على ما يبدو ان السياسة كفيلة بتفريق الاشخاص مهما كبُر حجم الصداقة بينهما.
وطالما انتقل الخلاف من السر الى العلن، وإن تم تبريره لاحقاً، فتكون الحرب قد وقعت وانكسرت الجرّة وكادت هذه الصداقة ان تتحول الى خبر كان.
وهذا ما حصل بين الفنانة اليسا وصديقها المخرج ناصر فقيه ولو انه عاد وغرد فكتب وبرر :"انا والنجمة اليسا اصدقاء ويجمعنا الخبز والملح ... واذا صار سوء تفاهم ونحل ولو شو ما صار انا بحبها وبحترمها ورح نبقى اصحاب".
إنتظرنا كي تهدأ الاوضاع قبل ان نكتب عن الموضوع الذي انتشر كالنار في الهشيم بين اليسا وناصر فقيه وهذه الحرب اشتعلت اثر تغريدة نشرتها اليسا تقول فيها :"الفوضى ليست ثورة والممتلكات العامة يجب ألا يتم احتلالها بهذا الشكل. أعذروني، لا أستطيع أن أكون معكم بعد الآن"، فرد عليها بالقول :"بفهم واحد يكون سياسته مع فلان ضد علتان، بس بموضوع بيطالنا كلنا وبيطال صحة ولادنا، كيف فيك تكون ضد شباب عم بطالبوا بحق".
أشعلت هذه التغريدات جمهور الطرفين بردود أفعال قوية وكل واحد يدعم نجمه المفضل لدرجة ان احدهم طلب من اليسا عدم الرد على فقيه لانه وبحسب تعبيره لا يستحق الرد، فجاء الرد قاسياً من فقيه حيث كتب :"بس تصير المرة بسنّ معين لازم تحترمها وما ترد عليها ولو شو ما قالت. العمر إلو حق". وهذا الكلام حتما موجه ضد اليسا ولو لم يسمها، فتعرض بعدها فقيه لهجوم مضاد وشرس من جمهور اليسا المعارضة لهذا التحرك واتهموه بانه تخطى حدوده فيما كتبه بحق اليسا التي بدورها أزالته من قائمة المتابعين لها عبر"تويتر"، ومن ثم عادت واضافته.
وبين الرد وعدم الرد، والغاء المتابعة والعودة عن الإلغاء، كبرت كرة الثلج وعادت لتصغر بعد فوات الاوان وكل ذلك على خلفية التظاهرات التي حصلت في وزارة البيئة. حدّة الخلاف علت وتيرتها والتغريدات تشهد على ذلك، ولو بقي الخلاف بين الصديقين محصورا بينهما لما كانت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تداولته. واي اشكال بين الفنانين عندما يتحول الى العلن يكون الهدف منه امّا اثارة البلبلة او "زكزت" الطرف الاخر، وفي الحالتين نجحت اليسا وفقيه بذلك وحدّة التغريدات خير دليل على كلامنا ولو عاد وبررها الطرفان بالقول ان صداقتهما متينة وكل واحد حر في رأيه.
وما زاد الطين بلة، رأي الملحن سمير صفير الذي فسّره البعض انه موجه ضد اليسا والذي قال فيه :"في بعض فنانين زمن التجليطة ياريت ما يتعاطوا بالسياسة، لأنهم ما بيعرفوا رأسهم من كعب إجريهم، ويكتفوا بالنشاز الفني".
هذه ليست الحادثة الاولى ولن تكون الاخيرة بين المشاهير، والوسط الفني يشهد على اشكالات حادة بين النجوم على خلفية سياسية، وابرزها أخيراً الاشكال الواقع مثلا بين السيدة ميادة الحناوي واصالة نصري بسبب مواقفهما السياسية. كذلك بين اصالة وعدد كبير من ممثلي وفناني سوريا ايضاً خلفيته سياسية. ونذكر ايضا الحرب الضروس ما بين الممثلة المصرية غادة عبد الرازق وصديقها المخرج خالد يوسف أثناء ثورة 25 يناير، طبعا هذا من باب المثال وليس الحصر.
وقعت الحرب بين اليسا وناصر فقيه واقيمت المتاريس الالكترونية والوهمية بينهما، ومن ثم تمت ازالتها من العلن يبقى ان تُزال من القلوب والنفوس ونترك كل واحد يغرد برأيه طالما نحن شعب يطالب بالحرية فالمفترض علينا تطبيقها على نفسنا قبل ان نطلبها من الآخرين.