من منا لم يسمع بالحكواتي وسُمعته الرائجة في القِدَم، أو يتمتع بسرد القصص في أيام الصغر؟ يعود الحكواتي من أيام زمان الى بيروت المعاصرة اليوم في شهر رمضان، من خلال مسابقة "ريد بُل حكواتي"، التي ستقدم صورة متجددة وفريدة للشخصية التراثية، وعروضاً منقّحة بلمسةٍ شبابية لرواياتٍ كلاسيكية.
وتقام مسابقة "ريد بُل حكواتي" في مزيان في الحمرا الجمعة المقبل، الساعة 9:30 مساءً، بمشاركة 20 فريقاً يتألف كل منها من خمسة أشخاص. وسيكون على الفرق أن تنتقيَ قصة من عشرِ قصص تقليدية، وترويها بأسلوبها الخاص المعاصر، من خلال إضفاء نكهة خاصة ولمسة ساحرة من حيث المضمون والأداء. وعلى كل فريق أن يتألف من حكواتي يروي القصة، فيما يتولى الأعضاء الأربعة الآخرون تمثيلها وأداءَها بأسلوب مميز.
وتتولى لجنة من المتخصصين التحكيم في المسابقة، واختيار الفرق الفائزة، سيكون من بين أعضائها المخرجة لينا أبيض والممثل وسام صباغ. وستعتمد قرارات الحكام على مضمون القصة، والابتكار في إعادة تقديمها، إضافة الى تفاعل الجمهور مع السرد. ومن شروط المسابقة أن يقتصر زمن رواية كل قصة على خمس دقائق.
أما الفرق العشرون فسيتم اختيارها بناءً على ملخَّص القصة التي يتم اختيارها وشريطٌ مصوّر عن الأداء مدته دقيقة تقريباً، يتم تحميله على موقع المسابقة. وستختار الفرق المشاركة عشرة مواضيع كلاسيكية محددة لإعادة روايتها بأسوب معاصر خاص، وهي: روميو وجولييت، ألف ليلة وليلة، عنتر وعبلة، كليلة ودمنة، الأميرة النائمة، ذات الرداء الأحمر، علي بابا والأربعين حرامي، سندباد، الفرسان الثلاثة، والأمير الضفدع.
والحكواتي أو الراوي يشكل جزءاً لا يتجزأ من العادات والتقاليد الشعبية، وهو شخص امتهن سرد القصص، في المنازل والمحال والمقاهي والأحياء الشعبية، بين الناس الذين كانوا يحتشدون حوله. ولم يكن الحكواتي يكتفي بسرد وقائع القصة بتفاعل دائم مع جمهوره، بل كان الحماس يدفعه لأن يجسد دور الشخصية التي يحكي عنها بالحركة والصوت.
وتهدف مسابقة "ريد بُل حكواتي" الى إظهار الإبداع الفكري لدى الأجيال الشابة، ومواهب السرد والتمثيل والأداء المسرحي. وسيحظى الفريق الفائز بفرصة السفر الى دبي في 20 تشرين الثاني المقبل لحضور حدث "ريد بُل فلوغتاغ".