"لنتذكر" نعيد من خلالها نشر لقاءات ومقالات بقلم الزميلة الراحلة رنا بو رسلان شوي .
سعاد قاروط العشي ، الاعلامية المميزة ، الوجه البشوش ، الزوجة ، الأم ، كان لنا معها هذا الحوار:
كيف تتصورين توطيد معايير التقدير والمصداقية لدى الاعلامي والرأي العام؟
النجاح يحتاج الى ثمن كبير وأهم قواعد المسيرة الاعلامية إعتماد الموضوعية والصدق اللذان يعتبران ركيزتان أساسيتان من ركائز النجاح. يجب أن نكون صادقين مع الرأي العام ليثق بدوره فينا. وبالنسبة لي حاولت طيلة مسيرتي الاعلامية إعتمالد الموضوعية والمصداقية وعدم التحيّز. ولكن في وقت من الأوقات إضطررت أن أتخذ مواقف معينة بسبب الحرب الأهلية المناطقية التي فرضت على البلد كي لا أخسر موقعي وعملي في تلفزيون لبنان، وكي لا يحتل موقعي الدخلاء على محراب الاعلام وحرمة الكلمة. وبهذا الموقف خسرت جزء كبير من جمهوري اللبناني ولكني وعالجت الموضوع بالمصداقية والموضوعية.
كيف تفسرين ظاهرة الدخلاء على وسائل الاعلام وخاصة الاعلام المرئي؟
في ظل تكاثر وسائل الاعلام المحلية والفضائية وحاجة السوق الى إعلاميين دخل الى الوسط الاعلامي ما يسمى بالدخلاء على مهنة الاعلام. هذا بالاضافة اى أسباب أخرى تتعلق بالوساطة السياسية والذاتية وأسباب أخرى. ولكن رغم كل ذلك تبقى النتيجة واحدة هي نفور الجمهور من مقدم البرامج الفاشل الذي تعدّى على مهنة الاعلام بحثاُ عن الشهرة. وهنا أود القول ان إبن المهن الأصيل والناجح لا تعنيه الشهرة بل رسالته الاعلامية والشهرة هي التي تبحث عنه.
"الوساطة السياسة" كانت لي بمثابة جسر العبور
هل دخلت سعاد قاروط العشّي الوسط الاعلامي ولاسيما في البدايات من باب وساطة أحد النافذين؟
في بداياتي الاعلامية كانت الوساطة السياسية جسر عبور لدخولي الى الاذاعة اللبنانية حيث نجحت في الاختبار ولكن باب الاذاعة في ذلك الوقت (السبعينات) كان مقفلاً إلاّ أمام النافذين والسياسيين. وأنا كنت من المؤهلين للدخول الى الاذاعة بسبب كفائتي ولكنني كنت بحاجة الى وساطة سياسية معينة تكون لي جسر عبور. وإستعنت بالسياسة كي لا أحرم من هذه الفرصة التي بنيت عليها أمالي.
اليوم وبعد رحلة شاقة في عالم الاعلام إمتدت الى أكثر من ثلاثين عاماً وما زالت، أين تجد سعاد قاروط العشّي موقعها الاعلامي؟
لقد قدمت العديد من البرامج بما فيها نشرات الأخبار. كلها وجدت فيها النتيجة ذاتها وهي النجاح. ولكن سعادتي الكبرى وملعبي التي أشعر انني مميزة فيه هو البرامج السياسية.
أستديو الفن هو تتويج لمسيرتي الاعلامية
لماذا إختيرت سعاد قاروط لتكون واحدة من نجمات لجنة التحكيم في أستديو الفن بدلاً من بولا يعقوبيان؟
بولا كانت ستقدم البرنامج ولكنها إعتذرت بسبب إرتباطها ببرنامج آخر. فطلب مني سيمون أسمر ان أكون في لجنة الحكم ووافقت. وموقعي في أستديو الفن هو تتويج لمسيرتي الاعلامية. أتأثر بآراء لجنة الحكم في الطرب والفن والأزياء ولكنني في تقديم البرامج أسأل. وهنا أود القول أن الوساطة ممكن أن تدخل في أي شيء إلاّ في برنامج أستديو الفن لأن المسابقة تجري أمام الجمهور وليس من مصلحتنا أن نختار الضعفاء. وهنا أود ان أعلمكم بمعلومة وردتني، ألا وهي أنه سيقام أستديو الفن في تونس.
لو قدّر لك العودة الى مبنى تلفزيون تلة الخياط وتسلمت زمام المسؤولية اي خريطة غعلامية تقترحينها لإستنهاض العملية الاخبارية في التلفزيون؟
تلفزيون لبنان مدرستي وجامعتي وبيتي الأول لا أستطيع أن أرفض اي عرض من التلفزيون يقدم لي إلاّ بعد دراسة معمقه له وإعطائه الأولوية والأهمية. ولكن المشكلة في تلفزيون لبنان أنه لا يحتاج الى إصلاحات بل الى إعادة تأهيل. "الترقيع" غير مطلوب. وعلى الدولة ان ترفع يدها عن تلفزيون لبنان وتطلق سراح اصحاب القدرات والمبدعين العاملين في الاعلام الرسمي وطبعاً العنصر المادي هو محور نجاح هذه المؤسسة التي باتت تفتقر الى الدعم.
باتت المرأة اللبنانية تشارك في الحقائب الوزارية فإذا طلب منك تسلّم حقيبة الاعلام هل تقدمين على "ثورة بيضاء" ليواكب الاعلام الرسمي مسارات نجاح غيره من الشاشات؟
هذا اضعف الايمان. ولكن في حال أوكل إليّ هذا المنصب فأتمنى أن أكون بمستوى المسؤولية.
أود مقابلة اوباما لأسأله عمّا إذا ماتت جذوره
في معظم حلقات برامجك التلفزيونية حاورت من خلالها العديد من الشخصيات لماذا لم تطل فيروز من خلال حلقات برامجك المميزة؟
كنت احلم بإجراء مقابلة أتفرّد بها مع أرزة لبنان السيدة فيروز أكشف من خلالها جوانب عدة لا يعرفها المشاهد. وهنا ربما أكون قد كسرت الجليد الفيروزي بينها وبين الاعلام. واذكر هنا أنني كنت على وشك اللقاء بها بعدما وضعت حوالي مائة سؤال تختار من بينهم ما يحلو لها من الاجابة ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.
بعد كل الشخصيات التي أطلت نوافذ برامجك العديدة أي الشخصيات العالمية تودين اليوم محاورتها؟
اود مقابلة الرئيس الأميري باراك أوباما. فجذور هذا الرجل المسلمة ولونه الأفريقي أعطانا أملاً كبيراً بالتغيير. فقد شعرنا أنه من الممكن أن يشعر بالظلم الأميريكي للمسلمين . على الرغم من معرفتنا أن سياسة البيت الأبيض لا تقتصر على شخص الرئيس بل هي سياسة عامة. لذا اود أن اسأله إذا ماتت جذوره أم أنها لا زالت تتحرك في داخله؟ والى أي مدى يسعى الى التغيير وكيف؟
بعد تجربتك الطويلة والمريرة معاً برأيك أيهما أهم في العمل الاعلامي، المحاور أم الضيف؟
الاثنان يكملان بعضهما. ولكن المحاور اهم لأن المحاور القوي يستطيع أن يستخرج المعلومة من ضيفه ليجعل برنامجه قوي ومهم.