من مواليد 1934 وقد عمل في الفن لأكثر من 60 عاماً ، فأعماله الفنية تم تصنيفها ضمن تراث السينما المصرية ومنها "في بيتنا رجل" و"الخطايا" و"الشياطين الثلاثة" و"شفيقة القبطية" ومسلسل "ليالي الحلمية" و "إمام الدعاة"، فكان من أشهر من قدموا السينما الرومانسية، وكانت له تجارب عديدة في الإخراج.
هو الممثل حسن يوسف الذي يتحدث لـ"الفن" عن تاريخه ومشواره الفني وأعماله الفنية الجديدة، وحقيقة تلقيه تهديدات عن مسلسل "دنيا جديدة"، وعن زوجته الممثلة المعتزلة شمس البارودي ونجله عمر وأمور أخرى كثيرة .
بداية ، هل انت معني بمشاهدة الاعمال أجنبية أم تكتفي بما يتم تقديمه في مصر والعالم العربي؟
بالتأكيد ، اشاهد الأعمال الأجنبية وأتابع ما يتم طرحه، فأنا متعلق بالسينما الأميركية منذ سنوات طويلة، ومن الضروري أن أشاهد ما يدور على الساحة ليس فقط في مصر والعالم العربي بل في العالم كله، ولكنني اشاهد الأعمال الأجنبية ليس في السينما بل على القنوات الفضائية التي تعرض هذه الأعمال.
هل فكرت يوما في اعتزال الفن؟
لم أفكر يوما في الإعتزال، فقد أبتعد عن الساحة لعدم وجود عمل فني يجذبني ، ولكن فكرة الإعتزال لم تراودني من قبل، فأنا عاشق للفن منذ طفولتي ولا أستطيع أن أعتزل.
الجمهور يتساءل لماذا يبتعد إبنك عمر عن التعاون معك؟
منذ بداية مشواره الفني وهذا قراره أن تكون له شخصية مستقلة في عمله الفني من دون أن يعتمد على اسمي في أي شيء سواء التعاون معي أو اختيار صناع الأعمال الفنية له لأنه ابن حسن يوسف، وهذا شيء يعجبني فيه للغاية أنه شاب وله طموحات يريد أن يُحققها بمفرده، ولكن في الوقت نفسه أنا لا أمانع ظهوره في أعمالي الفنية، وبالفعل شارك في مسلسل "دنيا جديدة" الذي قدمته في رمضان الماضي، ومخرج العمل عصام شعبان هو من إختاره وليس أنا.
وهل يستعين "عمر" برأيك في أعماله الفنية أم لا؟
حينما تُعرض عليه أي أعمال فنية جديدة لا بد أن يستعين برأيي وخبرتي في المجال الفني، ولكن رأيي بالنسبة له إستشاري ولا دخل لي بقرارته، فأنا أوضح له وجهة نظري فقط ولا أجبره على قبول أو رفض أي عمل.
وما تقييمك لتجربتك الدرامية الأخيرة في مسلسل "دنيا جديدة" الذي حارب الإرهاب والتطرف؟
تلقيت ردة فعل إيجابية للغاية عن هذا العمل ، والحقيقة أنني قبلت العمل لمناقشته قضايا معاصرة وهي محاربة الإرهاب والتطرف ، ونحن في اشد الحاجة لتقديم أعمال مثل "دنيا جديدة" في مواجهة موجة الإرهاب التي تتعرض لها مصر والوطن العربي.
وما حقيقة تلقيك تهديدات بسبب هذا العمل؟
ضاحكاً ، لم أتلقَ أي تهديدات عن هذا العمل، وفكرة العمل تحارب الإرهاب والتطرف بشكل عام من دون الإشارة لأي أشخاص، ولكن العمل يناقش قضية إجتماعية مهمة فقررت تقديمها، والحمد لله حققت نجاحاً كبيراً ، ونحن كمصريين وعرب علينا التكاتف من أجل محاربة الإرهاب بكل الأشكال سواء من خلال الأعمال الفنية أو التوعية وما إلى ذلك.
البعض يرى انك قدمت مسلسل "دنيا جديدة" في محاولة منك لإستغلال نجاح مسلسل "إمام الدعاة" الذي قدمته منذ سنوات طويلة ، بماذا ترد ؟
هذا غير صحيح ولا يوجد أي تشابه بين العملين، ولم أضع في إعتباري مسلسل "إمام الدعاة" حينما وافقت على تقديم "دنيا جديدة"، ولكنني كنت أسعى الى تقديم عمل إجتماعي معاصر يناقش فكرة مهمة وهي محاربة الإرهاب والتأكيد على أهمية الوسطية في الإسلام، كما أنني لا أعتبر مسلسل "دنيا جديدة" عملاً دينياً خالصاً بل إنه إجتماعي في الأساس ، بينما مسلسل "إمام الدعاة" كان يتحدث عن سيرة حياة الشيخ الكبير محمد متولي الشعرواي رحمه الله.
وماذا عن زوجتك الممثلة المعتزلة شمس البارودي؟
زوجتي اعتزلت الفن منذ سنوات طويلة وإختفت عن الأضواء، وهذا قرار نابع من داخلها ولم يكن لي أي تأثير عليها، ولذلك فإن قررت العودة للفن فلن أقف في طريقها على الإطلاق، ولكن النية غير موجودة لديها.
ولماذا تحيط بها دائماً شائعات العودة للعمل الفني ، هل هي تتواصل مع الصحافة؟
زوجتي لا تتواصل مع الصحافة وتستغرب كثيرا حينما تجد لنفسها تصريحات كاذبة ، إلى جانب أن فكرة عودتها للفن أصبحت مألوفة لديها لأنها تعودت على هذه الأخبار منذ إعتزالها الفن.
وما السبب في إرتباط اسم حسن يوسف بأعمال القطاع الحكومي والتلفزيون المصري؟
هذا تلفزيون بلدي ومن الضروري أن أدعمه ، كما أن هناك أعمالاً تعرض عليّ ويتولى إنتاجها التلفزيون المصري ولا يكون هناك أي عقبات في طريقنا، والموضوع ليس ارتباط ولكن الفكرة في العروض التي تأتيني.
سمعنا ان مسلسل "الضاهر" الذي تظهر فيه كضيف شرف ويُقدم بطولته الفنان محمد فؤاد ، سيعود للواجهة من جديد خلال الأيام المقبلة ، ما حقيقة الأمر؟
لا أعرف ، ولكن حينما يتم البدء في التحضير للعمل سوف يتم ابلاغي من الجهة المنتجة له ، وبالفعل أنا وافقت على المشاركة في هذا العمل والظهور كضيف شرف.
وكيف لفنان مثلك قدم مئات البطولات السينمائية والدرامية أن يقبل بالظهور كضيف شرف ، هل انقلبت موازين الوسط الفني؟
ضاحكاً ، بالتأكيد الظروف تغيرت في الفن وكل فنان وله وقته في الفن، ولكن ظهوري كضيف شرف ليس عيباً ، كما أنني من المؤمنين بفكرة أن الدور هو الأهم بغض النظر إن كان صغيراً أو كبيراً ، ولذلك فأنا لا أعارض الظهور بأي دور ولو صغير والمهم أن يكون مؤثراً في أحداث العمل نفسه.
مسلسل "جرح عمري" الذي صوّرت أكثر من نصف أحداثه لماذا قمت بتسوية مستحقاتك المادية منه والإعتذار عنه؟
هذا العمل واجه مشاكل إنتاجية وتسويقية كثيرة منذ بداية العمل عليه، وقد عطلني لعامين عن المشاركة في أعمال درامية أخرى ، وحينما وجدت أن الموضوع وصل الى حائط مسدود قررت أن أقوم بتسوية مستحقاتي المادية منه والإعتذار عن إستكماله بعد أن صوّرت الكثير من مشاهدي فيه.
وهل هناك مجال للعودة لإستكماله في الفترة المقبلة إن تولت إنتاجه جهة إنتاجية أخرى؟
لا أحب المشاركة في أعمال قد تعطلني عن مسايرة عملي الفني ، ولكن إن وجدت نية حقيقية لإستكماله من جهة إنتاجية ضخمة أكون واثقاً منها فقد أعود لتقديمه وفق بنود معينة.
وما حقيقة إعتزالك السينما بعدما قُدمت لك عروض كثيرة غير مناسبة؟
هذا غير صحيح ، أنا لم أعتزل السينما فهي عشقي الأول والأخير، وخلال مشواري الفني قدمت مئات الافلام السينمائية ومن بينها أعمال تقع ضمن التراث الفني لمصر، فقد ابتعد عن السينما لعدم وجود دور مميز ولكن الإعتزال فكرة غير موجودة في الإعتبار على الإطلاق.
ولكن البعض يرى أنك كفنان كبير قدمت بطولات سينمائية كثيرة في الماضي ترفض التنازل عن فكرة البطولة المطلقة والعمل مع الشباب كبقية نجوم جيلك
إطلاقاً ، فأنا لأ أرفض العمل مع الشباب والعمل ضمن البطولة الجماعية، فأنا اعرف أن لكل فنان وقته ولذلك فإن عُرض علي عمل سينمائي جيد ودور مميز فأنا لا أرفض قبوله، كما أنني أعرف أن الوضع السينمائي في مصر مختلف عن هوليوود وخصوصاً أن الفنان حينما يتقدم في العمر يتم إقصاؤه بعض الشيء من الفن على عكس الفن الأجنبي الذي يُقدر كل نجومه مهما تقدموا في العمر، حيث تكون هناك أدوار ولو صغيرة في الأفلام الأجنبية للنجوم الكبار، وهذا شيء جيد ويساهم في رفع الروح المعنوية لفناني الغرب.
في النهاية ، ماذا تقول لقراء موقع "الفن"؟
أشكركم على هذا اللقاء ، وأتمنى أن أظل أُقدم أعمالاً فنية تليق بجمهوري العظيم ، وأدعو الله أن تستقر الأمور في كل البلدان العربية .