انتهت أولى سداسيات مسلسل "مذنبون أبرياء" الذي يقع في خمس سداسيات من العيار الثقيل يمازج فيها بين الإنساني والجنائي، ويلقي الضوء على واحدة من أهم القضايا التي تجاهلتها الدراما السورية في السنوات الأربع الأخيرة، بحكم التركيز خلال المدة الماضية على دراما الأحداث والحالة السورية الراهنة، لتفلت المخدرات وتجارها والمروجون لها والمتعاطون لها، من قبضة الكتاب والمخرجين، قبل أن يصل " مذنبون أبرياء" بقلم الكاتب باسل خليل ليصوغ عددا من القصص التي يتشكل منها مسلسلا منفصلا متصلا يقع في ثلاثين حلقة تولى أحمد سويداني إخراجها بينما تنتجها شركة ديالا للإنتاج الفني والتوزيع بدمشق.
ويستعرض العمل قضايا المخدرات كما هي في الواقع، بل ويتناول حياة الشخوص الفاعلة في القضية (المتورطين والمكافحين لها) كما يفترض أن تكون في المجتمع، فتمتزج المهنية لدى ضابط مكافحة المخدرات بحالته العاطفية، وكذلك سنرى من يبحث مطولا عن مكافحة شيء في المجتمع فيفاجأ به موجودا في بيته ولو بشكل غير إدماني.
الفن زار موقع تصوير العمل واستطلع آراء أبطاله ومخرجه ليخرج بتحقيق خاص وحصري .
مخرج العمل أحمد سويداني يؤكد أنه ليس أمام مسلسل سهل، لكنه في الوقت نفسه أمام فكرة وقصة مضى زمن لم تركز عليها الدراما السورية، ويعتبر أن إثارتها الآن هي بمثابة تذكير للجمهور ولمن يهمه الأمر ولكل متصل بالقضية، بأن كل شيء ما زال تحت مجهر الدراما.
وأضاف:" لا نأتي بجديد هنا، لكننا نضيف أشياء جديدة في التفاصيل، وستحفل الحكايات التي سنستعرضها، وعددها ست، بالكثير من الإثارة خصوصاً في حالة الصراع المريب بين المتورطين بالمخدرات، وبين هيئة مكافحة المخدرات.. كذلك التركيز على شيء مهم وهو الاقتراب من الحالة الإنسانية لدى كل شخص في الحكايات، فضابط الأمن له جانب إنساني وعاطفي وكذلك المتورط.
ويختم سويداني :"المسلسل يبشر بنجاح، ونحن نسعى لذلك، لكننا نترك الحكم النهائي للجمهور الذي وحده يقرر ما إذا كانت الرسالة وصلت أم لا".
نجوم السداسية الأولى:
جيني إسبر:
تبرز النجمة جيني إسبر بدور محوري في السداسية الأولى وتؤدي شخصية أمل التي تقع بين منزلتين في مكان واحد.
تقول جيني: أمل شخصية مهمة ويجب التركيز عليها من حيث ثنائية ظهورها، فمن جهة سنراها الطبيبة النفسية المتخصصة بشؤون المدمنين والتي يكون واجبا عليها إعادة تأهيل المدمن المريض في المشفى الخاص بذلك، لكنها في جانب آخر ونتيجة تفاعلها مع هيئة مكافحة الإدمان والمخدرات، سنراها وقعت في حب ضابط التحقيق في الهيئة".
وتضيف:" هذا يعطي بعدا إنسانيا لدى أمل، وستكون في الوقت نفسه بعيدة عن المخدرات وقريبة من أجوائه بحكم الوظيفة والعاطفة".
جيني أكدت أنها ترى بالمسلسل مناسبة لإلقاء الضوء على ما لم يلق عليه الضوء في السنوات الأخيرة، معبرة عن ثقتها بالنجاح في إيصال الرسالة التي يجب إيصالها.
رنا أبيض:
أما رنا أبيض فتؤدي شخصية شريرة في العمل وتكون "ليليان" التي لا تكتفي بالتعاطي، بل وتدير شبكة للمخدرات، وتظهر بهيئة المرأة المسترجلة حيث ترتدي زيا عسكريا في بعض المشاهد وتهوى رمي القوس لإصابة أهداف دقيقة، وكلا ذلك بصورة جديدة عليها.
تقول رنا:" الشخصية مهمة جدا في القصة والعمل كله مهم ويطرح الجديد في قضية المخدرات وملاحقة الدولة وأجهزتها المختصة لهذه الآفة".
وتضيف:" أكون بشخصية غير مسبوقة بالنسب لي لكنها جيدة بالمطلق وتضيف لي في مسيرتي، وهذا على الرغم من الشر الذي يصبغ الشخصية، وكذلك العقد النفسية التي تتسم بها شخصية ليليان".
وتوقعت رنا أبيض أن يأتي المسلسل بصورة قوية عن دراما تبحث دائما عن إلقاء الضوء على الظواهر السلبية والآفات في المجتمع على حد تعبيرها.
خالد القيش:
شخصيتي في هذا العمل مركبة وفيها أكثر من بعد، وأبرز تلك الأبعاد هو الامتزاج بين المهنة التي يكون علي بموجبها مكافحة المخدرات وتفكيك شبكاتها من خلال كوني ضابطا في إدارة مكافحة المخدرات، ومن جهة بكوني الزوج الذي يفاجأ بزوجته مريضة وتعاني وتحتاج إلى حبوب، ومن جهة ثالثة حين أقع في حب الطبيبة النفسية التي تكون مكلفة بترشيد حالة المدمنين، فتقع أبعاد ثلاثة في شخصية واحدة، ما يجعل الشخصية أكثر تحولا وقدرة على القفز في أكثر من ميدان في هذه السداسية.
ويضيف القيش:" ليس هنا ما يدعو للقلق حول نجاح العمل، فالفكرة ناضجة والمخرج واثق، وفريق العمل اجتمع من أجل النجاح، والسداسيات المقبلة ستحدد المسير بعد نجاح الأولى".
علي كريم:
أما النجم علي كريم فهو بطل الشخصيات المتقدمة في السن في هذه السداسيات ويكون الأب المتهور الذي يملك من المال الكثير فلا يأخذ في الحسبان ضرورة تربية ولده على أسس عصرية أخلاقية، بل يكون كل همه أن يجعل من ولده يتعلم كيفية جمع الثروة حتى يفقد الولد كل أخلاقه في النهاية.
يقول كريم:" أقدم شخصية الرجل الذي يرى الحياة كلها من المال ويصرف النظر عن كل شيء أدبي وأخلاقي، وتبنى حياة أولاده خصوصاً الولد الأكبر على المال والمال حصرا".
ويضيف:" تأتي النهاية مبكية ويصاب الأب بالصدمة حين يرى أن الولد وقد جنح إلى كل ما هو سلبي، فيقع الأب في حرج من أمره عندما يفهم تماماً أن سقوط الابن كان سببه الأب حصرا".
وتوقع علي كريم أن ينجح المسلسل في إعادة قضية المخدرات والتعاطي والإدمان والإتجار والتورط فيها، إلى الواجهة من جديد، بصرف النظر عن كمية الأعمال التي تسير في اتجاه واحد بعيد عن هذه القضية.
علا باشا:
أما النجمة الأخيرة في هذه السداسية فهي علا باشا التي تؤدي دور زوجة الضابط المحقق في قضايا المخدرات (خالد القيش).
تقول علا:" أؤدي دور هذه الزوجة التي تحب زوجها كثيرا ويبادلها هو الحب بمثله، لكنني لا أنجب من جهة، ومن ثم أدخل في حالة صحية صعبة أحتاج بسببها إلى حبوب، بالتزامن مع وقوع زوجي في علاقة حب مع المرشدة الاجتماعية أو الطبيبة النفسية في المستشفى المختص بالإدمان".
وتتابع:" لهذه الشخصية ما يجعلها تبدو مركبة ومهمة، والسداسية هذه، مهمة جدا وهي انطلاقة لسداسيات أخرى كل واحدة منها تحمل من الأهمية ما يكفي لجعل القضية المطروحة تظهر من جديد عبر الشاشة بمسلسل خاص بها".