توفي منذ قليل الممثل المصري اللبناني الأصل عمر الشريف (ميشال شلهوب) عن عمر يناهز 83 عاماً بعد صراع مع المرض ، وبحسب مراسلنا فإن الشريف توفي في مستشفى بهمن للأمراض النفسية وستقام مراسم الجنازة يوم الأحد المقبل في المشير طنطاوي في القاهرة .
وقد أكد خبر وفاة الشريف زوجة حفيده عمر والمخرج محمد سامي .
وقال طارق إبن الراحل من زوجته السابقة الممثلة الراحلة فاتن حمامة ، أن والده أصيب بمرض الألزهايمر منذ 3 أعوام ، وأن حالته لم تكن تتحسن بل كانت تسوء، وذلك بحسب ما نقلت عنه صحيفتا "تيليغراف" البريطانية و"إل موندو" الإسبانية.
وأضاف أن والده كان يدرك أنه ممثل مشهور، ولكنه لم يكن يتذكر أسماء أشهر أعماله الفنية وتواريخ تصويرها ، كما أنه لم يكن يعلم لماذا يحييه المعجبون، ويتخيل أنهم أصدقاء قدامى وهو نسي أسماءهم ، وأضاف طارق أن والده كان يسأل عن والدته فاتن حمامة حيث أنه نسي أنها توفيت في شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام .
كما قال طارق إن والده كان يعلم أنه قام بدور "الدكتور زيفاغو Dr Zhivago"، لكنه أحياناً ما يخطئ في إسم الفيلم فيقول إنه كان في "لورانس العرب Lawrence of Arabia".
وقال طارق إن والده لم يكن يدرك حقيقة مرضه ولم يكن يريد القيام بالتمارين من أجل تحسين حالته".
عُرف عمر الشريف بغرامه بالممثلة الراحلة فاتن حمامة، التي كانت سبباً في إعتناقه الإسلام لكي يتزوجها عام 1955، إلا أن الطلاق تم بينهما عام 1974 ، ولم يتزوج الشريف بعدها وكان يؤكد دائماً أن حمامة كانت "حب حياته".
وقد إجتمع الحبيبان في أفلام عديدة منها "سيدة القصر" و"صراع في الوادي" و"صراع في المينا".
وإنطلق الشريف نحو العالمية بالعام 1962 عندما قام ببطولة فيلم "لورانس العرب Lawrance of Arabia" بجانب الممثل بيتر أوتول، وترشح عن هذا الفيلم لجائزة "أوسكار أفضل ممثل مساعد"، وتلاه بطولة مطلقة في عام 1965 مع جولي كريستي والمخرج العالمي ديفيد لين في فيلم "دكتور زيفاغو Dr Zhivago"، ذلك الدور الذي نال عنه جائزة "غولدن غلوب" لأفضل ممثل في العام 1966.
قدّم الشريف أدواراً كوميدية منها دوره في فيلم "السر Top Secret" عام 1984، وبعدها إبتعد عن الساحة الفنية وإكتفى بظهوره في البرامج والمسلسلات والسهرات وكضيف شرف الذي يساعد ظهوره لدقائق في أي فيلم على نجاحه كما كان في فيلم "المحارب الثالث عشر The 13 Warrior" عام 1999، كما ظهر الشريف في الكثير من الأفلام التلفزيونية.
إشتهر عمر الشريف بأفلامه الأجنبية بشخصية الرجل الهادئ والغامض واللطيف والمغري للنساء ، بينما مثل في أفلامه العربية جميع الشخصيات الهزلية والأدوار الجادة والرومانسية والكلاسيكية. وفي أثناء غيابه عن مصر كان لا يتوقف عن العمل في مسلسلات إذاعيه مصرية منها "أنف وثلاث عيون" و"الحب الضائع"، وبعد إنحسار الأضواء العالمية عنه عاد إلى مصر في تسعينيات القرن الماضي وتفرّغ للعمل العام.
تم منح الشريف جائزة مشاهير فناني العالم العربي في العام 2004 تقديراً لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية ، كما حصد في العام نفسه جائزة "سيزار" لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "السيد إبراهيم وأزهار القرآن" لفرانسوا ديبرو .