ليس من السهولة بمكان أن تجمع خمسين فناناً، ما بين مغنين وراقصين محترفين، بالإضافة إلى فرقة أوركسترا موسيقية تضمّ أكثر من عشرين عازفاً، وتقدّم عروضاً موسيقية راقصة وحيّة على خشبة مسرح وفي الهواء الطلق حيث تبلغ نسبة الرطوبة ذروتها.
.. إلا أن لجنة مهرجانات ذوق مكايل الدولية تمكنت من جذب انتباه الحاضرين القادمين من مختلف المناطق اللبنانية من خلال اختيار العرض المسرحي الموسيقي الاستعراضي One Night On Broadway ليكون مسك ختام فعالياتها لهذا العام وسط تحضيرات مكثفة وتنظيم واضح وبتجهيزات تقنية عالية.
لم تمنع زحمة السير وصعوبة الوصول إلى مواقف السيارات، التي قامت بتأمينها لجنة المهرجانات بالتنسيق مع البلدية، الجمهور من الاستمتاع بالحفل الذي أقيم على خشبة مسرح الدرج الروماني، ولم تنتقص حرارة الطقس المرتفعة من أداء فريق العمل الضخم أو تترك تأثيراً سلبياً على أدائهم بل على العكس فقد أبدعوا رقصاً وغناءً وعزفاً وتمثيلاً وتمكنوا من نقل أجواء مسارح برودواي إلى لبنان بكل احتراف حتى خلنا أننا نعيش أجواءها تماماً.
وكان العرض المسرحي الموسيقي الاستعراضي One Night On Broadway، والذي عرض سابقاً على خشبة مسرح كازينو لبنان، قد حفل بمجموعة من اللوحات المنتقاة بعناية من مسارح برودواي والتي بلغ عددها 18 لوحة قدّمتها باقة من أجمل الأصوات اللبنانية وتعود إلى كل من منال ملاط، روي خوري،، كريستیان أبو عنّي، أندريا بو نعمة، كورين متني، وThe swinging sisters. أما ضيفة الشرف فكانت الممثلة صاحبة المواهب المتعددة ندى أبو فرحات التي شاركت في تقديم لوحتين مختلفتين إحداهما منChicago The Musical، والثانية منHairsprayفـأجادت الرقص والغناء بطريقة فاجأت الحضور الذي لم يتوقف عن التصفيق لها.
وبُعيد انتهاء الحفل مع لوحة رائعة بعنوان "Friend Like Me" من "Aladdin"، التقى موقع "الفن" صاحب فكرة العرض ومخرجه روي خوري الذي بدا سعيداً جداً بردّة فعل الجمهور الإيجابية وفخوراً بنجاح العمل الذي سعى جاهداً لتنفيذه، وأضاف: "لم يختلف العرض عما سبق وأن قدّمناه في صالة السفراء لكن فريق العمل قام بمجهود مضاعف أشكر الجميع عليه، كما أننا لم نجد صعوبة في الأداء المباشر وسط ميدان مكشوف بل على العكس فقد شعرنا بأن الصوت بدا واضحاً وضخماً بشكل أفضل، صحيح أن حرارة الطقس أزعجتنا قليلاً لكنها لم تمنعنا من تقديم أفضل ما لدينا". وعن اختياره للممثلة ندى أبو فرحات قال: "إنها بكل بساطة ندى المتمكنة من أي عمل تقدم عليه، أحبها شخصياً وأعلم جيداً أنها بارعة في كل شيء، ولقد شاهدتم بأنفسكم مدى السحر الذي تتمتع به". وأكد خوري أنه يقوم حالياً بالتحضير لعمل آخر من المفترض أن يصار إلى عرض خلال العام المقبل، مرجّحاً إمكانية تضمينه لوحات باللغة العربية.
أما الفنان كريستيان أبو عنّي فقد نوّه بتفاعل الجمهور معهم، مثيناً على جاذبية وسحر المكان اللذين أضافا رونقاً خاصاً على العرض. وعن أهمية العرض بالنسبة إليه شخصياً وما أضافه إلى مسيرته قال: "إنها المرة الأولى التي يتمّ فيها تقديم عمل فني مسرحي لبناني باللغة الإنكليزية، فقد شاهدنا العديد من الأعمال الفنية المحلية التي تقدّم عروضاً غنائية تمثيلية وراقصة لكنها كانت باللغة العربية. إنها فرصة مثالية لعشاق مسارح برودواي وتشكل حافزاً لنا وهنا لا بد من توجيه الشكر إلى روي خوري الذي جمعنا تحت راية هذا العمل". وعن إمكانية نقل العرض إلى دول أخرى أخبرنا أبو عنّي عن وجود إمكانية للقيام بجولة فنية نظراً للنجاح الكبير الذي حققه في لبنان.