"سعيد بمشاركتي للمرة الثانية وأشدّ على أيدي أي دولة عربية تقدم نشاطات فنية وثقافية على الرغم من كل ما نعانيه في هذه المنطقة.
أتيت من بلد المهرجانات، فمن لبنان ومن بعلبك تحديداً إنطلق أول مهرجان عربي ومن ثم بيت الدين وجبيل، وها أنا اليوم في الدوحة التي تمتاز بالنشاطات الثقافية وتبرز صورة حضارية عن هذا البلد. سبق وأن قدمت على مسرح كتارا مسرحية "شمس وقمر" ولمست حينها الطابع الفني والثقافي الراقي وهذا ما اعتدناه من دوحة السلام"... بهذه الكلمات المعبّرة افتتح الفنان عاصي الحلاني مؤتمره الصحفي الذي عقد أمس على هامش فعاليات مهرجان ربيع سوق واقف 2016، الذي تنظمه إذاعة الريان، وذلك في فندق دابليو في الدوحة وتحت إدارة الإعلامي المميز فواز مزهر.
نفى الحلاني خلال المؤتمر تحضيره ألبوماً خليجياً متكاملاً، لكنه أكد على أن ألبومه الجديد، الذي انتهى من تحضيره منذ العام المنصرم ومن المفترض أن يصدر خلال فصل الربيع ويتضمّن 12 أغنية، سيحتوي على أغنيتين باللهجة الخليجية تعامل من خلالهما مع الشاعر أحمد العلوي، الموسيقار طلال، والموزّع الموسيقي حسام كامل وهما "أحلى الأسامي"، و"أجمل الأشياء". وأشار إلى انتهائه من تصوير أغنيته الجديدة "قومي ارقصيلي بعد" وأن عرض الكليب سيبدأ خلال الشهر الحالي.
وعن مسألة تأجيل إصدار الألبومات واعتبارها مساومة بسبب الأوضاع الأمنية، اعتبر الحلاني أنه وزملاءه الفنانين يطمحون عند إصدار أي عمل إلى أن يكون الجميع مرتاحين، وقال: "للأسف كلنا أبناء هذا الوطن ونعلم تماماً ما الذي يحدث وهو أمر خارج عن إرادتنا ولكن الحياة يجب أن تستمر. في الحرب كان وديع الصافي وفيروز وصباح صوت لبنان في المهجر، وكذلك أم كلثوم صوت مصر، فالغناء جزء من حياتنا وبه نستمر".
وصرّح الحلاني عن تحضيره لعمل جديد مع الشاعر الكبير طلال حيدر من دون أن يذكر تفاصيله، وعاد بالذاكرة إلى الديو الذي جمعه مع الفنان الراحل وديع الصافي وكان عملاً يفتخر به في مشواره الفني، كما تحدث عن تسلّمه راية الأغنية الشعبية من الصافي لدى مشاركة الأخير في العمل المسرحي الذي قدّمه الحلاني عام 2009 مع كركلا في بعلبك.
الحلاني، الذي انتقل من شرم الشيخ إلى الدوحة، وصل وفي جعبته تكريم من قبل محافظ جنوب سيناء خالد فودة بعدما شارك في إحياء حفل ضخم دعماً لتنشيط السياحة في مصر، وأكد أن مصر هي بلده الثاني وأنه مستعد للمشاركة مع أي شخص يودّ مساعدة بلادنا أو أي أعمال تساعدنا على الاستمرار وتمكننا من قول "لا" لكل اعتداء علينا.
"لما سمعنا بالخبر صار قلبنا قد الجبل"... بهذه العبارة وصف عاصي الحلاني سعادته بخبر فوز قطر بالحصول على حق إقامة مونديال 2022 على أرضها، وأكد على استعداده لتلبية أي طلب لدعم ها المشروع. وأضاف: "مبروك سلفاً لقطر. قطر بلد حبيبة وغالية وما نلمسه اليوم فيها من إنماء وإعمار يجعلنا نفتخر بها فقد أصبحت الدوحة تضاهي أهم بلاد العالم".
وعلى صعيد آخر، رفض الحلاني تسمية ممثل معيّن لتأدية دوره في مسلسل يروي سيرته الذاتية معلناً أن الوقت لا يزال مبكراً لمشروع كهذا خاصة وأنه في إطار البحث عن الأفضل وعن كيفية التقدم ويجاهد في المعترك الفني من خلال تقديم أعمال تخلّد اسمه. ولفت الحلاني إلى أن ثمة كثيرين تأثروا به كمغنٍ وبالأعمال التي يقدّمها ولكن لا يوجد في خاطره ممثل يؤدي شخصيته، وفي المقابل رفض مقارنته بالشحرورة صباح التي عرض مسلسل عنها وهي على قيد الحياة وقال: "لا أقارن نفسي بها، هي التي قدّمت حوالى 65 عاماً من عمرها في العمل والعطاء الفني"، وأضاف: "صباح ما إجا متلها وما بيجي متلها". ولفت إلى أن لمسلسل "العرّاب" جزءاً ثانياً، ولكن يبدو أنه مؤجل لأنه، ولغاية اللحظة، لم يبدأ التصوير بعد.
وحول اختيار ابنته ماريتا الغناء باللغة الأجنية، علّق الحلاني بأن من حق كل إنسان أن يختار خطه وهذا خيارها الخاص، وأكد أنه دعم مراد بوريقي، الفائز في الموسم الأول من "ذا فويس"، وساعده في تحضير ألبومه الأول وأشرف عليه، لكنه في المقابل شدّد على ضرورة عمل الأخير على تأمين استمرارية النجاح والسعي الدائم لتحقيقه. واعتبر الحلاني أن نداء شرارة هي بالفعل الصوت الأجمل في الموسم المنصرم وأن فوزها لم يفاجىء لجنة التحكيم لأنهم ضمنياً كانوا يعلمون أنها تستحق الفوز.
"الفن"، كالعادة، كانت له مشاركة في المؤتمر حيث سألنا فارس الأغنية العربية عن رأيه بالتعامل مع الفنانة ديانا حداد من خلال ديو "روميو وجولييت" الذي جمعهما، فقال: "ديانا فنانة شاملة وتمكنت من إثبات وجودها على الساحة الفنية بجدارة. تمّ إختيار ديانا لمشاركتي في الأغنية لأنها تشبه لونها الغنائي، كما أن هذا اللون البدوي سبق وأن قدمته في بداياتي ولا أزال أقدمه في ألبوماتي مثل: واني مارق مرّيت، يا ميمة، عذبوني، ما لي صبر، وغيرها. ديانا ليست بحاجة إلى شهادتي فيها فأنتم تعرفونها وتحبونها ولديها أرشيف غني، وكان اختيارها موفقاً وعرّابه هو الموسيقار طلال. وهنا أحيي المخرج علاء الأنصاري على الكليب الرائع الذي حظي بإعجاب الجميع. كان من المفترض أن يتمّ التصوير في لبنان، ولكن عدنا وانتقلنا إلى تركيا وقد تطلّب مجهوداً كبيراً وتقنيات عالية وميزانية مرتفعة إلا أن النتيجة كانت محفذزة ومرضية للجميع". ولم ينسَ الحلاني توجيه الشكر إلى كل القيّمين على العمل الذي لم يوفروا جهداً للحصول على النتيجة المرجوة، خاصة وأن الأغنية بحد ذاتها تعتبر تحدياً بالنسبة إلى الموسيقار طلال كونها باللهجة البيضاء وتحمل اللون الشعبي اللبناني وتذكرنا بأغنيات الفنانة الكبيرة سميرة توفيق البدوية. وحول ما إذا كان سيشارك في تقديم عمل ما في بعلبك هذا العام، أجابنا الحلاني: "ثمة كلام حول مشروع في بعلبك لكن القرار لم يتخذ بعد".