من عائلة فنية مليئة بالأصوات المميزة، فهو صاحب 26 ألبوماً وأكثر من مائة تتر للأعمال الدرامية، ومن إكتشفه هو الموسيقار الراحل الكبير بليغ حمدي، هو فنان محفور على ملامحه عشق الوطن وحب البلاد، أغنياته نابعة من نبض الشوارع والميادين، لم يترك ركناً في الفن إلا وتألق فيه حيث نجح في المسرح والسينما والدراما بأعماله التمثيلية وإستطاع أن يصل للعالمية من خلال أغنياته المحلية وحفلاته في أوروبا.
هو الفنان علي الحجار الذي يتحدث لـ"الفن" عن ألبومه وأعماله الفنية الجديدة، وعن إبنه الفنان أحمد الحجار، ويرد على أسئلة كثيرة في حوارنا معه من بينها أغنياته المثيرة للجدل ورؤيته لطرق الإرتقاء بالفن المصري بعد المهرجانات الشعبية والإبتذال .
بداية.. نرحب بك عبر موقع "الفن"
أهلا وسهلا بكم، وارحب بالجميع وبالتحاور معكم.
أما بعد ، فما جديدك في الفن خلال الفترة المُقبلة؟
أحضر حالياً لمشاريع فنية كثيرة من بينها ألبومي الجديد الذي أعكف على تسجيله وأتواجد لساعات طويلة داخل الستوديو من أجل إنجازه في أقرب وقت، هذا إلى جانب أن لدي مشروعاً درامياً وعودة للتمثيل مع صديقي المُخرج حسني صالح من خلال الجزء الثاني من مسلسل "حدائق الشيطان" الذي تم تقديمه منذ سنوات ولاقى نجاحاً كبيراً، ولدي جدول حفلات خلال الفترة المُقبلة من بينها ما هو ثابت مثل الغناء بـ"ساقية الصاوي" وفي أماكن أخرى.
هل أنت سعيد وراضٍ عن مشوارك الفني؟
سعيد بغنائي في عدد من الحفلات التي أقيمت لي في فرنسا والتي لم يحضرها سوى الجمهور الفرنسي وكانت كل الحفلات الثمانية كاملة العدد ، وكنت أجعل جمهور الحاضرين يغني معي في نهاية كل حفلة أغنية "ياه ياه" لسهولة نطقها ولحنها ، وسعدت بما كتب عني وقتها في الصحافة الفرنسية وكذلك في إيطاليا وأميركا ، وفخور بأني غنيت مع الأوركسترا الألمانية (بادن بادن) ومغني الأوبرا العالمي (دومينغو) الذى أطلق علي لقب الحنجرة الذهبية ، وسعيد بالسنوات الثماني الأخيرة في ساقية عبد المنعم الصاوي والتي ما زلت أستمتع فيها بالغناء كل شهر في آخر أربعاء ، والساقية يحضرها جمهور الشباب أكثر من الكبار ، وسعيد بحفلاتي الدائمة في أوبرا القاهرة والإسكندرية ودمنهور وقلعة صلاح الدين ، وسعيد بـ 26 ألبوم غنائي منها 14 ألبوم من إنتاجي وعدد آخر من الأغاني لم تتضمنها هذه الألبومات ، وسعيد بمشاركتي بالتمثيل مع الفنان الكبير نور الشريف في فيلم "الفتى الشرير" وغنائي لعدد من أعماله الدرامية التلفزيونية، وسعيد بأشياء أخرى كثيرة.
خلال تاريخك الفني كانت لك أغنيات كثيرة أثارت الجدل ومن بينها الأخيرة التي كانت بعنوان "إحنا شعب" والتي هاجمت جماعة الإخوان فيها
هل ترى أن هؤلاء الإرهاب ينتمون إلى شعب مصر أم أنهم مصريون فقط في بطاقة الرقم القومي ، هل ينتمي إلى شعب مصر من لا يحترم علم مصر ولا يهب واقفاً للنشيد الوطني أو كل من كبّر حينما قيل أن الأسطول الأميركي اقترب من البحر المتوسط ليقاتل مصر ، أو من قال سندمر هذه الحضارة الكافرة (حضارة مصر التي لم يرَ عمر بن العاص بأنها كافرة) هذه الحضارة التي صدرناها للعالم بما فيها أميركا التي يستقوون بها على شعب مصر هل تعتبر هؤلاء من شعب مصر ؟
وكيف ترى هذه الأغنية بعد رحيل الإخوان وإنتهاء حكمهم؟
كل يوم كنت أتأكد من أن أغنية "إحنا شعب" هي أغنية تسجل حقبة هامة في تاريخ مصر ، وقد حدث واعتذر لي أكثر من شخص ممن كانوا قد انتقدوا الأغنية وقت تمت إذاعتها ، ملحوظة (نفذت هذه الأغنية في زمن حكم محمد مرسي ولم ينتقدها أحد وقتها ، ولم تبدأ الانتقادات إلا بعد أن قبض عليه)، ولكي أغطي لك كل الجوانب الخاصة بالأغنية فمن كانوا قد انتقدوا جملة (رغم أن الرب واحد ..لينا رب وليكوا رب) واتهموني بالكفر وتعمدوا تجاهل الشطر الأول من البيت وهو (رغم أن الرب واحد) ثم تشبثوا بالشطر الثاني لكي يكفروني ، كنت قد فاجأتهم بأن الله سبحانه وتعالى ذكر في قرآنه في سورة يوسف وهو يفسر لصاحبي السجن حلم أحدهما (أما أحدكما فيسقى "ربه" خمراً ) بمعنى سيسقى سيده ، فحاش لله أن يكون المقصود بكلمة الرب هنا ( الله ) ، وفي موضع آخر من السورة (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه "ربي" أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون ) . كما أننا نقول ربة المنزل ورب العمل وكلمة الرب أصلاً لا تستخدم فقط للتعبير عن الإله .وكونك تسأل عن أغنية مضى عليها عامان فهذا يثبت مدى أهميتها بالنسبة لي .
ولماذا تطول الفترة بين طرح كل ألبوم والآخر؟
أنا أنفق على أغنياتي من عملي بالغناء في مسلسل أو مسرحية أو حفلة بعدما أنفق طبعاً على مدارس أولادي ولوازم حياتهم ، ولم يحدث أبداً أني امتلكت رصيداً فى البنك ، ولذلك كنت أنتج ألبوماً كل عامين أو ثلاثة ، أما الآن وبما أن الإنترنت قضى على صناعة الكاسيت والـcd فسوف أنتج أغنية كل ثلاثة أو أربعة أشهر ثم أجمع هذه الأغنيات في ألبوم لأسجل على نفسي أنه كان هناك ألبوم بالعنوان الفلاني في العام العلاني .
وماذا عن نجلك الفنان احمد الحجار؟
أحمد يشق طريقه بحكمة وروية وهو لايستعجل الشهرة أو النجومية وهمه الكبير أن يزداد علماً بالموسيقى والغناء وأيضاً الإخراج ، فهو مخرج موهوب وخصوصاً في مجال الأفلام الموسيقية والغنائية ، وأتوقع له في المستقبل أن يتخطى المحلية إن شاء الله .
وفي النهاية ، كيف يُمكن للفنان أن يرتقي بفنه وأغنياته بعيداً عن أجواء الإبتذال التي عشناها خلال السنوات الماضية بسبب الأغنيات الشعبية والمهرجانات والكلمات والألحان الضعيفة؟
على المغني أن يعلم أنه مثل الطبيب ويؤمن بأن الغناء والموسيقى تشفي الإنسان وتعالجه من الأمراض ومن معاناة الحياة اليومية ، ولذلك فوظيفة المغني أن يمتع الناس بمخاطبة وجدانهم ومشاعرهم بعيداً عن إثارة الغريزة لأن الأغنية تؤثر في ذاكرة الصغير وتظل معه حتى يكبر ، ولذلك فهي مسؤولية وأمانة ، الأغنية العاطفية شيء أساسي في حياة الناس وكذلك أغنية الأطفال والأغنية الدينية . وفي نفس الوقت لا يجب أن يهمل الأغنية السياسية والوطنية ولا ينسى أن هموم الوطن هي هموم الناس ، ولا يجب أن يرتبط المغني بلون واحد من الغناء .