فنان لبناني أصيل ، قدّم الأغنيات الجميلة على مرّ عقود ، يصعب نسيانه رغم غيابه عن الساحة الفنية فهو الذي عرفناه "جنتلمان" في كل شيء .

"بدي شوفك كل يوم" ، "سيارتو أكبر" ، "مزيكا يا مزيكا" ، "آه يا إم حمادة" ، "إجا الصيف" ، "إنت والرقص" وغيرها الكثير من الأغنيات التي لا زلنا نرددها لغاية اليوم ، ستبقى محفوظة في مكتبة الفن العربي الجميل حيث أداها جمال بإحساسه المرهف .

الفنان اللبناني محمد جمال يحل ضيفاً عزيزاً على صفحات "الفن" بعد غياب عن الإطلالات الإعلامية .

إشقتنا إليك كثيراً ، كيف حالك ؟

أنا بخير والحمد لله ، وأنا إشتقت لكم كثيراً وقلبي معكم وأدعو لله لكي تنحل الأمور العالقة في لبنان .

ما رأيك بما يحصل في لبنان ؟

مع الأسف هناك زمرة من المسؤولين والنواب المسيطرين على البلد وهم متمسكون بالكراسي لتعبئة جيوبهم ، نتمنى من الله أن يعيد لهم عقولهم ويُنيرها ، وأن يستجيبوا لحقوق الناس الذين يتظاهرون في الشوارع .

هل تقول الحمد لله على أنك هاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية ؟

أقولها فقط من أجل أولادي ، ولكني كنت أتمنى أن أكون في لبنان وأنزل مع هؤلاء الناس الذين يتظاهرون ضد هذه الزمرة التي فعلاً "طلعت ريحتها" ، هؤلاء السياسيون يظنون أنهم سيخلّدون ولا يؤمنون بأنه لو دامت لغيرهم ما وصلت لهم ، المفروض أن يشعروا فعلاً بأن الشعب ينزل لأنه متمسك بالوطن ولا يحب أن يتركه ، والزعماء أيضاً متمسكون بالبلد ولكن بطريقة السطو والسرقات ، أتمنى أن يشعروا بأنهم هم أيضاً من هذا الشعب "لو كان غيرن قاعد عالكراسي ما كانوا نزلوا مع هالشعب كمان ؟ أكيد كانوا بينزلوا".

أخبرنا عن عملك في الولايات المتحدة حيث تعيش ؟

فتحت مطعمين في لوس أنجلوس ، واحد إستلمت إدارته وغنيت فيه حوالى 7 سنوات ، وكنت شريكاً فيه مع أحد الأصدقاء ، وبعدها تركت من أجل أن أعود وأغني ، وفعلاً غنيت حوالى ثلاث أو أربع سنوات متنقلاً بين البلدان العربية وخصوصاً سوريا ولبنان ومصر ، وبعدها فتحت مطعماً ثانياً وغنيت فيه أيضاً ، وعدت تركت لأني تعبت ، وأنا حالياً في المنزل .

غنّيت ولحّنت ومثّلت في السينما والتلفزيون ، هل أعطاك الفن مثلما أعطيته ؟

بالفترة التي كنت أغني فيها أخذت حظي من الفن مثلي مثل كل الفنانين الذين كانوا معي في نفس الفترة ، وأنا من الفنانين الذين عاصرتهم وكنت دائماً على إتصال بهم الفنانين الذين كانوا في زمن محمد عبد الوهاب رياض السنباطي ، فريد الأطرش ، عبد الحليم حافظ ، وديع الصافي وصباح رحمهما الله ، فيروز أطال الله بعمرها ورحم كل الذين توفوا ، أنا عاصرت هذه الأسماء من الفنانين الذين وأتشرف بأني كنت واحداً منهم في تلك الفترة . أعتقد أن الفن أعطاني بقدر ما أنا سعيت إليه ، وطالما هناك أشخاص مثلك يتذكروني ويحاولون أن يكونوا على إتصال معي فمعنى ذلك أني أخذت حقي جيداً من الفن ، ربما لو كنت بقيت في لبنان لكنت مستمراً بالعطاء لغاية الآن ، أنا قررت أن أهاجر إلى أميركا لأكسب حياة سعيدة لأولادي .

هل تتابع الفن اللبناني اليوم وما رأيك به ؟

طبعاً أتابع وذلك من خلال الفضائيات نشاهد كل المحطات اللبنانية والعربية ونعرف ما يحصل كل لحظة بلحظتها . للحقيقة أهنئ الفنانين في لبنان لأنهم فعلاً يسعون جاهدين ليسلّوا الناس ويشعرونهم بأن الدنيا بألف خير في لبنان ، لديهم حفلات ومهرجانات ومسلسلات ، هناك صورتان في الفن نراهما هنا ، صورة مشرّفة للفن وأهل الفن للناس الشرفاء في لبنان ، وصورة ثانية سوداء جداً جداً جداً تخص الطبقة الحاكمة في لبنان .

من يعجبك من الفنانين اللبنانيين الموجودين حالياً على الساحة الغنائية ؟

سمعت ناجي أسطا وأعجبت كثيراً بصوته وأدائه وشخصيته ، ولكن مع الأسف لا أعلم لماذا ليس ظاهراً كثيراً عبر الشاشات اللبنانية ، هناك معين شريف ، وائل كفوري ، كارول سماحة ، هناك أسماء كثيرة تغيب عن بالي ، هؤلاء الفنانون يحاولون جاهدين أن يعطوا صورة جميلة ومشرّفة عن لبنان ، أقول الله يقويهم وأن يستمروا بما يقومون به .

هل الفنانون في لجان تحكيم برامج الهواة مناسبين ليحكموا على الجيل الجديد ؟

هناك برنامج "سوبر ستار" كان فيه الصديق الياس الرحباني من المحكمين وكان ضمن نخبة ممتازة جداً ومناسبة جداً للتحكيم ، ولكن لاحقاً أصبحوا يجلبون في برامج الهواة فنانين أعتقد أنهم يحاولون أن يتنافسوا مع المشتركين ، خصوصاً "اللي ما صرلن كذا سنة بالفن" ليحكموا على أصوات في حين أن هناك الكثير من المشتركين أفضل من الفنانين الذين يحكمون عليهم .

بعض الفنانين اللبنانيين يعلنون عن إنتمائهم السياسي ، مثل إليسا التي تؤيد علناً حزب القوات اللبنانية ، ما رأيك ؟

طبعاً الفنان هو واحد من الشعب ، هناك أشخاص مع القوات ، وهناك أشخاص مع عون ، وأشخاص مع حزب الله وأشخاص مع المستقبل .

ألن يؤثر ذلك على شعبية الفنان ؟

لا ، أنا أحب عون وحزب الله ، ولكن لا أكره إليسا لأنها مع جعجع ، كل إنسان حر بتفكيره وإنتمائه ، ولكن للأسف ليس الكل في لبنان يتقبل هذا الأمر ، وكذلك الدول العربية والجاليات العربية المنتشرة حول العالم .

هل ما يحصل في الدول العربية هو مؤامرة عليها أم أنه من صنع يدي العرب ؟

الحكام العرب ليسوا واعين وليسوا على قدر المسؤولية ، إستطاعت القوى التي تخرّب في العالم أن تسيطر عليهم وتدخل بينهم وتفرّقهم أكثر وأكثر مما هم مفرقون ، مع الأسف الشديد أقول لك أن الأمة العربية في تقهقر دائم ومستمر ، تصوّر أننا لا زلنا نفكر بأنه عيب أن تقود المرأة سيارة في حين وصل غيرنا إلى المريخ ، نحن شعوب حكامنا جعلونا متخلفين لهذا السبب تجد الكثير من العرب واللبنانيين عندما يهاجرون إلى الخارج ينجحون ويصبح لهم قيمة ويقومون بأعمال كبيرة ويجدون من يشجعهم لأن هناك لا يفكرون في الطائفية ولا في الدين أو بأنك تصلي في الكنيسة أو الجامع ، يفكرون إن كنت إنساناً عاملاً ومحترماً ، وتحترم كل الناس وأن تحترم حدودك ، هذا ما يعتبرونه إنساناً صالحاً .

ماذا تقول للفنانة المعتزلة طروب التي كانت زوجتك وشكلت معها ديو مميزاً ؟

أحييها وأتمنى أن تكون بخير ، وأحملها سلاماً إلى كل الأهل ، وأتمنى من الله أن يطيل بعمرها ويوفقها .

في الختام ، ماذا تقول لمحبيك في لبنان ؟

أقول للبنانيين الله يقويكم ، وللسياسيين "حسّوا على دمكن بقى ، وإكتفوا بالمال الكتير اللي نَهبتوه" ، أشكرك جوزيف وتحياتي للسيدة هلا المر والله يقويكم ويبعد عنكم الضرر .