شاعر لبناني ولد عام 1937، تعلّم في مدرسة الليسه الفرنسية ثم في معهد الحكمة.
بدأ ينشر قصصاً قصيرة وأبحاثاً وقصائد منذ 1954 في المجلاّت الادبية وهو على مقاعد الدراسة الثانوية.
دخل الصحافة اليومية عام 1956، عام 1964 أصدر "الملحق" الثقافي الاسبوعي عن جريدة "النهار" وظلّ يصدره حتى 1974. وعاونه في النصف الاول من هذه الحقبة شوقي ابي شقرا. عام 1957 ساهم مع يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة"شعر" وعام 1960 اصدر في منشوراتها ديوانه الاول "لن"، وهو اول مجموعة قصائد نثر في اللغة العربية.
له عدة مجموعات شعرية بدأت مع "لن" 1960.
نقل الى العربية منذ 1963 اكثر من عشر مسرحيات لشكسبير ويونيسكو ودورنمات وكامو وبريخت وسواهم، وقد مثلتها فرق مدرسة التمثيل الحديث (مهرجانات بعلبك)، ونضال الاشقر وروجيه عساف وشكيب خوري وبرج فازليان.
تُرجمت مختارات من قصائده الى الفرنسية والانكليزية والالمانية والبرتغالية والارمنية والفنلندية.
رحل الحاج في 18 شباط/فبراير 2014 عن عمر 77 عاما بعد معاناة مع مرض السرطان .
شتاء الحاج
حين أسمعكِ أيتها الأنغامُ، حين أقف، حين أتربَّص بكِ
أيتها الرسومُ ذاتُ الأصداء
حسدي يعلو غَرَق اللذَّة،
ويُقال لي: الوقتُ الذي سبقني طعنني في ظهري!
وكفتاةِ أعمالٍ
عيناها جدولٌ من الجَلْدِ
وكفتاة أعمالٍ عيناها أوسعُ من التاريخ الحيّ
أقذف القائلَ كما فتاة الأعمالِ تقذف خادمَ القهوةِ
الصغيرِ
من رأس الدَّرَج
وينكبّ الماءُ الساخن على عينيه وبطنهِ
ويجلدها تعذيبه
لأنه حمل القهوةَ في وقتٍ كانت تريد إما أنا أو
رأسي.
لي صديقٌ «يتونّس» بقنديلٍ
(بمصباح كهربائي كالقنديل)
على مكتب منظّم بالفراغ والأسماء
ويبدو طيّباً وسطَ المدينة.
لا يقرأ الكتبَ المحرَّمة
تراقبه أيقونةٌ بيزنطيّة
كأنما هو شهرُ مريمَ
يتكرَّم عليَّ بصوت مُبَطَّن بالمعاطف وكرافعةِ
الأثقالِ
يبعدني بعيداً ولا يطلب قرشاً
وعندما يطوف الجميعُ بشتائمي
يمرّونَ
فألفّه بالقطن وأحجزهُ
خلف أذني.
مهما كان
ورغم الأحلامِ المغبّشةِ التي أدهمها فجأةً
فكما أن لي صديقةً هي فتاةُ أعمالٍ وانتهى الأمرُ
وكما أن لي صديقاً حجزتُه وراء أذني وانتهى الأمرُ
وكما أني على يديَّ أحمل غيري
وانتهى الأمرُ
وكما أني قبل هذا قلتُ هذا وغيره وانتهى الأمرُ
يمكن أنّ ما أحلم به لن
أُحقّقَه
لأن يدي
من حين إلى حين في الشتاء خاصّةً
تترك أحمالها وتصبح رشيقةً
تصبح ولدي
وتأخذ عطلةً
وتعطيني من وقتها فتحمل
منّي
ورقةً أو دفتراً
دويُّه الماحي نظري
يختنق جهراًَ !