"لنتذكر"نعيد من خلالها نشر لقاءات ومقالات بقلم الزميلة الراحلة رنا بو رسلان شوي .
قبل سنوات كتبت مسلسلاً عن أهل الفن والحب إنطلاقاً من مقولة بأن السينما العربية التي إعتادت تقديم قصص الحب المختلفة على الشاشة ، فاتها الى حد تقديم قصص الحب التي يعيشها النجوم في الواقع، ذلك أننا عندما نتأمل الأفلام التي قدمت عن بعض الفنانين نراها قليلة العدد ، لا تسلّط أضواء كاشفة عن غرام الفنانين في الأساس وإنما تأتي ضمن سيّاق معيّن لقصة تتوخى حياة النجم على الغالب، بهذه الكلمات إستهل الكاتب والصحافي رياض جركس مقدمة كتابه "غراميات أهل الفن" الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي.
الكتاب يؤرخ خفقات قلوب أهل الفن ويصحح حقائق ومعلومات التبست على أهل الصحافة وجاءت على لسان الفنانين.
يعرض الكتاب قصصاً مختلفة لثلاثة وثلاثين فنان بين ممثلين ومطربين أحبّوا وتزوجوا وطلّقوا وسعوا كي يسيطر الاستقرار على حياتهم الخاصة إثر التجارب المتعددة التي عاشوها، والتي كان لها في مسيرة بعضهم انعكاس على أعمالهم الفنية وهي قصص لم تصورها الكاميرا، إذ يركّز على الجوانب المجهولة والمستجدة في حياتهم.
فموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان شديد الحساسية بكل ما يتعلق بالجانب العاطفي في قصة حياته وينقل عنه قوله "الحب فكرة جميلة والمهم دائماً تنفيذها وهو أيضاً كالطاقة الذرية قوة للهدة والشقاء وقوة للسعادة والبناء". تزوج عبد الوهاب لأول مرة من زبيدة الحكيم ولكنه كان زواجاً سريّاً. وسرق إقبال نصّار وتكررت السرقة عندما أحب نهلة القدسي.
أما عن فريد الأطرش فعاش مع النساء كما يعيش لاعب الشطرنج مع الحجارة السوداء لا يكاد يفتح الباب حتى تخرج منه العابرة حتى تكون المرشحة لتحل محلها من على أتم إستعداد لتكون الملهمة الجديدة له. اما سامية جمال وشادية فقد إحتلا الصدارة في حياته.
تحدث جركس أيضاً عن لقاء السيدة فيروز والموسيقار عاصي الرحباني وقصة إرتباطهما. كما كشف عن قصص زيجات الفنانة "صباح". وكيف كان زواج نجوى فؤاد من أحمد رمزي أسرع زواج وأسرع طلاق وغيرها من القصص التي أرّخت لحب وزيجات أشهر الفنانين في عالم السينما والمسرح والغناء العربي.
يقول رياض جركس :"لاحظت أن أكثر أهل الفن لا يكتفي بحب واحد أو زيجة واحدة بل في غرام متعدد وزيجات عديدة بدليل أن أخبار الزواج والطلاق تسيطر على المجتمع الفني تماماً كما تسيطر فكرة الأعمال والمشروعات الفنية إن لم يكن أكثر مما يجعل السؤال يطرح على هذه الصورة: هل أهل الفن يختلفون عن عباد الله العاديين أم أن روح الصراحة التي تحكم المجتمع الفني تجعل الفنان في وضع أقرب الى التعبير منه الى المجاملة التي لا تتفق مع هكذا مجال.
الكتاب هو الثالث لجركس فقد طرح له من قبل كتاب "بيروت في البال" الذي
يدور برمته عن بيروت الذكريات أو «التي في البال»، إذ تعيد الذاكرة الحياة لكل ما تهدم واختفى من صورة بيروت التي عرفها اللبنانيون على مدى أعوام طويلة، سواء في البشر أو في الحجر.
أما الكتاب الثاني فحمل عنوان " نجوم الكوميديا السيرة الحزينة" ، في هذا الكتاب يسجل الصحافي رياض جركس سيرة وتألق هؤلاء النجوم على خشبة المسرح وفي حياتهم الخاصة ويحاول إضفاء الوجه الحقيقي لهؤلاء البشر الذين كان أحدهم يضحك الجماهير على المسرح ويخفي في أعماقه سيرة حزينة أو قصة بعيدة عن الفرح... إن هؤلاء الفنانين لمعوا واشتهروا وأدخلوا في ذاكرة الفن العربي بسبب تفانيهم وتضحياتهم وتكرمهم في مواهبهم التي شاء القدر أن يدخلوا الفرح إلى قلوب الناس بينما قلوبهم حزينة أو دامية أو ربما كئيبة في أحسن الحالات.
وكتاب "غراميات أهل الفن" الذي يعتبر سجل حافل لدقات قلوب الفنانين كباراً وشبّاناً فنانو الجيل القديم وفنانو الجيل الجديد الذي يصنع مستقبله.