وعافية ورجاءً.