"ربي يوحّد صفوفنا ويبعد البلاء عن الأمة العربية".
..مع هذا الدعاء من القلب، ومع كلمات الشكر والتقدير لدولة قطر والقائمين على مهرجان الربيع الغنائي الذي تنظمه إذاعة صوت الريان في سوق واقف سنوياً، بدأ الفنان التونسي الكبير لطفي بو شناق مؤتمره الصحفي الذي عقد في فندق دابليو وتحت إدارة الإعلامي المحنّك فواز مزهر.
بو شناق، الذي شبّه الثقافة بجسر يوحّد الشعوب وتعبير عالمي لإيصال رسالة الوحدة، أعلن عن تقديره لهذا المهرجان وشكر الثقة التي تضعها فيه اللجنة المنظمة، وأشار إلى أن المسارح بالنسبة إليه سواسية ولا يفكر في إسم المهرجان أو مكانه بل يعتبر المسرح مقدساً وعندما يعتليه يضع خبرته وإمكانياته الصوتية عليه "لأنه ليس من السهل أن تحفر صورة في ذاكرة الناس". وتابع بالقول :"المهمة صعبة. قبل إعتلائي المسرح أرتجف من الرهبة، ومن ثم أشعر بالراحة من بدء الغناء. عندما أعود إلى بيتي أعلم تماماً أنني أدّيت واجبي كاملاً ولم أحصل على المال مجاناً".
وصرّح الفنان التونسي بأنه ضد الألقاب، ويفتخر أكثر بكلمة "فنان"، ونوّه بأهمية الفنان قائلاً: "هو صوت الشعب، وشاهد على العصر، وعليه أن يحمل هموم شعبه ويعبّر عن غضبه وفرحه". وعن مشاركته في المهرجان وتحضيراته له قال :"مبدأي خير الأمور أوسطها، لذا أختار من كل بستان زهرة، وأعتمد التنويع في البرنامج لأنه "لا ينقصنا النكد"، كما أن الحفل يذاع مباشرة عبر أثير الإذاعة والتلفزيون وهذا ما يجب أن يتوخاه الفنان لأن الجمهور في المنزل يختلف عن الحضور في المسرح".
بو شناق رحّب بمشاركته الحفل مع الفنان الشاب نور شيبة قائلاً: "هو على راسي وعيني"، ورفض مسمّى "الأغنية الشبابية" فالمهم برأيه أن تكون الأغنية قائمة على أساساتها الصحيحة من حيث الكلمة واللحن والأداء سواء أكانت إيقاعية أو شعبية أو كلاسيكية، إذ أن الفن شيء والأغنية شيء و"التنشيط" شيء آخر. وشبّه بو شناق وسائل الإعلام بالغول الخطير الذي يتسبّب بإبتعاد المطربين عن أداء القصيدة التي آن الأوان للعودة إلى تقديمها.
وعن سبب عدم مشاركته في مسلسل عن قصة حياة زكريا أحمد، علّق بو شناق بالقول :"كان من المفترض أن أؤدي هذه الشخصية إلا أن الأمور تعثرت بسبب اندلاع الثورة في مصر. مصر هي العامود الفقري للأمة العربية ووقوعها سيتسبّب بكارثة، كما أنه لا بد من الحفاظ على الخليج العربي لأنه دعامة بقية الدول العربية".
وكان لموقع "الفن" سؤال حول الأوبريت الملحمية التي قدّمها الفنان لطفي بو شناق منذ فترة قريبة مع الفنان محمد عساف في الإمارات تحت عنوان "في ظلال البردة" وما إذا هنالك تعاون دائم مع شركة "الخوّار للإنتاج الفني" ، فأجاب :"كل عمل أشعر بأنه سيضيف إليّ وأضيف إليه أوافق على تقديمه من دون تردد، المهم ألا تكون مشاركتي تطفّلاً على العمل لأجل جني المال فهذه ليست سياستي. هذه الأوبريت كانت رائعة سواء من حيث الكلمة أو اللحن أو الإخراج، وقد سبقت وأن شاركت في الشارقة بتقديم أوبريت "عناقيد الضياء" وهو عمل بالفعل لو طلبوا مني المشاركة من دون أجر لوافقت فوراً لأنني فنان لا يبحث عن موقع في هذه الساحة بل عن عمل يذكره التاريخ ويبقيني في الذاكرة".