يعتبر الكاتب والصحافي المصري الكبير محمد حسنين هيكل واحداً من أهم صحافيي مصر والذي تباينت علاقته مع رؤساء فكان قريباً من جمال عبد الناصر، فيما أودعه أنور السادات السجن لفترة وجيزة بعد مرحلة ، وهمّشه حسني مبارك، إلا ان رأيه بقي مسموعاً، عهود كثيرة واكبها هيكل في الصحافة والكتابة فهيكل الذي دخل عالم الصحافة منذ ان كان عمره 19 عاما واكب عصر الملك فاروق مرورا بالرئيس عبد الناصر وانور السادات حتى حسني مبارك ومحمد مرسي وإنتهاء برئيس مصر الحالي عبد الفتاح السيسي.
وقد أطل هيكل في السنوات الأخيرة له على جمهوره من خلال برنامج بثته قناة الجزيرة بعنوان "مع هيكل" ثم قدم لاحقا تحليلات سياسية أسبوعيا على فضائية مصرية خاصة.
فهيكل والذي جاء من شمال القاهرة إتسمت علاقته بالرئيس مبارك بالفتور الشديد، فلم يكن هيكل أبداً من المقربين من الرئيس السابق الذي فضل الاستعانة بوجوه جديدة في الدائرة المقربة منه، حيث وبعد سقوط نظام مبارك في يناير 2011، اصدر هيكل كتابا عن عهده بإسم "مبارك وزمانه من المنصة الى الميدان".
وحمل الكتاب انتقادات عديدة لشخصية ولسنين عهده التي قاربت من الثلاثين، فيما كان هيكل من اكثر المرحبين ببروز قائد الجيش السابق والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي اطاح بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو 2013.
وقد دعا هيكل السيسي لعقد حوار وطني لحل ازمات البلد الاقتصادية والسياسية والامنية، وقال هيكل في حوار مع قناة "سي بي سي" الفضائية الخاصة ان "كثيرين يقبلون بما يحدث لأن البدائل أسوأ وجربنا بعضها ورأينا المصائب التي يمكن ان تحصل".
ودعا هيكل الى "حوار بين كل قوى الوطن.. بممثلين حقيقيين عن الشعب".
وعلى الرغم من اتفاق الجميع على أن هيكل كاتب ومؤرخ واكب قضايا مصر على مدى عقود كثيرة الا انه طالته الكثير من الاتهامات بالتودد الى السلطة الحاكمة، وانه ينمق كلامه من اجل الحكام بعيدا عن الواقع الحقيقي لمصر.
تجدر الاشارة الى ان هيكل والملقب "بالجورنالجي" عاش اكثر من 70 عاما في بلاط صاحبة الجلالة حتى وفاته المنية اليوم الاربعاء عن عمر ناهز 93 عاما.
وكان الممثل صبري فواز آخر من جسد شخصية الكاتب الصحافي الراحل عبر شاشة التلفزيون من خلال مسلسل "صديق العمر" قبل عامين تقريبا، ويعتبر هيكل في نظر الكثيرين صندوق مصر الاسود حيث نعاه الكثيرون قائلين "ورحل صندوق مصر الاسود".
أسرة موقع الفن تتقدم بأحر التعازي للقراء العرب ولعائلة الفقيد محمد حسنين هيكل ومحبيه وجمهوره، طالبين من الله أن يسكنه فسيح جناته.