هي التي حفرت إسمها في قلوبنا من زمان، هي التي ضاع زمانها "تضاع الحكي"، هي من حفرت اسمها بمجد الفن الخالد عبر اغنيات ومسرحيات لم ولن تموت ، هي التي سيبقى اسمها موجوداً على مرّ الزمان، انها سيدة المسرح والصوت، انها سلوى القطريب التي ملأت الدنيا اغنيات، وغنت وغنت وغنت "لخلّت الدني تحكي عنها"، هي بنت الجبل ، هي حكاية امل، هي الاميرة زمرد وياسمينة المسرح الغنائي وبطلة أعمال روميو لحود مكتشفها الاول والاخير .
سلوى القطريب رحلت عن عالمنا بتاريخ 4 اذار/مارس 2009، قبل ايام من عيد الام تاركة وراءها ابنة صُدمت بوفاة والدتها حبيبة قلبها، وزوجاً مفجوعاً ، رحلت بطلة المسرح اللحودي إثر جلطة دماغية نقلت على اثرها الى مستشفى اوتيل ديو في بيروت ودخلت في غيبوبة وتوفيت بعد ايام عن عمر يناهز 59 عاماً .
سلوى المتحدرة من عائلة فنية عريقة، والدها عازف العود القدير صليبا القطريب ووالدتها فدوى حيدر والمولودة في الميناء طرابلس، تربت في عائلة دربتها على الطموح والعلم ، والتي شبت وكبرت بين عمشيت والاشرفية حيث تلقت العلم في مدرسة زهرة الاحسان، كانت رياضية بامتياز فكانت بطلة في كرة المضرب عبر منتخب لبنان ، كما كانت بطلة على المسرح وبطلة في الاهتمام بعائلتها الصغيرة.
روميو لحود اكتشف سلوى القطريب بالصدفة حين كان خطيب شقيقتها الكسندرا ، رحمها الله ، وكان يبحث عن صوت جميل لمسرحيته. بخجل أسمعته سلوى صوتها فوقع اختياره عليها وهي كانت ما تزال صبية في عمر العشرين ، فشكلت معه ثنائياً مسرحياً استثنائياً.
في رصيدها المسرحي 11 عملاً مسرحياً ابرزها، سنغف سنغف، بنت الجبل المفترض اعادتها مع ابنتها الين لحود، الاميرة زمرد، اوكسيجين، حكاية امل، ياسمين، ليالي لبنانية، سوبر ستار، الحلم الثالث، وفي التلفزيون قدمت "شهرزاد" التي كانت الحكاية الجميلة.
وقفت سلوى القطريب على اكبر واهم المسارح وقدمت اغنيات ما تزال في الذاكرة والوجدان، في رصيدها الفني اكثر من 120 أغنية، ومن أغانيها الجميلة، طال السهر مع الكبير طوني حنا اطال الله بعمره ، خدني معك ، شو في خلف البحر، على نبع المي، بدي غنّي ، وعدوني ، قالولي العيد، اسمك بقلبي، سرقني الوقت، يا بو العبا ، مش كل السنة، عنقودي الحلو، يمكن بكرا..
وللجيش والوطن قدمت اجمل الاغنيات ايضاً ابرزها وحدك يا عسكر لبنان، انت يا لبنان، يا هادر من بعيد، يا جيش لبنان، سلمتك الارزة، يا اول من آب وغيرها وغيرها..
سلوى القطريب أحبت الفن والغناء والتمثيل فقدمتهم بحب واوصلتهم بحب ، وعلى الصعيد الانساني كانت انسانة تستحق وسام الانسانية بإمتياز ، وكانت زوجة واماً متفانية، ولعل خجلها كان السمة الابرز في شخصيتها، فهي لم تستطع التخلي عن خجلها على الرغم من الشهرة واسمها الذي تخطى حدود الاوطان كلها وكان وحده جواز شهرتها.
نالت العديد من الجوائز واوسمة التكريم اهمها:
جائزة سعيد عقل 1976.
جائزة تقدير للعطاء الفني من مدينة لوس أنجلوس 1989.
دروع تقديرية من العماد إميل لحود (يوم كان قائداً للجيش) ومن العماد ابراهيم طنوس.
درع تكريمي من بلدية عمشيت.
ميدالية الاستحقاق الذهبي برتبة ضابط من الرئيس العماد ميشال سليمان.
ولعل اجمل الكلام لوصفها والذي يختصر كل الكلام هو ما قاله الاستاذ روميو لحود بعد وفاتها :"سلوى مثل السعادة لا تعرف قيمتها إلا بعد زوالها" وهي بالفعل مفتاح السعادة الدائمة .
سلوى القطريب بعد ست سنوات على رحيلك لك منّا من الارض الى السماء الف تحية وسلام.