"مهرجان ربيع سوق واقف هذا العام في أزهى دوراته، وأهلاً بجميع الفنانين المشاركين الموجودين في قطر"... بهذه الكلمات الدّالة على الرقي والاحترام افتتح سفير الأغنية القطرية علي عبد الستار مؤتمره الصحفي الذي عقد على هامش مشاركته في الليلة الختامية لفعاليات المهرجان، الذي نظمته إذاعة صوت الريان، وذلك في فندق دابليو في الدوحة وتحت إدارة الإعلامي فواز مزهر.
علي عبد الستار، تحدث في المؤتمر عن المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه نتيجة مشاركته للمرة السادسة في ختام المهرجان وإلى جانب فنان العرب محمد عبده، ولفت إلى أن المسؤولية تأتي أولاً كون الحفل هو الختامي وبالتالي فإن المنظّمين يضعون ثقتهم فيه وشكر لهم اختيارهم له. ونوّه عبد الستار بأن محمد عبده قطب من أقطاب الأغنية السعودية يقتدي به ويتعلم منه الكثير، ووجد أن التنافس الشريف رائع حيث يسعى الفنان لتقديم الأفضل دوماً. وعن برنامج الحفل، أشار إلى أن جمهوره يفضّل الإستماع إلى أغانيه القديمة ليرددها معه لكنه يود توثيق جديده لأن قناة الريان تعرض الحفل مباشرة وتصوّره فتتوثق الأعمال بالصوت والصورة.
وعبّر عبد الستار عن اعتزازه بكونه أول من شارك في مهرجان فلسطين الدولي الذي أقيم في رام الله، وأول فنان خليجي يشارك في مهرجان البركل في السودان. وصرّح الفنان القطري أنه تردد بعد تلقيه الدعوة لكنه تفاجأ في ما بعد بحسن الضيافة والجمهور السوداني العريض، كما تشرّف بلقاء الرئيس السوداني عمر البشير.
وعن فيديو كليب "دهن العود"، الذي قام بتصويره تحت إشراف فريق عمله في استديوهات علي عبد الستار وإدارة المخرجة رولا غزاوي، قال سفير الأغنية القطرية: "ارتأيت مع فريق عملي البدء بالاعتماد على النفس في تصوير الأغنيات، وبالفعل اخترنا محمية الدوسري في قطر حيث وجدنا أجواء البادية كما هي وهذا كان هدفنا الرئيس. صوّرنا البادية بكافة تفاصيلها وتحوّل الكليب ليصبح بمثابة فيلم توثيقي للعادات والتقاليد فيها".
عبد الستار بدا متأثراً جداً عندما تحدث عن أغنية "حزني أنا"، التي حصل عليها من الشاعرة صدى الحرمان وهي على فراش الموت، وقال: "رحمها الله كانت من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد كتبت كلمات الأغنية التي أثرت بي كثيراً فقمت بتلحينها ووزعها موسيقياً طارق عاكف بينما تمّ تسجيلها في الاستديوهات الوطنية. هذه الأغنية فيها مجهود موسيقي كبير، أتمنى إيصالها هذه القصة الإنسانية إلى الناس، ولا ننسى بأن الموسيقى تترجم الحزن أكثر من الفرح فالإنسان بحاجة إلى من يضرب على وتره الحسّاس".
وأكد عبد الستار تحضيره أغنية للمنتخب القطري لكرة القدم وأنه كان سيطلقها لكن نتيجة المباراة ألغت المشروع، فبات مؤجلاً حتى انتصار قريب. ولفت الفنان القطري إلى أنه لكل فنان هدف فمن يبغي الوصول سريعاً بإمكانه تقديم أغنية "السندويتشات" وينجح فيها فأغنية واحدة اليوم تصنع نجماً لكن تاريخ الفنان هو الأساس دوماً. كما أعلن عن نيته المشاركة في مهرجان التسوّق في دبي ولكن بعد الاتفاق على بعض الأمور، وفي المقابل أكد شاركته في المهرجان السياحي الضخم في الأردن والمنافس لجرش.
وعن تجربته الدرامية، صرّح عبد الستار بأنها كانت وحيدة إذ شارك في مسلسل إذاعي في إذاعة قطر وتمحور حول قصة فنان قطري، وأفصح عن حلمه: "حلمي تقديم أول فيلم سينمائي خليجي استعراضي يروي من خلاله قصة حياة فنان، وربما يدمج فيه بعض التفاصيل من حياته الخاصة. ولفت إلى أنه اتصل بعدد من الكتّاب لتقديم سيناريو يعجبه، وأعلن أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام كتّاب السيناريو لطرح أفكارهم. ومن جهة أخرى، أعلن عن نيته افتتاحه استديوهات علي عبد الستار خلال شهر أو شهرين الخاصة بإنتاج البرامج التلفزيونية والأعمال السينمائية بأحدث التقنيات والتجهيزات. وأشار إلى انتظاره 3 سنوات حتى حصل على الترخيص الرسمي، وأن بإمكانه اعتماد البث المباشر لكنه في البداية سيسعى إلى إنتاج البرامج التلفزيونية واللقاءات الفنية.
وردّاً على سؤال "الفن" حول دور المرأة في حياته خصوصاً وأن زوجته هي مديرة أعماله، أجابنا الفنان الكبير: "لا أستطيع القول عن رولا سوى إنها إعلامية مخضرمة سبق وأن أطلّت عبر التلفزيون الأردني وتلفزيون قطر وقدمت العديد من البرامج، وفي الوقت نفسه هي مهندسة معمارية، كما تتولى حالياً كل أعمال الفنية مع فريق عمل، ونحن نسير معاً بخطى ثابتة وبهدوء وسكون". وكان لنا مع الفنان علي عبد الستار، الذي أثبت مقولة "وراء كل رجل عظيم إمرأة"، جولة أخرى مع سؤال حول سبب عدم تقديمه عمل باللهجة اللبنانية فردّ بالقول: "تحدّني في لبنان اللهجة فقط، لأنني أرفض الإقدام على خطوة لست واثقاً منها وأخاف من النتيجة. عندما أقدم عملاً بأي لهجة كان يجب أن أتقنها أولاً، أنا من أهل لبنان ولديّ منزل فيه وأعشق هذا البلد وشعبه، ومعظم الفنانين والملحنين اللبنانيين هم أصحابي منذ سنوات طويلة. لبنان محطة فنية وإعلامية هامة جداً وتعطي النوعية التي نفتقدها كثيراً خصوصاً على الصعيد الإعلامي، فأهم الإعلاميين والمخرجين والتقنيين موجودن فيه والدليل أن أضخم البرامج التلفزيونية، التي يصعب علينا تقديمها في الوطن العربي، يتمّ تنفيذها في لبنان. أفتخر بتقديم عمل لبناني إذا توفر ذلك خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أنني قمت بمحاولات سابقة لم تبصر النور أولها كانت مع الموسيقار ملحم بركات".