بصدق وبضمير، ردّ الفنان اللبناني غسان صليبا على أسئلة الإعلاميّين رجا ناصر الدين ورودولف هلال في حلقة هذا الأحد من برنامج "المتّهم" على شاشتي الـ"LBCI" والـ"LDC" الفضائيّة.
لقاء صريح تحدّث فيه "سيف البحر" عن مسيرته الفنيّة الحافلة، عن علاقته بالرحابنة، وعن نظرته للوطن.
وبعد أن أقسم على قول الحقيقة بكلّ صدق وضمير، تاركاً الحكم للجمهور، انطلقت الحلقة مع "شيخ الشباب" كما وصفه مقدّم البرنامج رجا، والبداية من عشق صليبا للمسرح بعد 35 عاماً من العطاء الفنّي. "أعمالي المسرحيّة مع الرحابنة أفتخر بها، هي محطّة مضيئة في مسيرتي، وما زلت أعشق هذا المسرح، المسرح الغنائي هو أهمّ وأصعب إطار فنّي يمكن للفنان أن يقدّمه" قال صليبا، نافياً ندمه على حصريّة العمل مع عائلة الرحباني، "بالعكس، أعتزّ بهذه الحصريّة، قدّمت في المسرح الرحباني مجموعة من الأعمال في أدوار بطوليّة، وهذه شهادة أن أحمل المسؤولية في هذه الأعمال المسرحيّة المهمّة التي هي تراث نعتزّ به كلبنانيّين"، مؤكّداً على دعم الجمهور المتواصل له، والذي لم يخذله يوماً، والدليل استمرار المسرحيّة لأكثر من عام، وطالب الإعلام بالإضاءة أكثر على أعمال قيّمة أخذت سنوات من التحضير.
وفي سؤال عن محاربة الرحابنة للموسيقار ملحم بركات من خلال غسّان صليبا خاصّة في مسرحيّة "صيف 840"، أكّد غسّان أن ملحم لم يرفض العمل بل حدث نوع من سوء تفاهم بينه وبين الرحابنة، مشيراً الى أن بركات كان متحمّساً للمشاركة في العمل، "لم يتمّ استبدالي أو محاربة الموسيقار من خلالي، في الأعمال المسرحية أو الدراميّة أو السينمائيّة تتغيّر الأسماء، وعندما لم يتّفقوا مع الموسيقار فكّروا بغسّان، وهذه كانت فرصة ذهبيّة بالنسبة لي، وبحسب رأي النقّاد كانت شخصيّة سيف البحر وكأنّها مكتوبة لي"، كما أكّد غسّان على احترامه لبركات "هو مكسب للفنّ اللبناني والله يطوّل بعمره، أحبّ صوته وألحانه، وأتمنّى عليه أن يكون وفيّاً لمسرح الرحابنة الذي بدأ منه".
وعن رأيه بتجديد مسرحيّة صيف 840، أكّد صليبا أنه أحبّ المسرحيّة، "حلوة ولاقت نجاحاً كبيراً أيضاً، على الصعيد الشخصي من حيث الأداء والتمثيل والحضور أفضّل الجديدة، لأنني امتلكت خبرة أكثر بعد ما يقارب 25 عاماً على أداء الشخصيّة في السابق، كما أنني أحبّ شخصيّاً الموسيقى التي سُجّلت على أيّام الراحل الكبير منصور الرحباني"، نافياً وجود أي خلاف مع أسامة الرحباني، "لا خلاف أبداً، لا علم لي بذلك أوّل مرّة بسمع بالخبريّة".
وعن رفضه تقديم مسرحيّة مع الفنانة نجوى كرم، وخارج إطار العمل مع الرحابنة، قال صليبا: "الموضوع ليس كذلك، لم أرفض، رحّبت كثيراً بأن تشاركني نجوى البطولة، كما أن القيّمين على العمل تجاوبوا مع بعض الملاحظات التي وضعناها أنا والممثّل الكبير نقولا دانيال على السيناريو، وبعدين صار في تأخير، وكانوا يريدون تقديم العمل في الصيف، فيما كنت مرتبطاً بأعمال أخرى في الصيف، فاعتذرت"، ووجّه تحيّة محبّة للدكتور ربيع زغيب والشاعر الكبير موسى زغيب.
وعمّا إذا كان عمل فارس الغناء العربي عاصي الحلاني في المسرح الغنائيّ يشكّل خطراً عليه، قال صليبا: "أبداً بالعكس، أشجّعه، أنا ناديت دائماً وأنادي بالمسرح الغنائي، وأشجّع كلّ من يخوض هذا المجال".
كما أثنى أيضاً على نجاح الممثّل يوسف الخال في مسرحيّة "الطائفة 19" بالقول: "يوسف نجم تلفزيوني ويمتلك كلّ مقوّمات النجاح في المسرح الغنائي".
تهمة إهمال موهبته الغنائيّة كفنان يصدر ألبومات وكليبات، وإعطاء الإهميّة الكبرى للمسرح نفاها صليبا معتبراً أن المسرح الغنائي يوازن بين التمثيل والغناء، وأن كلّ مسرحيّة تتضمّن أكثر من 6 أغنيات، وأشار الى أن المسرح الغنائي إطار آخر من الفنّ، وهو صعب ويتضمّن عناصر متكاملة من شعر ونص وموسيقى وإخراج ورقص وغيرها.
وعن علاقته بشركة روتانا، قال غسّان: "العلاقة ما كانت راكبة بيننا، أسلوب العمل والتنفيذ على الأرض ما كان مثل ما لازم، إهتمّت بالبعض وقصّرت مع البعض الآخر، حتّى مع العملاق الراحل وديع الصافي".
وعن حفلاته الغنائيّة وتواجده في المهرجانات اللبنانيّة، قال صليبا إنه يقدّم حفلات في كازينو لبنان، نافياً أن يكون توجّهه نخبويّاً، "الحفلات في الكازينو كانت بمتناول كلّ الناس، وبإمكان الجميع الحضور، والأسعار تتناسب مع الجميع"، وعن تواجد الفنّانين الأجانب والعرب في المهرجانات اللبنانيّة، قال صليبا إنه مع التنوّع في المهرجانات "أنا مع التنوّع، وأن يكون الفنّان اللبناني موجوداً أيضاً".
وحول دخوله مجال الدراما اللبنانيّة لأول مرّة، والنجاح الكبير الذي حصده من خلال مسلسل "وأشرقت الشمس"، أجاب صليبا: "الحمد الله، أنا من محبّي الدراما، وأنتظر نصّاً وعملاً جيّداً يوازي وأشرقت الشمس"، ورأى أن الدراما السوريّة صناعة قويّة ومهمّة "الدراما السوريّة حاليّاً أهم من الدراما اللبنانيّة، ومن حبّي للدراما اللبنانيّة، أتمنّى أن تصبح صناعة قويّة وقادرة أن تنافس عربيّاً".
سؤال البرنامج عن علاقة الضيف بالله أجاب عليه صليبا بالقول: "جيّدة، وأرى أن الدين لا يجب أن يكون سبب خلاف بين الناس، أو أن يؤثّر على الوطن، كلّ إنسان حرّ يتواصل مع ربّه بالطريقة التي يريد".
في السياسة، أكّد غسّان أنه يحترم كلّ الأحزاب السياسيّة اللبنانيّة لأنها تمثّل الشعب اللبناني، وأضاف قائلاً: "حلمي أن يكون في لبنان حزبان علمانيّان واحد حاكم وآخر معارض على أن يكون ولاؤهما للبنان، لا خلاص للبنان إلاّ ببلد علماني ولا طائفيّ".
في فقرة إتهامات الضيف، رفض صليبا أن يتّهم زملاءه، مكتفياً بإبداء الرأي، وقال للموسيقي أسامة الرحباني: "فنّان كبير ولحّن لي أهم الأعمال، أتمنّى أن ينجز أعمالاً قريبة من الناس يمكن أن تحفظها". للفنان يوسف الخال، قال: "أحبّ صوته وأن يغنّي". عن الفنانة هبة طوجي، أجاب: "بحب شوف الحنيّة بصوتها". وعن الفنان رفيق علي أحمد، أجاب: "أحبه على المسرح أكثر من التلفزيون". وللفنانة كارول سماحة، قال: "على الرغم من نجاحاتها الغنائيّة الكبيرة كفنانة، لا زلت أحبّها في المسرح الغنائي". وقال للسيّدة ماجدة الرومي ونجوى كرم: "أحترمهما وأحبّ أن أراهما في استعراض مسرحي غنائيّ".