مرة جديدة يعود المخرج شارل ديك إلى بيروت مع طلاب جامعة البلمند لتقديم عرض مسرحي جديدة. فبعد مسرحية "الدب" التي قدمها ديك العام ماضي في حرم جامعة البلمند وعلى مسرح بابل، عاد ليطل على الجمهور البيروتي بمسرحية "الزنزلخت" لعصام محفوظ ومع الطلاب : زياد نعمة ، اليسا عيسى، ستيفاني غجر، سيسيل برجي، كاتي عكاري ومحمد الكسم. لماذا اختار شارل ديك هذا العمل ؟ وكيف تصرف بالنص وكيف حضّره؟ اسئلة كثيرة يجب عنها ديك وفريق العمل لموقع "الفن" :
المخرج شارل ديك:
كانت لدي فكرة تنفيذ هذه المسرحية منذ فترة طويلة لأنني اعتبر ان هذا العمل هو من بدايات المسرح اللبناني (الستينيات) والمسرحية ما تزال أمامنا. كتبت هذه المسرحية 1960 وعرضت عام 1968 مع المخرج سيرج فازيليان. وأنا أرى أننا نسير باتجاه هذا النص لأنه يسبقنا بسنوات.
المسرحية صعبة جداً وكثيفة ومتعددة الطرق. انا أخذت خطاً واحداً منها وعملت عليه وهو الحكم على الآخر لمجرد انه مختلف عنا. لقد رأيت أن الحكم على مَن هم حولَنا مبني على الاختلاف فبمجرد انك مختلف يُحكم عليك من دون البحث عن السبب .
تدور أحداث المسرحية في مستشفى للأمراض العقلية ، لكن المشاهد يفهم ويكتشف ذلك في آخر العمل. لقد عملت على اساس أن خشبة المسرح هي معبد قديم هجرته الآلهة ، وأتى هؤلاء الأشخاص إلى هذا المكان وبدأوا يلعبون شخصيات. وقد وجدوا شخصاً مختلفاً عنهم اسمه "سعدون" فقرروا أن يخضعوه لجلسة محاكمة ليحكموا عليه بالاعدام.
عدّلت في العمل ، وأبقيت النص الذي يخدم الرؤية الاخراجية التي لدي من اجل العمل. وهذا لا يعني ان ما حذفته لا يصلح.
بعد مسرحية "الدب" أقيم في الجامعة برنامج الدراسات المسرحية والذي لاقى اقبالاً كبيراً من قبل الطلاب. الجامعة لم تبخل علينا بأية وسيلة لانجاح هذه الأعمال ولم تضع عقبات أمام تنفيذ هذا العمل.
أما فريق العمل فيتألف من جاكور رستيكيان الذي تولى "السينوغرافيا" وأغوب ديرغوغاسيان الذي تولى الاضاءة. وانا توليت عملية تدريب الممثلين الذي كانوا يتجاوبون معي بشكل كبير.
لم احدد العمل الجديد الذي سأقوم بتنفيذه ولكنني أريد التركيز في هذه الفترة على المسرح اللبناني.
زياد نعمة
نجاح مسرحية "الدب" كان له أثر على العودة بعمل جديد ولكن نجاح الفريق له الفضل الأكبر بذلك.
دور سعدون مركب وغني ويسهتلك كل طاقتك . اخذ مني وقتا كبيرا للتحضير وتطلب مجهودا كبيراً من شارل لأن النص صعب. عندما قرأته وجدت صعوبة قليلاً لأن شخصية سعدون فيها تقلبات كثيرة. سعدون شخص بريء متهم بجرم لم يرتكبه ويموت في النهاية.
الدور يحاكي الشخصيات التي تظلم لأنها مختلفة وصريحة. ألعب شخصية لا تشبهني ولكنها تشبه من حولي. أشعر أنني اتكلم باسمهم فبدأت اشعر أن الشخصية قريبة مني لأنني أرى فيها أشخاصاً اعرفهم.
ستيفاني غجر
وجدت صعوبة في بداية الأمر لكي اتقن شخصية "الكولونيل" فقد بدأت بالتمرين على الدور من دون الغوص في تفاصيل الشخصية وعندما أصبحت متمكنة من النص بدأت أدخل فيها أكثر وأكثر.
أنا اطل في بداية العرض وفي نهايته. في العرض الأول بالجامعة ركزت كثيراً على الاطلالة الأولى أما اثناء العرض في بيروت فقد دخلت في الشخصية منذ البداية وحتى النهاية.
شارل أخذ النص بطريقة جديدة ومختلفة عن العمل الأساسي الذي عرض سابقاً عام 1968.
اليسا عيسى
أنا لعبت في هذه المسرحية دور الكاتب ودور "الصوت". هذا العمل مثل الحياة فيه من كل شيء. هذا العمل مختلف تماماً عن "الدب" وهذه تجربة جديدة وخبرة جديدة.
نهاية هذا العمل هي الحقيقة والواقع الذي يهرب منه الانسان بالعادة. كل شخصية تأخذ المجهود نفسه في التحضير.
أنا لا أجد نفسي خارج هذا الفريق الذي أعمل معه.
سيسيل برجي
أنا أحب المسرح كثيراً منذ صغري وقد اخترت صف المسرح في الجامعة والتقيت صدفة بشارل الذي اكتشف حبي للتمثيل وطلب مني ان أقوم بهذا الدور.
كنت أرغب في خوض هذه التجربة التي هي حلم بالنسبة لي. فقد تعرفت من خلالها على أمور بشخصيتي لم أكن اعرفها سابقاً.