"لنتذكر" نعيد من خلالها نشر لقاءات ومقالات بقلم الزميلة الراحلة رنا بو رسلان شوي .
بدعوة من رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى د. وليد غلمية قدمت الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة فويتشيك تشيبل القصيد السيمفوني "الشحرور" للمؤلف الموسيقي اللبناني د.جمال ابو الحسن وغنّت تارا معلوف مع كورال طالبات الكونسيرفتوار وذلك في كاثيدرائية القديس يوسف مساء الجمعة 26 تشرين الثاني 2010.
"الشحرور" قدّم بالاضافة الى إفتتاحية لبرامز وكونشيتو التشيلو والاوركسترا لدفورجاك.
النص مأخوذ من قصيدة الشحرور للأديب جبران خليل جبران يعبر عن المشاعر التي يوقظها الشحرور في قلب الشاعر خاصة تلك المخفية في قلب الانسان كالتوق الى الحرية والجمال والبراءة والسعادة. هذه الحالات الانسانية في العالم تتجلى في يقظة الشاعر.
بدأت الموسيقى بمعالجة الحالة الدرامية لتعبر من خلال مقدمة جميلة عن الكلمات وما وراءها من أبعاد ومشاهد. تفاعلت الآلات الموسقية تدريجيا وبقوة الى القمة في التعبير تمهيداً للغناء المنفرد كالرجاء ومن ثم مع الكورال النسائي بإنسجام تام وثابت مع الأوركسترا.
حلّق جمال عزفاً وتأليفاً وتميز أسلوبه كالعادة بالابداع والعلمية والاتقان والتلوين الأوركسترالي العلمي المتأثر بخصائص شرقية وعالمية . قدم "الشحرور" لأول مرة في أيار 1986 في "Big Hall " في فيننا . كما قدمت في مهرجان موتسارت في فيينا في Konzerthaus. العرض الثالث لها كان عام 1987 في الولايات المتحدة الأميركية في جامعة فلوريدا التي اضطلع بها John Whitney والعزف المنفرد كان للسوبرانو Elizabeth Rancher. ومن ثم قدّمت في جامعة واشنطن. وأخيراً قدمت للمرة الأولى في لبنان حيث تقبل الجمهور اللبناني هذا العمل بدهشة لتميّزه عن الأعمال الكلاسيكية المعهودة بإستعماله الخصائص اللحنية المميزة إن في المقامات والايقاعات الشرقية أو في إدخال عنصر الغناء النسائي العربي بأسلوب متناغم جداً مع العزف الأوركسترالي.
"النشرة" واكبت الحدث وكان لها حوار مع الموسيقي الدكتور جمال أبو الحسن:
• عمّا أردت أن تعبّر في هذا القصيد السيمفوني "الشحرور"؟
هذا القصيد "الشحرور" مقتبس من قصيدة الشحرور للأديب جبران خليل جبران ألّفته عندما كنت في فيننا في الجامعة عام 1986 وكانت مشروع تخرجي أي منذ 24 عاماً حيث تأثرت كثيراً بهذه القصيدة وحاولت من خلال التأليف الموسيقي والأوركسترا أن أبعّر عن كتلة الانفعالات التي تحويها القصيدة الحب ، السعادة ، الحرية ، القيود وغيرها.
• ما كانت ردّة فعل الجمهور الأوروبي لدى سماعه هذا اللون والالحان العربية الشرقية؟
تفاعل الجمهور الأوروبي وقتها وإندهش لسماعه لأول مرة الجماليات في الألحان العربية والايقاعات الشرقية والتآلفات والانسجام في الموسيقى والاصوات والأوركسترا وكان سعيداً جداً.
• ما يعرفه الجمهور اللبناني عن جمال أبو الحسن أنه مؤلف الموسيقى الالكترونية ما سبب التحول الى تقديم الكلاسيكي؟
كل ما أردته أن أعرّف الناس عن الوجه الآخر لي ، وأن أطلعه عن موسيقتي الكلاسيكية وأنوّع في الموسيقى.
• ما عن رزنامتك الفنية المستقبلية؟
حالياً أحضّر لعمل في الـ Multimedia ولحفلة في قطر في بداية العام 2011. كما سأقدم عملين في بيروت. ولديّ العديد من المشاريع لهذا الموسم.