برز في السنوات الأخيرة مهرجان "اهدنيات" الدولي كأحد ابرز المهرجانات التي تقام في لبنان وحجز مكاناً خاصاً به لدى الجمهور اللبناني، العربي والعالمي فبات الكل يردد :" الحفل في اهدن له طعم خاص".
فبين سحر الطبيعة المحيطة بك، وسحابة النجوم التي تلف القمر من فوقك، يأتيك رقيّ فني يقدّم على مسرح اعتاد منذ افتتاحه إلا أن يستقبل الأعمال التي تليق بجمهور كبير وفي لهذا المهرجان.
اهدنيات تفتتح بالرقص والباليه
الافتتاح عام 2015، اختارته ادارة المهرجان، برئاسة السيدة ريما فرنجية، ان يكون استعراضاً راقصاً يجمع بين الحركة والأدب والموسيقى. فقدّمت فرقة الباليه العالمية "The Royal Moscow Ballet" رائعة شكسبير "روميو وجولييت" من خلال عرض موسيقي راقص آثر ويخطف الأنفاس.
25 راقص وراقصة من أعرق مدارس الباليه في العالم، وقفوا معا على مسرح اهدنيات لتقديم القصة الأشهر في تاريخ الأدب الإنكليزي. الحب، الألم، الحيرة، الشجاعة، الصداقة، الاخلاص، وغيرها، جسّدتها الفرقة الروسية باحتراف كبير في عرض انجز موسيقاه "Sergei Prokofiev" وصمم رقصاته "Mikhail Lavrovsky". أما لناحية المسرح، فاهتم بالديكور "Kirill Rodnikov" وأخيراً "Yury Samodurov" تولى المشهدية وملابس الراقصين.
مدة العرض 90 دقيقة موزعة على 3 أقسام . في القسم الأول من العرض 6 مشاهد تنوعت فيها الأحداث والمشاهد والأماكن. في القسم الثاني 3 مشاهد غنية بالحركة والتشويق، يليها القسم الأخير المؤلف من 4 مشاهد يرسم في المخرج نهاية القصة الشهيرة لرمزي الحب "روميو وجولييت".
روميو وجولييت والباليه
قد يكون الكلام، في نظر البعض، من الضرورات لتجسيد هذه القصة الرومنسية بالاضافة إلى الرقص والموسيقى والديكور. ولكن الفرقة الروسية كسرت القاعدة، وكان الرقص وحده كفيلا بسرد القصة الشهيرة.
فقد تابعنا مراحل القصة جيداً من خلال الرقص المعبّر الذي جسّد الصراع بين العائلتين الإيطاليتين، ثم مقابلة روميو لجولييت في حفلة تنكرية فيقعان في الحب.
وهنا لا بد من الاشارة إلى انه تمت الاستعانة بديكور بسيط جداً لا يتعدّى القطة او القطعتين، وذلك كان فقط من اجل الدلالة على تغيير المكان، أي الانتقال من صالة الرقص إلى الكنيسة أو إلى غرفة نوم جولييت ...
وبالفعل مضت أحداث القصة وكانت فعلاً واضحة شاهدنا فيها ما تبقى من الرواية من خلال اداء راقص مذهل، اكان لناحية المبارزات بالسيف او لناحية مشاهد الرومنسية والحب وغيرها.
"رويال موسكو باليه" مسيرة ابداع مستمرة
العرض الأول لفرقة "موسكو باليه" كان في 12 آب 2002. وقد أسس هذه الفرقة "Anatoly Emelianov" و"Anna Aleksidze".
واستطاعت هذه الفرقة ان تجول حول العالم ، فكانت الفرقة الروسية الأولى التي تزور مناطق شرق أفريقيا كـ تانزانيا، زامبيا وكينييا.
كل عام تقوم الفرقة بتقديم 50 عرضا من اعمالها على اهم المسارح الأوروبية خلال الجولة التي تقوم بها على ايطاليا وفرنسا وسويسرا وبولندا واسبانيا وألمانيا والنمسا وإيرلندا. كما قدمت الفرقة عروضا في جزر الكناري، الصين، كوريا، اليابان، سيريلنكا ومالطا.
من الصعب احصاء عدد الأشخاص الذين شاهدوا عروض الفرقة ولكن منذ تأسيسها قدمت الفرقة أكثر من 983 عرضاً حول العالم.
كواليس:
حضور وزير الثقافة اللبناني روني عريجي.
حضور السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين.
غرس فريق مهرجان إهدنيات أول شجرة أرز على اسم الفرقة الروسية في "غابة نجوم إهدنيات".
يعود ريع مهرجان هذا العام لجمعيةkids first، التي تعنى بالأطفال المصابين بأمراض سرطانية وبأمراض الدم، ولمركز الشمال للتوحدNAC.
في بداية الحفل تم عرض فيديو للفنانة الروسية الأصل تاتيانا غربنايا (من اوكرانيا الشرقية) التي رسمت بالرمل لوحات مذهلة ومدهشة لمنطقة اهدن.