ربما هي أقوى تصريحات تخرج من لسان فنانة سورية من الصف الأول تصف فيها الدراما السورية بالضعيفة وغير القادرة على المنافسة حتى مع المسلسلات السورية التي تصور في الخارج. لا بل وتواصل جرأتها لتمنع صفة "المسلسل السوري" عن أي عمل سوري يتم تصويره خارج سورية، ولهذه الفكرة أسبابها ولتلك ما يبررها.
طواف مع أفكار أبرز نجمات سورية في السنوات العشر الأخيرة وأشياء عن حياتها في حوار غير تقليدي.
ما المشاريع الجديدة لجيني إسبر في الوقت الحالي؟
حاليا دخلت في تصوير دور لي كضيفة في مسلسل "دنيا" في جزئه الثاني مع النجمة أمل عرفة وأظهر فيه من خلال حلقتين لكن بشخصية مهمة.. وصورت خماسية جديدة من خماسيات مسلسل لم يتم الاتفاق على عنوان له حتى الآن لكن الخماسية تحمل اسم "السحر الأسود".. ولم أنته من تصوير مشاهدي في مسلسل "علاقات خاصة" مع رشا شربتجي في بيروت، وانتهيت من تصوير أول سداسية من مسلسل مذنبون أبرياء، وأصور في مسلسل فارس وخمس عوانس.
حصاد وافر بالنسبة لجيني.. أم ماذا؟
لا بالعكس اعتذرت من ثلاثة مخرجين كبار عن المشاركة في مسلسلات لهم وهم المثنى صبح وباسل الخطيب والليث حجو، وذلك لأن مواعيد التصوير متخمة ولا اتساع لمزيد من العمل، ولو وافقت على كل العروض التي تلقيتها لكان عدد مسلسلاتي مضاعفا في هذا الوقت.
ماذا عن الشخصية التي تؤدينها في مسلسل دنيا؟
شخصية مهمة ومؤثرة في سير القصة في الحلقتين اللتين تبرز فيهما، وأكون امرأة تظهر الحب والود للناس وتقدم طرائق حضارية في وجوب التعامل مع الآخرين، لكنها في الوقت نفسه تكون مستبدة بحق خادمة أجنبية تعمل لديها في المنزل. وفي الشق الزوجي أيضا أكون متزوجة من رجل يعمل في جوازات السفر المزورة للحصول على أموال طائلة بطرق غير شرعية.. وهذه الشخصية تكشف الكثير عن خبايا النفس الإنسانية وكذب ادعاءات الكثيرين ممن يبدون شيئا ويضمرون عكسه.
وفي السحر الأسود.. ماذا عن الدور الذي تلعبينه؟
في السحر الأسود وهي خماسية كتبها سعيد حناوي أظهر بشخصية المرأة التي تبطر بحب زوجها وتبحث عن شيء معاكس للحب الذي يبديه لها، وذلك تطبيقا للمثل الشعبي "القط يحب خنّاقه"، فتؤدي بزوجها إلى التوتر ويصل إلى حد الانتقام منها وتكون مستأهلة كل ما يلحق بها من أذية لعدم حفاظها على الجو العائلي الذي يحيطها به الزوج. وهناك فصول أخرى لا أود إحراقها الآن حفاظا على الإثارة في القصة.
كيف ترى جيني إسبر بوصفها نجمة "صف أول" في سورية حال الدراما السورية اليوم؟
الدراما السورية اليوم تعاني كثيرا، وهناك فرق كبير بين الدراما السورية وبين المسلسلات المشتركة التي يتم تصويرها خارج سورية، فتلك لا تندرج تحت مسمى الدراما السورية لأنها تنتج وتصور في الخارج.. بينما الدراما السورية الحقيقية هي التي يتم تصويرها في الداخل، وهي بكل أسف غير مطمئنة وتعاني الأمرين، وأراها تضعف شيئا فشيئا ويجب إنقاذها.
هذا الكلام نسمعه لأول مرة من فنان يعمل في الدراما السورية.. هل من إيضاحات؟
بصراحة المنافسة صعبة على الدراما السورية، وهي غير قادرة على منافسة الدراما المشتركة التي تسمى دراما سورية فكيف بالتنافس عربيا؟. كل شيء مفقود. المال قليل وهو عصب العمل الدرامي، والظروف صعبة وقاسية، والكل يعملون على الفتات وليس على القيمة المطلوبة لهذا العمل أو ذاك. بالتالي الأمور غير مطمئنة.
وأين هي الفوارق بين الدراما السورية والدراما السورية الخارجية أو المشتركة كما أسميتها؟
المال أولا، والمال عندما يتكلم لصالح الأعمال المشتركة التي تصور في الخارج، يعني أنه بإمكانهم هناك الإتيان بأفضل المخرجين وأفضل الكتاب وأفضل الممثلين وأفضل الأدوات، وكل هذا مفقود هنا بنسبة معينة لغياب المال، وهذا كله يؤدي إلى غياب المنافسة بين دراما الداخل ودراما الخارج بكل أسف.
بصراحة أليس من الجائز اعتبار وجود دراما سورية في الداخل وأخرى في الخارج علامة قوة للفن السوري؟
لا أبدا، إذ يمكن اعتبار ذلك تشتتاً، فحيث القوة في الخارج والضعف في الداخل يحدث تفاوت في المستوى بين الجانبين، وهذا لا يعطي قوة بل يعطي انخفاضا.. ومن حيث الانتشار لا تحتاج الدراما السورية إلى هذا الأمر لأنها كانت منتشرة وبقوة قبل الأحداث وفي مختلف بلدان المنطقة العربية.
وماذا عن شركة بانة التي يملكها زوجك السيد عماد ضحية.. ما الذي تفعله الآن؟
أنا متعودة على الحديث بالعموم ولا أخصص، وبالتالي سيكون حديثي عن شركتنا كحديثي عن أي شركة أخرى. بانة للإنتاج الفني تنوي القيام بأعمال فنية لكن الإمكانات غير متاحة، والشركة هذه لا تريد إنتاج أي عمل، بل أعمال على سوية عالية كما في السابق، لكنها في الوقت نفسه تجد نفسها غير قادرة على التنافس مع الدراما المشتركة، وعلى ذلك يتم تأجيل الكثير من الأمور إلى الوقت المناسب.
بعيدا عن الدراما وهمومها.. ما الذي تغير بالنسبة لجيني إسبر منذ أصبحت أماً قبل سنتين؟
تغير الكثير. النظرة للحياة باتت مختلفة، فليس من السهل وجود بنت في حياة الأم خصوصاً أن طبيعة عمل الأم مختلفة وتحتاج إلى غياب، ورغم ذلك أتغلب على كل تلك الظروف بالتعاون بيني وبين العدالة تارة وبيني وبين أهلي تارة أخرى.
وهل أهلك في البلد؟
نعم في البلد وهم موزعون بين دمشق واللاذقية، وكثيرا ما تبقى ابنتي عندهم عندما أكون في سفر للقيام بعمل ما. كذلك زوجي وأهله يساعدوننا كثيرا في هذا الجانب.
قبل أيام تم تكريمك في اللاذقية في مهرجان رياضي.. ما الذي يعنيه لك هذا التكريم؟
عنى لي الكثير خصوصاً أنني حصلت على تكريم من جانبين، جانب من كوني ممثلة وجانب من كوني رياضية، إذ إنني خريجة كلية التربية الرياضية من جامعة تشرين في اللاذقية وحاصلة على الماجستير فيها. كما ويعني لي هذا التكريم الكثير لأنه جاء في بلدي ومسقط رأسي اللاذقية حيث الناس فيها يقدرون مسيرتي ويرفعون رؤوسهم بي كابنة لهم وثقوا بها ولم تخيّب ظنهم بها.
سؤال قد يخطر في بال كثيرين.. متى ستعمل جيني إسبر بشهادتها الرياضية؟
لم أعمل في ميدان الرياضة، لكنني أكتب مقالات رياضية في مجلة شهرزاد عن الجسم والصحة من خلال دراستي الأكاديمية لهذا الجانب. أما رياضيا فلم أشتغل بشيء والسبب اتجاهي للتمثيل فور تخرجي.
كان مميزاً أن تجلسي في المهرجان، كامرأة سورية متألقة، مع امرأة سورية عالمية هي البطلة الأولمبية غادة شعاع.. ماذا يعني لك ذاك المشهد؟
يعني لي الفخر والاعتزاز بالبطلة العالمية غادة شعاع التي رفعت علم بلدي سورية في قلب أمريكا وحصلت على الذهب هناك. غادة شعاع إنسانة عظيمة ومتألقة ومتواضعة، وكنت سعيدة جدا بجلوسي معها والتعرف عليها عن قرب.
باعتبارك رياضية.. لو أنتج فيلم سينمائي عن حياة غادة شعاع، فهل أنت جاهزة لتجسيد شخصيتها؟
طبعا جاهزة لذلك ويشرفني الأمر خصوصاً أنني وبحكم دراستي للرياضة، قد أكون أكثر من تجيد القيام بدورها، وأتمنى حصول ذلك لما فيه من عائد اجتماعي مهم على السوريين.