لم نسمع قط بخلاف كبير نشب بين الفنانة اللبنانية نانسي عجرم وأحد صناع الأغنية من شاعر إلى ملحن او موزع موسيقي، بل على العكس غالباً ما يعرب هؤلاء عن سعادتهم بالتعاون مع نانسي التي تستطيع من خلال صوتها والسخاء على اعمالها ان توصل الأغاني إلى القمة وتحقق الانتشار الكبير.
فقد تعاملت نانسي سابقاً بكل احترام مع الشاعر محمود خيامي عندما تم تسريب أغنية "اتنين صحاب" بصوته ولم تحذف الأغنية من الألبوم. وكذلك فعلت مع أغنية "يا غالي عليي" التي سربت أيضاً قبل طرحها بالألبوم ما دفع بنانسي لطرحها كسينغل. اذا لطالما كان تعامل نانسي مع الآخرين مبني على الاحترام والمهنية في العمل.
ولكن أخيراً تفاجأنا بعنوان فيديو نشره الملحن محمد رحيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان " نانسي عجرم ترتكب جريمه في حق الملحن محمد رحيم" (اضغطهنا، لمشاهدة الفيديو) فسارعنا إلى مشاهدة الفيديو لنعرف ماذا فعلت نانسي. واذ بنا نكتشف أن رحيم يتهم نانسي بسرقة لحن الأغنية التي لحنها لها "في حاجات" (2010) ، واستخدامها في أغنية مسلسل "حالة عشق" التي غنتها نانسي رمضان الماضي بعنوان "مقسومة نصين" (2015) والتي لحنها المحلن وليد سعد.
للوهلة الاولى قد نفكر بأن الأمر حيلة "مفبركة" من أجل اثارة البلبة واستغلال اسم نانسي الذي أصبح "عصا سحرية" يستخدمها البعض لنيل الشهرة ، ولكن نحن نعرف نانسي جيداً ونعرف حرصها على عملها وسمعتها وانها غير مستعدة للمخاطرة بما بنته بتعبها واجتهادها على مدى سنوات عديدة.
وبالتالي لماذا يتهم رحيم نانسي بسرقة اللحن وليس وليد سعد ؟ ولماذا يصرّ رحيم على اقحام نانسي بالموضوع علماً أنها غير مسؤولة عما حصل؟ فمن المنطقي انه في حال أراد ان يحاسب أحداً، الأجدر به أن يتوجه بالكلام إلى الملحن وليد سعد لأن نانسي ليست هي من وضعت لحن الأغنية أو استعانت بالجمل الموسيقية التي وضعها لها رحيم عام 2010.
النجاح الذي حققته أغنية "في حاجات" التي كانت أول أغنية صورتها نانسي من ألبومها "نانسي 7"، يؤكد أن العمل نال حقه وأكثر وان نانسي تعاملت بكل مهنية مع عملها كما اعتدنا عليها.
وكذلك حققت أغنية "مقسومة نصين" نجاحاً لافتاً في رمضان ونسبة استماع كبيرة جداً، ولكن هذه الأغنية ليست في ألبوم غنائي لنانسي بل هي تتر مسلسل وبالتالي عرض على نانسي غناء العمل وليست هي من طلبت تحضير الأغنية. ومن هنا نحن مقتنعون بأنه لا علاقة لنانسي بما فعله وليد سعد في حال صدق كلام رحيم بموضوع سرقة اللحن.
وراح رحيم يزيد الأمور سوءاً عندما صرح بأن نانسي تجاهلت الرد عليه وأن مدير اعمالها السيد جيجي لامارا أهانه عندما قال له "مشكلتك مع وليد سعد مش معنا". فماذا كان يتوقع السيد رحيم ان تتولى نانسي مهمة المرافعة عنه وأن تسارع إلى الجهات المختصة للمطالبة بحقوقه؟ نعم المشكلة بالفعل هي بين ملحن "في حاجات" محمد رحيم وبين ملحن "مقسومة نصين" وليد سعد، ولا دخل لأي طرف ثالث في هذا الموضوع.
رحيم استغل اسم نانسي في هذا الموضوع بحكم أن عنوان الفيديو الذي نشره موجه ضد نانسي وليس وليد سعد ومن هنا هو مطالب بالاعتذار فوراً من نانسي التي سبق وتعاملت معه ومع الاغاني التي لحنها لها باحترام تام. فهل نسي رحيم كيف تعاملت معه نانسي ومدير اعمالها عندما تعرض لهجوم بسبب أغنية "عيني عليك" التي اشترت نانسي حقوق لحنها بعدما غنّته الفنانة شرين وجدي؟ وهل نسي كل التهم التي وجهت لنانسي آنذاك ؟ هذا فضلاً عن نجاح أغاني "أنا ليه"، "ابن الجيران"، "سهرني سهر"، "أوكي"، "الدنيا حلوة" وغيرها من الاغاني التي ما كنت لتحقق هذا النجاح لولا صوت وكرم نانسي.
واخيراً السؤال الأهم هو مصير علاقة نانسي وجيجي بمحمد رحيم بعد هذا الهجوم غير المبرر والذي بدأ يكبر أكثر وأكثر . وما هو مصير الأعمال المستقبلية التي بدأت نانسي بتحضيرها مع رحيم منذ فترة وهل سيستمر تحضيرها أم ستتوقف؟ وهل سيتقبل جمهور نانسي تعاونها مع الملحن قبل أن يعتذر منها ؟