بشوق وشغف كبير توجهنا إلى كازينو لبنان ، دخلنا صالة الحفل ، وتسمرنا في الأماكن المخصصة لنا ، وإذ بدأ العد العكسي وبدأنا نحلّق عالياً في ليلتين من أجمل الأحلام حققهما الفنان مروان خوري ضمن "بيانوراما" بمرافقة 25 عازفاً بقيادة المايسترو محمود عيد ، وأحياناً بعزف خوري المنفرد ، في ظل إضاءة مبهرة وتقنية صوت عالية الجودة وتوزيع موسيقي جديد .
بين الغناء والعزف والكتابة والتأليف الموسيقي إستمتعنا بأداء خوري الذي بدا مشتاقاً جداً للقاء الجمهور اللبناني في هكذا نوع من الحفلات ، وكان الجمهور بدوره أيضاً متعطشاً للقاء خوري فأعاده إلى المسرح ليغني المزيد ، في حفل بعيد عن زحمة المطاعم حيث أن خوري غنى على مسارح كثيرة خارج لبنان ومن بينها "دار الأوبرا" ، ولكنه اليوم سجّل هدفاً مهماً من خلال وقوفه على خشبة مسرح كازينو لبنان التي لا يقف عليها إلا الكبار .
وحيّا مروان المايسترو محمود عيد ، المايسترو جوزيف مراد ، العازف نظير مواس والعازفة دانا دبوس التي شاركته في مقطوعة موسيقية رائعة، مروان على البيانو ودانا على الكمان وفن وإبداع .
مروان قال "أعتقد أن الفنان هو الشخص الوحيد الذي لا يستطيع أن يتزوج أي أن يكون هناك ليلة عرس ، لأن كل حفلة يقيمها تكون ليلة عرس".
ووجه مروان التحية والقبلات للجميع شاكراً حضورهم وقال :"هذه الليلة تعني لي لأني أقدم فيها نفسي بالطريقة التي أحبها".
مروان أكد أن الفن موهبة وبراءة وأخلاق ، وأخذنا في رحلة جميلة حيث إنطلقنا بـ"العد العكسي" وتنقلنا معه بأغنيات بين الماضي والحاضر .
وحضرت الذكريات بأغنيات عرفناها بصوت خوري وبأغنيات عرفناها بأصوات أخرى ولكنها طبعاً حملت توقيع خوري حيث قال قُبيل غنائه "لو فيي" التي سبق أن كتبها ولحنها للفنان غسان صليبا، الذي كان حاضراً ، قبل سنوات وعاد خوري وأطلقها في ألبوم "أنا والليل" :"عندما تصدر الأغنية في الأسواق بين الناس تصبح إلى حد ما ملكهم لذلك انا لا أغني فقط الأغنيات التي أحبها ، أنا أغني أيضاً اغنيات للاشخاص الذين أحب أن يغنوا" ، وفي كلامه هذا رد من مروان على كل من ينتقد غناءه الأغنيات التي يكتبها ويلحنها للآخرين ، حيث تابع مروان خلال الحفل تقديم أغنيات أعطاها لغيره ومنها "مُغرم" ، "يا رايح" ، "لو" ، "أمري لربي" و"إتطلع فيّ".
مروان لم يبدع ، في هاتين الليلتين ، فقط بأداء الأغنيات التي ذكرناها ، بل أبدع أيضاً بأغنيات أحببناها بصوته ولم نسمعها إلا بصوته ومنها "العد العكسي" ،"على بالي شوفك" ، "كل القصايد" ، "قصر الشوق" ، "خدني معك" ، "كنا إتفقنا"... كما كانت المفاجأة بمقطوعة موسيقية أداها مروان مع عازفة الكمان كلير دبوس ، ولم يغفل عن مروان إمتعانا بأعماله التي سبق أن قدمها "ديو" فغنى "يا رب" و"بعشق روحك".
"بيانو راما" خطوة ناجحة جداً لفنان محترف لم يعرف إلا النجاح لأنه لا يقدم سوى الفن الجميل برقي وبإلتزام كبير .
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.