أقام متحف الشارقة للفنون معرضاً للفنان جورج بهجوري، أحد أشهر الفنانين الشاملين في المنطقة، وذلك بحضور جمهور من متابعي الفن والصحافة والسيد بهجوري شخصياً لتقديم المعرض علامات فارقة: جورج بهجوري والذي يشكل حدثاً هاماً في تاريخ إدارة متاحف الشارقة.
وافتتح الشيخ خالد بن عبدالله بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمـارك في الشارقة يوم أمس معرض علامات فارقة ، وشهد حفل الافتتاح حضور الشيخ سلطان بن سعود القاسمي مؤسس بارجيل للفنون، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي، ومنال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة، وعلياء الملا، امين عام متحف الشارقة للفنون.
يُذكر أن المعرض يستمر لغاية 31 ديسمبر ويضم 80 عملاً للفنان المصري منذ بداياته في الخمسينيات حين كان طالباً يدرس في القاهرة حتى أعماله الأخيرة، وتمتد مسيرة بهجوري المهنية أكثر من نصف قرن وتشمل العديد من المجالات التي تتنوع ما بين الكاريكاتير إلى النحت.
ويعد هذا المعرض الدورة السادسة من سلسلة معرض علامات فارقة التي ينظمها متحف الشارقة للفنون بإدارة متاحف الشارقة ويسلط الضوء من خلالها على فنان مختلف في كل مرة، وهي المرة الأولى التي تتعاون فيها مع شخص يعرف بأنه "الأب الروحي للكاريكاتير" نشرت رسوماته في الصحف العربية لعقود من الزمن.
وبهذه المناسبة، قالت سعادة منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة بقولها: "تميز جورج بهجوري عن غيره من خلال الأثر الذي أحدثه فنه لدى الجمهور بالإضافة إلى التنوع في الأعمال التي يقدمها، إذ لا تقتصر شهرته على كونه فنان كاريكاتوري ورسام كرتوني يتناول في رسوماته نقداً سياسياً، بل هو فنان شامل ونحّات وروائي وممثل".
وأضافت: "نحن ندعو الجميع من طلاب وفنانين واعدين للاستفادة من هذه الرؤية الفريدة التي يقدمها في أعماله المتنوعة".
وتنقسم المجموعة لعدة أجزاء تقوم كل منها على فكرة معينة وتمثل فترة من حياة بهجوري والأنماط الفنية المتنوعة التي يعتمدها.
ويمكن للزائرين في قسم "السنوات المبكرة" مشاهدة نماذج لرسومات بهجوري عندما كان شاباً من بينها رسومات لوالده الذي كان معلماً في المدرسة.
بدأ بهجوري دراسته في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1949 تحت إشراف حسين بيكار الذي كان أحد أهم رواد الفن المعاصر في مصر، وخلال فترة الخمسينيات عمل بهجوري رساماً كرتونياً في صحيفة "روز اليوسف" و"صباح الخير" ثم انتقل عام 1969 إلى باريس التي يقيم فيها منذ 35 عاماً.
أما المرحلة الثانية من حياته والتي تُعرف بـ "الولادة" فتتضمن أعمال بهجوري في باريس في فترتي الستينيات والسبعينيات خلال مرحلة دراسته في كلية الفنون الجميلة.
ولن تكون مرحلة فن "الكاريكاتير" بغريبة جداً على الزوار خاصة أنها ساهمت في شهرة بهجوري كواحد من أبرز النقاد السياسيين من بين أبناء جيله، وصوّر في هذه المرحلة شخصيات سياسية، ومفكرين، ومثقفين في مصر والشرق الأوسط.
وفي قسم "التجريب" يستكشف المعرض الطرق المبتكرة التي عبر بهجوري عن نفسه خلالها باستخدام مختلف الوسائل في العديد من المجالات ومن بينها الرسم والنقش والنحت والطباعة على النسيج.
كما تتنوع الأساليب الفنية التي يعتمدها ما بين التكعيبية والتعبيرية وصولاً إلى بعض التأثيرات السوريالية، والتي تظهر جلياً حتى في منحوتاته إذ لا يستقر بهجوري على نمط واحد فتارة يستخدم البرونز، وتارة الخشب وتارة يمزج ما بين الأساليب.
وفي قسم "يوميات مصر"، يصوّر بهجوري مسقط رأسه على أنها أرض لا يغيرها الزمن مستعرضاً مناظر من الطبيعة الريفية ومشاهد للاعبي ورق جالسين على طاولة في مقهى شعبي، كما يُبرز بهجوري جانباً آخر لبلده من خلال أعمال تجسد ثورة 2011 في مصر من خلال لوحة "موقعة الجمل".