حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في بيان لها من أن أقوى ظواهر "النينو" المناخية التي شوهدت خلال العقود الماضية سببت فشلاً متكرراً للمحاصيل، وأهلكت قطعان الماشية، ودفعت بنحو 10.
2 ملايين شخص في جميع أنحاء إثيوبيا إلى الجوع وانعدام الأمن الغذائي؛ في وقت أظهرت فيه عن خطة استجابة لحالات الطوارئ لحماية الثروة الحيوانية على وجه السرعة واستئناف إنتاج المحاصيل في إثيوبيا الواقعة بمنطقة القرن الأفريقي.
تشهد المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ ارتفاعاً ملموساً في درجات حرارة السطحية، حيث تجاوزت الحرارة معدلاتها بحدود درجتين مئويتين، ولم يحدث ذلك منذ عام 1998، ليتأثر العالم رسمياً بحالة قوية من النينو والمرشح ان تزداد بقوة خلال الاشهر القادمة.
سوف يستمر تأثير ظاهرة النينو حتى أوائل عام 2017، فهناك تأثيرات عديدة على نطاق جغرافي واسع بالعالم أجمع، فقد أثرت ظاهرة النينيوعلى مواسم الزراعة في أمريكا الوسطى-هايتي كما واجهت أثيوبيا واحداً من أكثر الأعوام جفافاً في خلال الخمسين عام الماضين كما عانت إندونسيا وبابوا وغينيا الجديدة من موجة جفاف شديدة
فالمنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ دافئة جدا لترجع لنا الذاكرة لنينو 1997-1998 المشهورة، والتي تسببت في حدوث تطرفات مناخية عالمية حادة وصلت الى المنطقة العربية وتسببت بشكل غير مباشر في تشكل السيول والفيضانات في السعودية.
وسبّبت حالة النينو الحالية الكثير من التطرفات المناخية الحادة في مختلف مناطق العالم على شكل موجات حارة قوية وباردة في مناطق أخرى، كما سببت كثرة الاعاصير والعواصف في مناطق مختلفة من العالم، واصدرت دائرة الارصاد الجوية الاسترالية تحذيراً من موجات جفاف متوقعة على المنطقة بسبب حالة النينو.
فلوحظ خلال التحديث الاخير لاتجاه وسرعة الرياح التجارية هو اضطرابها وتراجع كبير في سرعتها لدرجة انها تهب في الجزء الغربي من الهادئ من الغرب الى الشرق وذلك عكس الوضع الاعتيادي، يساعد ذلك بارتفاع كبير في حرارة المياه، فمثلا تنقل الرياح التجارية المياه الباردة عبر منطقة البيرو وسواحل امريكا الجنوبية الى المحيط الهادئ حيث تنخفض الحرارة في شرق الهادئ وترتفع في غربها ضمن الاوضاع الاعتيادية، لكن في حالة النينو فان حركة الرياح التجارية البطيئة واضطرابها يؤدي الى ارتفاع حرارة المياه بشكل كبير نتيجة ضعف في نقل المياه الباردة من الشرق الى الغرب.
توقعات بارتفاع قوة النينو خلال الخريف القادم:
وبالنظر الى اضطراب حركة الرياح التجارية كذلك الى درجات الحرارة في المحيط الهادئ والمحيط الهندي وسواحل استراليا، لوحظ ان حالة النينو ما زالت تنمو بشكل متسارع وتشتد خلال الفترة الحالية، ويتوقع أن تزداد قوة في اشهر الخريف والشتاء الاولى، ويؤدي هذا الامر الى تطرفات كبيرة في حالة الطقس في مختلف مناطق العالم ربما تكون خطيرة، وستكون الدول العربية ضمن هذا التأثير الذي بدأ يظهر خلال الاسابيع السابقة.
ويلاحظ أن برودة المياه في غرب المحيط الهادئ وقرب السواحل الاسترالية ستعمل على تزايد اضطراب حركة الرياح التجارية، والمسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة والذي يعكس زيادة في قوة حالة النينو مستقبلاً.
وتؤثر النينو ايضاً على المحيط الهندي حيث تساهم في ارتفاع درجات الحرارة في غربه وذلك قرب الجزيرة العربية، ويؤدي هذا الامر الى كثرة الامطار في أجزاء من الجزيرة العربية وافريقيا لاحقاً في فصل الخريف.
ان التأثير على الدول العربية بدأ يظهر منذ اسابيع، فالعواصف الرملية القوية والمفاجئة التي ضربت عدة مناطق في بلاد الشام والجزيرة العربية والامطار غير الاعتيادية هي بسبب حركة الغلاف الجوي المضطربة وغير الاعتيادية التي تضرب مختلف مناطق العالم، حيث يعود سبب ذلك الى حالة النينو القوية المؤثرة، يتوقع خلال الاشهر القادمة ان يزداد التطرف الحاد خصوصاً خلال الخريف، فيخشى من تشكل السيول والفيضانات على مناطق واسعة من الوطن العربي من ضمنها الجزيرة العربية في فصل الخريف. ويدرس مركز طقس العرب الاقليمي حالة النينو الحالية والتي يصنفها ضمن الظواهر المناخية الخطيرة، والتي يتوقع ان تصيب الدول العربية ايضاً وذلك لان الدول العربية تتأثر ايضاً بنفس الغلاف الجوي الذي يؤثر على دول العالم .
عرّضت النينو ملايين الناس إلى الموت جوعاً وعطشاً فهي تؤثر أيضاً في الطاقة المائية التي تؤثر بدورها على الكهرباء.