ضج شهر رمضان المبارك بطابور من المسلسلات التي اجتاحت شاشتنا المحلية والعربية والتي حظيت بنسبة مشاهدة متفاوتة على وقع النص والمضمون وسير الاحداث فضلا عن الابطال الذين يعتبرون إضافة إلى الاعمال الدرامية.
تريثنا في إطلاق احكامنا حتى نهاية شهر رمضان المبارك ليتسم نقدنا بكثير من الموضوعية والشفافية بعيدا من أي اعتبارات. ومن خلال هذا التحقيق نقدم اليكم قراءة واضحة لعدد كبير من الاعمال الدرامية.
24 قيراط
حقق هذا المسلسل مع انطلاقته نجاحا لافتاً نظراً إلى أهمية الاسماء المشاركة فيه ونخص بالذكر الممثل السوري عابد فهد الذي ابدع بدوره إلى جانب الممثلة ماغي بو غصن التي قدمت دورها بكثير من الاحتراف.
أما الفنانة سيرين عبد النور فقد تميزت هي الاخرى بدورها واتقنت جيدا لعب دورها بكثير من المهنية حيث رأيناها بعيدة عن المرأة المعنفة وتجسد دور حاضنة أطفال .
لكننا لم نحبذ نهايته التي افتقدت للمنطق وبدت صادمة بالنسبة إلى الكثير من متابعيه.
مريم
ابدعت النجمة هيفا وهبي في تجسيد دور التوأم "ملك" سيدة الاعمال وشقيقتها "مريم" الخرساء التي تعرضت لحادث سير فقدت على اثرها قدرتها على الكلام.
هيفا في هذا العمل بالذات بدت في غاية الجمال والاحتراف... لقد بدت هيفا وكأنها ممثلة محترفة قادرة على منافسة نجمات الصف الأول.
هيفا وهبي كسبت الرهان من الجديد واثبتت أنها ممثلة محترفة من الطراز الرفيع خصوصا بدور الخرساء حيث اعتمدت على ملامح وجهها وحركة الجسد للتجسيد الدور كما يجب فهي وبجدارة تمكنت من اعطاء كل شخصية سماتها وكاراكتيرها الخاص.
القصة أكثر من رائعة وقد ابدع خالد النبوي في هذا العمل إلى جانب هيفا ليشكلا ثنائيا دراميا رائعا حقق نجاحا كبيرا خلال شهر رمضان المبارك.
طريقي
تألقت الفنانة شيرين عبد الوهاب في مسلسل طريقي إلى جانب الممثل السوري باسل خياط.
وشكلت بداية العمل نقطة قوة جذبت المشاهد العربي لمتابعة العمل وترقب احداثه التي تطورت بشكل لافت خلال الحلقات الأولى منه قبل أن تصبح مملة في مرحلة لاحقة.
لكن هذا لم يمنع الفنانة شيرين عبد الوهاب من التألق بدورها في أول تجربة درامية لها.
فقد بدت متمكنة من دورها ومحترفة قادرة على المضي قدماً في عالم التمثيل إلى جانب الغناء.
تشيللو
لقد حقق هذا المسلسل نجاحا كبيرا نظرا إلى التركيبة المتجانسة بين أبطاله الثلاثة تيم حسن ونادين نسيب نجيم ويوسف الخال. القصة رائعة والنص عميق للغاية وقد جاء أداء الابطال في غاية الروعة وخصوصا الممثل السوري تيم حسن الذي ابدع بدور تيمور تاج الدين ، ولا نبالغ لو قلنا أن معظم نساء العالم العربي اعجبن به في هذا الدور بالتحديد حيث المال والعز والجاه. كذلك فقد ابدعت الممثلة نادين نجيم بدورها ، اما بالنسبة للممثل يوسف الخال فما من احد سواه يستطيع تأدية الدور الذي قدمه في هذا المسلسل حيث وقف في وجه تيم حسن وأثبت مجدداً أنه ممثل أكثر من محترف .
قلبي دق
حقق هذا المسلسل اللبناني نجاحا لافتا خلال شهر رمضان المبارك نظرا إلى سلاسته وقربه من الواقع المعاش.
فقد تميز بقربه من العادات اللبنانية وخصوصا شخصية "طانيوس" الذي جسده الممثل نقولا دانيال وتفوّق في الأداء ، وعكس صورة ابن الجبل ببساطته وخفة ظله وبراءته.
النهاية كانت متوقعة بسبب حبكته البسيطة وغير المعقدة لكننا نسجل ملاحظة على برودة الاحساس بين بطليه يورغو شلهوب وكارين رزق الله في المشاهد الرومانسية.
بنت الشهبندر
يعود بنا هذا المسلسل إلى حقبة تاريخية مميزة وقد جمع حشداً كبيراً من المع النجوم نذكر منهم قصي خولي وسلافة معمار وقيس الشيخ نجيب والممثل فادي ابراهيم الذي جسد دور "الشهبندر" والممثل أحمد الزين .
كما لفتنا حضور الممثل نقولا دانيال الذي جسد دوره بكثير من الاحتراف.
قصة العمل رائعة ومتماسكة لكننا لم نحبذ كثيرا النهاية التي ربما تمهد لموسم جديد منه.
باب الحارة
ليس خفياً على أحد ان هذا المسلسل بالتحديد يحظى بنسبة مشاهدة عالية على الرغم من مرور 7 مواسم على عرضه. فهو يعيدنا إلى حقبة الانتداب الفرنسي وكلمة حق تقال ان هذا الموسم بالتحديد كان الاقرب إلى الواقع مقارنة مع المواسم السابقة. علما ان المسلسل لم يخلُ من بعض الاخطاء كأن يظهر الممثل عباس النوري بالجينز تحت العباءة وقد بدا واضحا للمشاهد. ويكاد يكون هذا المسلسل من أكثر الاعمال التي لاقت نصيبها من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي وصل بها الحد لإطلاق النكات ، وعلى سبيل المثال قال أحد المعلقين أن فرنسا أصدرت بيانا تعتذر فيه عن مرحلة الإنتداب في سوريا راجية القيمين على المسلسل أن يتركوها بحالها.
العراب
"العرّاب" هو بالطبع النسخة العربية عن الفيلم العالمي الشهير The Godfather الذي قدم قبل ما يزيد عن 40 سنة من بطولة كل من مارلون براندو وآل باتشينو.
وقد تمكن هذا المسلسل وبمشاركة ما يزيد عن 55 نجماً من سوريا ولبنان ، أبرزهم عاصي الحلاني وسلوم حداد ورفيق علي أحمد وسلافة معمار ونسرين طافش وعبد المنعم عمايري من تحقيق نجاح لافت.
عاصي وفي أول تجاربه الدرامية أنه ممثل من الطراز الرفيع تقمص الشخصية إلى حد كبير وجسدها بكثير من الاحتراف البعيد من التصنع فبدا وكأنه لا يمثل.
وقد رصدت للعمل ميزانية ضخمة لتلبي كل مستلزمات الصورة الراقية التي يطمح إليها المشاهد العربي.
أحمد وكريستينا
مسلسل لبناني بامتياز يصور الحب بين شاب وصبية من ديانتين مختلفتين. القصة ليست بجديدة على الاطلاق خصوصا أننا وفي مجتمعنا تخطيناها بكثير من الانفتاح.
إنما كاتبة العمل كلوديا مرشليان اضفت على النص الرقي في المعالجة وكل عوامل الابهار لجذب المشاهد.
وهنا لا بد من التنويه بدور الفنانة سابين التي جسدت دورها كما يجب في أولى تجاربها الدرامية.
كما لا بد من الاشادة بدور المخرج سمير حبشي الذي اضفى على العمل الكثير من الجمال والكادرات المميزة.
درب الياسمين
مسلسل لبناني سلط الضوء على دور المقاومة في مواجهة الظلم والاحتلال. تميز بتطوراته الدرامية الواقعية والقريبة جدا من الناس خصوصا أنه يلامس قضايا حساسة ووطنية. وقد شارك فيه عدد من نجوم الدراما اللبنانية منهم، كارلوس عازار، ألين لحود وزينة مكّي وباسم مغنية الذي أطل في ثلاثة أعمال خلال شهر رمضان .
ختاماً نشير إلى أن مسلسل "غداً نلتقي" هو أيضاً من أجمل المسلسلات التي عرضت في الشهر الفضيل .