بالرغم من العناية الفائقة من الدولة السورية بقطاع الفن، وإنشاء نقابة للفنانين بقرار حكومي منذ 46 عاما، يبقى تخليد الفنانين بعد رحيلهم ضحلاً، إذ لم تُسمَّ ساحات بأسماء الفنانين والمبدعين حتى ما قبل عشر سنوات من الآن.
المخرج العالمي الهوليودي مصطفى العقاد والذي استشهد في تفجير في الأردن في العام 2005، والمبدع الكوميدي الشهير نهاد قلعي الذي اشتهر بلقب حسني البورزان والمتوفى في العام 1993 هما الوحيدان اللذان حصلا حتى الآن على تخليد بإطلاق اسميهما على شارعين في حلب ودمشق.
الفارق بين الراحلين كان طفيفا، فهو إضافة إلى كون اسم كل منهما أطلق على شارع في المدينة التي ينتمي إليها، فإن العقاد خُلّد بعد أيام قليلة على وفاته ومنح شارعا في حلب التي ولد فيها وبطول 3 كيلو متر.
أما حسني البورزان " نهاد قلعي" رفيق الدرب لدريد لحام في أيام الهنا وصح النوم ووادي المسك.. إلخ.. فقد جاء تخليده بعد 22 سنة على رحيله من خلال تعاون بين الحكومة وجمعية أصدقاء دمشق التي أقامت احتفالية خاصة بالمبدع قلعي وأوصت بإطلاق اسمه على شارع في حي المهاجرين الدمشقي العريق الذي ولد فيه نهاد.
النجم دريد لحام، وفي تعليقه على شارع مصطفى العقاد، قال:"هذا كان لزاما على الدولة أن تكرم مبدعا طار إلى هوليود لينشر حقيقة الإسلام من خلال فيلم الرسالة، والذي فضل رسالة كهذه على رسائل أخرى كان يمكنه أن يصنعها هناك ويتحصل من خلالها على شهرة أوسع ومال أوفر".
وأضاف:"يجب تكريم كل مبدع.. ليس بإطلاق اسمه على شارع وحسب بل بطرائق عدة، ويبقى إطلاق الأسماء على الشوارع شيئا عظيما".
أما النجم رفيق سبيعي فرأى في إطلاق اسم نهاد قلعي على أحد شوارع دمشق بأنه إجراء تخليدي بكل معنى الكلمة.
وقال :"أفنى حياته حبا بدمشق وبسورية.. وطال الزمن حتى حصل التكريم الكبير، لكنه في النهاية حصل وهذا هو الأهم".
ورأى في تخليد الفنانين دافعا لكل فنان ليعطي أكثر، لأنه سيكون على دراية بأن أحفاده سيعتزون به لأجيال وأجيال.