لأنها خطر كبير يهدد كل شخص أياً كان وأينما كان ، إلى حد تدمير مستقبله وحياته بحيث يصبح رهينة للمخدرات فيبيع كل شيء لأجلها ، ولأننا ما زلنا بحاجة لتوعية كبيرة لتجنب هذا الخطر الكبير ، دعا رئيس وجمعية نسروتو – أخوية السجون في لبنان ، برعاية وزير الشؤون الإجتماعية المحامي رشيد درباس وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، إلى حضور ندوة حول "تعاطي المخدرات بين الواقع والقانون" وذلك يوم أمس في مسرح الكلية الشرقية – زحلة ، بحضور فعاليات سياسية ودينية ووجوه إجتماعية .
كانت البداية مع النشيد الوطني اللبناني ، ومن ثم نشيد "علية إبن الإنسان" من كلمات جورج كفوري وألحان نبيل عجرم ، ثم أطلت مقدمة الندوة الزميلة هلا المر التي قالت في كلمتها :"دعوني اليوم أتكلم عن المدمن الإنسان ، فهذا المدمن لا حق عليه ، الحق علينا نحن جيل الحرب ، بعد 30 عاماً من حرب أهلية وإقتصادية وحرب جوع سيكون هناك حتماً أشخاص ضعفاء النفوس سيتجهون نحو الإدمان ، وبعد خلافات بين الأهالي سيكون هناك الكثير من الأشخاص المدمنين، وبعد حرب بالشوارع المخدرات تنتشر فيها والإنسان يصبح مدمناً ، وبعد أن نعتبر المدمن مجرماً ونرميه في السجن سيبقى مدمناً لأنه في أغلب الأوقات ليس هناك من مؤسسة ترعاه ، ولأن نسبة تعاطي المخدرات في لبنان هي نسبة كبيرة جداً ، نشأت علية إبن الإنسان وجمعية نسروتو برئاسة الأب مروان غانم لمعالجة المدمنين على المخدرات".
وأضافت :"تسمعون كثيراً عبر الاعلام أشخاصاً لديهم جمعيات يقولون "إن المدمن لا يتعافى" وهذا الكلام ليس صحيحاً ، فهناك الكثير من المدمنين الذين تعافوا في علية إبن الإنسان وذلك منذ خمس وثماني سنوات وتزوجوا وأصبح لديهم أولاد وواجهوا المجتمع وعملوا في مهنة شريفة ، ربما البعض منهم عاد وأدمن ولكن هناك كثيرين تعافوا".
وتابعت المر :"المدمن لا يخرب نفسه فقط ، بل يخرب بيته وعائلته وكل مجتمعه ، يعني هو إفلاس بكل شيء ، إفلاس معنوي وصحي ومادي ومن كل النواحي ، فلنجعل نظرتنا اليوم لهذا المدمن نظرة لإنسان مريض يحتاج علاجاً ، وليس نظرة حاكم يريد أن يحكم بالإعدام ، ولنجعل ثقافتنا تدخل على كل مجال الاعلام لنتثقف ونعرف أن الوقاية خير من علاج".
ممثل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي النقيب الياس شلهوب تحدث عن أنواع المخدرات وكيفية تعاطيها وزراعتها ، وطريقة توقيف الأشخاص ، وأسلوب التحقيق وما بعد التحقيق ، وتحدثت المحامية ساندريلا مرهج ، المستشارة القانونية لجمعية "نسروتو" ، عن "المخدرات بين الواقع والقانون" حيث شرحت بشكل موسّع عن طريقة تعاطي القانون مع موضوع المخدرات ، أما السيدة سحر دانيل رئيسة برنامج مكافحة المخدرات في البقاع ، ألقت كلمة وزير الشؤون الإجتماعية حيث هنأت الجمعية على عملها وشددت على دور الوزارة في مكافحة تعاطي المخدرات وقالت إن إطلاق البرنامج الوطني للوقاية من الادمان في 12 أيار 2011 ما هو الا خير دليل على ذلك .
وكانت "شهادة مدمن" قدمتها جومانا التي كانت مدمنة على الكحول وتعافت بعد دخولها "علية إبن الإنسان".
ثم كانت كلمة رئيس جمعية نسروتو - أخوية السجون في لبنان الأب مروان غانم الذي تحدث عن العلاج والتأهيل وقال:"نحن اليوم أمام واقع و"ما حدا يقول نحنا بزحلة ما عنا شي" ، إذا لا يكون المجتمع المدني كله يداً واحدة ويبتعد عن أنانيته ويتعلم المحبة المتبادلة لا يستطيع أن يخلّص إنساناً ، لأن دولتنا لتبدأ بتخليص إنسان أمامها وقت طويل لتتخلص من كل المحسوبيات وكل الأمور التي تأتي من الخارج".
وأضاف :"نحن اليوم مؤتمنون على أولادنا في زحلة ، تقولون بزحلة "ما في شي ؟" إسمحوا لي ، أعتذر من كل أهل زحلة ، زحلة مليئة بالمخدرات "أوعى حدا يصدق إنو الحشيشة ما بتعمل شي" ، مفتاح الموت مفتاح واحد ، كل المواد المخدرة التي يتناولها الانسان هي مفتاح يوصل إلى المقبرة ، إطلعوا على الاحصاءات بالسنوات الخمس الماضية لتعرفوا كم لدينا من أشخص توفوا ، ستقولون من جراء ذبحة قلبية؟ نعم صحيح لأن الـoverdose هو جرحة قلبية".
وتابع الأب غانم :"كل واحد منا يستطيع أن يحارب المخدرات إنطلاقاً من بيته ، والخوري من رعيته ، المدرسة تستطيع أن تقوم بتوعية ، وأتمنى بدلاً من أن يستمروا فقط بتدريس المتنبي وإبن خلدون والفارابي فليفكروا بأن يُدرسوا كيف سيكون الشعب حضارياً ، لأن شعراء العرب نسيهم العرب في حين نحن نذكرهم كل يوم بمدارسنا ، فلنُحدّث قليلاً البرامج الدراسية ، المدرسة مسؤوليتها كبيرة جداً".
وتحدث الأب مروان عن "علية إبن الانسان" من لحظة وصول المدمن إليها ولغاية شفائه مروراً بكل المراحل التي يتبعونها في العلية بإشراف أهل الإختصاص ، كما وتحدث عن الشاب جورج كريمة الذي كان مدمناً على المخدرات والذي دخل إلى العلية وتعافى كلياً وتفوّق في الإمتحانات الرسمية وإحتل المركز الأول بين الناجحين في البكالوريا الفنية في لبنان .
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.