بين الكلمة واللحن يضع إحساسه المرهف فتولد أغنية جميلة بمكونات لا تخدش الآذان لأنه أراد أن يحافظ على المستوى الذي عودنا عليه بعيداً كل البعد عن الموجات الطارئة على الكلام خصوصاً .
الحديث معه ممتع لأنه يتحدث بكل صراحة ومن دون أن يساير أحداً .
إنه المؤلف الغنائي طوني أبي كرم الذي يحل ضيفاً على صفحات "الفن" في هذا الحوار .
أخبرنا بداية عن أغنيتي الراحلة صباح واللتين هما بحوزتك ، متى ستبصران النور ؟
صباح سجّلت الأغنيتين في المرحلة الأخيرة التي كانت فيها قادرة على الغناء، هناك تفاوض مع شركتي إنتاج لنرى مَن مِن الممكن أن يأخذهما لأن الأغنيتين ما زالتا ملكي أنا وإحسان المنذر ، وكانتا آخر ما غنت صباح وهما "ممنوع" و"يومين" من كلماتي وألحان إحسان المنذر".
ماذا عن أغنية العيد السبعين للميدل إيست ؟
الأغنية من كلماتي وألحان نيكولا شبلي، غناها عاصي الحلاني وستصور كليب وسيطبع 20 ألف cd و dvd ستوزع على زبائن الـ "VIP" الخاصين بالميدل إيست.
قلت في لقائك مع مجلة "نادين"إنك المؤلف الغنائي الوحيد، كيف تشرح ذلك ؟
المؤلف الغنائي أي أنا أؤلف أغنية أكتبها وأغني الأغنية كما هي، ولا أكتب شعراً كقصيدة في كتاب ولا ألحن ، أؤلف أغنية "بتطلع معي الغنية مغناية خالصة"، أنا بحاجة ليكون برفقتي موزع أجلس معه فأغني له الفكرة "بيركب التوزيع والموسيقى عالاشيا اللي بغنيها"، هذا إسمه تأليف أغنية، أما الشاعر كما أقول دائماً يعني مثل سعيد عقل والمتنبي، أنا مسجّل بـ"الساسيم" مؤلف غنائي، كلهم شعراء وملحنون، أما أنا فمؤلف غنائي ، يقول لك أنا شاعر غنائي أو شاعر أو ملحن.
أنا أؤلف أغنية كاملة (كلام ولحن) وحتى لا أدعي أنني ملحن، أنا أعتبر أن الملحنين هم أمثال رياض السنباطي وبليغ حمدي وغيرهما ، حالياً لا يوجد ملحنون، هناك من يصنعون أغنيات.
من بقي وفياً معك؟
في جو الفن كلمة وفاء ليست موجودة.
راغب علامة؟
راغب صديقي، تجمعني به علاقة صداقة وأخوة وبيننا علاقات عائلية فالوضع مختلف، ولأن بيننا هذه الصداقة فنحن مستمران سوياً منذ 19 عاماً وحتى اليوم، ولم نختلف مرة للحظة، لأننا صديقان ، نحن نقوم بتقديم أغنيات جميلة ، واليوم لا توجد قصة ثقة، ومع راغب لدي أكثر من 20 أغنية، وكنا جالسين سوياً أنا وعاصي الحلاني نتحدث، ولدي معه 24 أغنية، وهناك بعض الناس الموهوبين الذين لا يملكون المال يجب أن تساعدهم أيضاً، فالقصة ليست مادية فقط بل أن تقوم بعمل ناجح، وأنا أتريث قليلاً خصوصاً في هذه الفترة فأقوم باختيارات، في الماضي قبل أن تدرج موضة الأغاني التي ليست من عاداتنا وتقاليدنا وموجودة حالياً في السوق، كان لدي 70% من أغاني السوق، لكن حالياً "ضربت فرام وشوي عم خفف وعم أعمل إختيارات" لأنه للأسف الفنانون يتبعون حالياً موجة معينة "طبل وزمر، والحقني يلا، وإهجموا، ومدري شو هيدا مش ستيلي، ما بعملن هالأغاني وما بيشرفني أعمل منن الصراحة".
هل يعرض عليك أن تؤلف هكذا أغنيات؟
الكل يعرف أن هذا النوع من الأغاني ليس أسلوبي، فمن يكتب "بحبك وبغار" و "إشتقتلك انا" و"جنّي جنّي يا عيوني"، لا ينزل إلى مستوى معين موجود حالياً في السوق، أغنيات عمرها شهر وتصبح على الرف، أنا أسمّي لك أغنيات عمرها 14 أو 15 عاماً هذه الاغاني أصبحت فلكلور، أنا موجود هناك في مكان مختلف، إذا كان هناك شخص جالس على شرفة يختار على مهله كافيار وسومو وهناك أشخاص تحت يأكلون من النفايات، لن ينزل ويجلس معهم.
لكن هناك كثيرين أهم منك مع إحترامي لك سايروا الجو؟
لا أعتقد أن أحداً من الأقدم مني نزلوا إلى هذا المستوى، لم ينزلوا إلى مستوى السوق الهابطة "كسرلو ايدو، ولبطا بإجرا، وقلعلا عينا، ودعوسا، وحط طبلة ومزمار وهجمو النوَر".
لماذا أصبحنا في هذا الجو ؟
المشكلة في الجو العام يجب أن تعرف مدى ثقافة كل الفنان، ما هي قدرته على الاستيعاب أي ثقافة معينة اي نوع من الكلام ممكن ان يستهويه، فإما يذهب إلى كلام رخيص، أساساً نحن نشاهد أشكالهم من يغنون وكيف يتحدثون وأجد أن علاقاتهم الاجتماعية صفر، هذه النوعية من الفنانين لا يهمني أن تأتي إلي.
لكن في الماضي كانت هناك كلمات تمر في الأغنيات مثل "بقتلو، بخلّص عليه، يا عمرا ما تكون"؟
"كانت تقطع"، لكن ان تصبح موضة هنا المشكلة، دعني أسمي ، حسين الديك ضرب بأغنية أصبح الكل يريد تقليده "ضربوا بالحيطان" لم يستطع أحد ان يقلده، سمّي لي فناناً نجح مثله، "خلص الزلمي ركب كاراكتيرو هون ونجح هون"، قد يكونون قاموا بموجة معينة ثم تتوقف لاحقاً، لكن اللبنانيين المخضرمين يركضون وراء الموجة "وبيفوتوا بالحيطان".
ما الذي سيصد هذه الموجة، موجة الكلام الرديء هذه؟
"لوحدا بتروح" عندما تنفذ أموال هؤلاء الناس الذين يبيعون "الجل والمعزايات والبقرات" ليعملوا أغنية يعودون إلى بيوتهم فيعملون لاحقاً عند الذين باعوهم البقرات ، فهذ الفنان الذي يصرف على هكذا اغنية ويصورها كليب ولا يستطيع أن يحيي حفلات، فتنفذ أمواله، يعود عندها ليعمل في الأرض حيث كان أو عند الذي باعه البقرات ، هناك أغنيات وجدت لتبقى وأخرى وجدت لترحل وحتى مرت لترحل وليس وجدت لترحل.
