بحضور ورعاية وزير الثقافة المحامي ريمون عريجي أعادت جامعة اللويزة إحياء جائزة سعيد عقل، التي درج الشاعر الكبير على منحها منذ السبعينات من القرن المنصرم، في صيغة مختلفة تشمل خمسة مجالات هي الآداب والعلوم والفنون الجميلة واللاهوت أو الفلسفة أو التاريخ أو البيئة والعمران والإبداع اللبناني العالمي.
وكان الراحل سعيد عقل يمنح هذه الجائزة شخصياً ويختارها بنفسه وكانت خاصة بالشعر عموماً مع استثناءات قليلة. وكان توقف الشاعر عن منحها فترة غير قصيرة.
وها هي اليوم جامعة سيدة اللويزة تعيد إحياء جائزة "سعيد عقل" التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار أميركي، تقسم على الفائزين الذين تختارهم لجنة التحكيم ضمن الفئات الآتية : جائزة سعيد عقل للآداب وتُمنح لأفضل كتاب طرح خلال العام المنصرم في الشعر أو المسرح أو الرواية أو القصّة، جائزة سعيد عقل للعلوم وتُمنح لأفضل عالم في أي من مجالات العلوم المعروفة (طبّ، رياضيات، فيزياء، كيمياء، اقتصاد)، جائزة سعيد عقل للفنون الجميلة وتُمنح سنوياً لأفضل فنّان تألّق في أي من الفنون الجميلة، جائزة سعيد عقل للفكر وتُمنح سنوياً لأفضل عمل في اللاهوت أو الفلسفة أو التاريخ أو البيئة والعمران، وجائزة سعيد عقل للإبداع اللبناني العالمي وتُمنح لموهوب لبناني عالمي.
وقد نال الجائزة في نسختها الجديدة 6 مبدعين لبنانيين كبار ، وهم : الدكتوران جورج وهنرييت طعمه "فئة العلوم"، الدكتور ناصيف نصّار "فئة الفكر"، الرسام سمير أبي راشد "فئة الفن"، الدكتور جبّور الدويهي "فئة الأدب (النثر)"، الأستاذ سلمان زين الدين "فئة الأدب (الشعر)"، المؤلف الموسيقي بشارة عبدالله الخوري "فئة الإبداع اللبناني العالمي، كما كانت وقفة تكريمية بجائزة جديدة بعنوان "جائزة أدونيس" نالها النقيب محمد بعلبكي والأستاذ إدمون رزق.
وقد صرّح وزير الثقافة ريمون عريجي لموقع "الفن"، قائلاً :"هذا حدث ثقافي مهم جدا لأسباب عديدة، أبرزها ان الاسم الذي تحمله الجائزة هو لقامة إنسانية وثقافية وحضارية هي سعيد عقل، وهو بغنى عن التعريف طبعا. كما ان الحاضن لفكر سعيد عقل ونتاجه الفني الأدبي هو جامعة سيدة اللويزة التي هي بالفعل تلعب ، بالاضافة إلى الدور الأكاديمي، دوراً على المستوى الثقافي الوطني مهم جداً. اضف إلى كل ذلك اتضح لنا اليوم ان نوعية الأسماء المكرمة تؤكد على موضوعية وجدية ومستوى الجائزة. كل هذه الأمور تفرحني كوزير للثقافة وتجعلني اتأمل خيراً بجدية هذه الجائزة واستمراريتها. وطبعا هنا لا بد من توجيه التحية لرئيس جامعة اللويزة والاستاذ سهيل مطر على جهدهما الدائم لجعل شعلة الثقافة مشتعلة دائماً في هذه الجامعة".
وعن الدعم الذي تقدّمه الوزارة وإمكانية تبنيها جوائز لكبار كـ سعيد عقل أجابنا عريجي :"ليس من الصحيح ان تقوم الدولة بكل شيء. للدولة جوائزها وللقطاع الخاص جوائزه. لا يوجد منافسة بين القطاعين بل يكملان بعضهما. نحن قمنا بجائزة الرواية التابعة لوزارة الثقافة واليوم يقومون بإعادة العمل بجائزة سعيد عقل .. لا يوجد حصرية للدولة في هذا الموضوع. دعم الوزارة لهذه الجوائز يكون معنوياً من خلال حضورها دائماً إلى جانب هذه المؤسسات وعندما يكون هناك نشاطات مشتركة الوزارة لا تتلكأ أبداً".
وعن تزامن توزيع جائزة سعيد عقل والافراج عن العسكريين اللبنانيين، ختم عريجي قائلاً :"فرحة
من جهته قال نائب رئيس الشؤون الثقافية والعلاقات العامة في جامعة اللويزة، د. سهيل مطر لموقع "الفن": "نحن نعتبر أن تكريم سعيد عقل هو تكريم لجامعة اللويزة . لقد نال سعيد عقل تكريمات كثيرة في حياته وعندما أردنا أن نكرّم على طريقة سعيد عقل واجب علينا أن نحضر النخبة إلى الجامعة ونحاول أن نعطي هذه الجائزة حقها بالاحترام والتقدير. لدينا مبدعون كثيرون في لبنان ولا يجب ان تنتهي جائزة سعيد عقل مع موته. سعيد عقل باقٍ بيننا وسنكمل مسيرته ورحلته، وإن شاء الله نستطيع سنوياً أن نكرس هذه الجائزة للمبدعين الكبار بمختلف الفئات".
وعن اعطاء الجائزة لـ6 اشخاص عن فئات مختلفة، أجاب :"كان بامكاننا أن نعطي الجائزة بشكل شهري ولكن قررنا أن نعطيها سنوياً ولعدة فئات فهو كان يمنحها لأهل العلم وأهل الفن والابداع وقد سرنا على طريقته في هذا الموضوع".
وعن اللجنة التي تختار الأسماء قال مطر :"أسماء أعضاء اللجنة غير معروفة ولا يجب أن يكشف عنها كي لا يتعرضوا لتأثيرات من هنا وهناك. ولكن أؤكد لك أن اللجنة كانت مؤلفة من مجموعة تحب سعيد عقل ومحترمة على جميع الأصعدة، وانا اعترف بأنهم عملوا بمحبة وبموضوعية لإعطاء الجوائز".
وعن إستمرارية الجائزة أجاب :"نحن نفكر طبعاً بإستمرار هذه الجائزة لسنوات ونأمل أن يعطينا الله الصحة والعمر والاستقرار والهدوء لنستطيع أن نكمل بها".
وفي نهاية الحفل أعلن رئيس بلدية زوق مكايل شربل مرعب عن اطلاق اسم الراحل الكبير سعيد عقل على أحد الشوارع قرب الجامعة ، بالاضافة إلى اطلاق إسم سعيد عقل أيضاً على المستديرة المجاروة للجامعة.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا