جوليا قصار ممثلة لبنانية تمتلك موهبة استثنائية، تنقلت بين المسرح والسينما والتلفزيون وقدمت اجمل الادوار. تتمتع باداء متفرد وحضور آثر. تتلمذت على ايدي ريمون جبارة، يعقوب الشدراوي، نضال الاشقر، كميل سلامة وغيرهم...
في التلفزيون شاركت بمسلسل "الشحرورة"، "اوتيل فراح"، "شارع الكسليك"، "بيت خالتي"، "لا امس بعد اليوم"، "صور ضائعة"، "مذنبون ولكن"، "3 بنات"...
"الديكتاتور" من ابرز اعمالها المسرحية، اضافة الى "مقتل ان واخواتها"، "جبران والنبي"، "طقوس الاشارات والتحولات"، "طرة نقشة" و"صانع الاحلام"...
وفي السينما شاركت في "شتي يا دني"، "شربل"، "طيارة ورق"، "زنار نار"، وكان آخر اعمالها "يلا عقبالكن"، وهذا غيض من فيض اعمالها الناجحة، نالت العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرتها الفنية.
جوليا قصار ضيفة موقع "الفن" في حديث صريح تحدثت فيه عن مختلف المواضيع الفنية والحياتية.
جوليا مبروك في البداية نجاح فيلمك الاخير "يلا عقبالكن".
شكراً لك، الحمد لله الفيلم حقق نجاحاً كبيراً.
عبارة "زوجنا الكلب وما زوجناكي" أصبحت تتردد على لسان كل من شاهد الفيلم والاعلان الخاص به.
كل ما التقيت بأحدهم يردد هذه العبارة ويضحك. اعتقد ان فيلم "يلا عقبالكن" اعطى للبنانيين جرعة اوكسجين كبيرة. كل من يشاهد الفيلم يخرج وهو مبتسم وفرح. أرى البسمة دائماً على وجوه من شاهدوا " يلا عقبالكن" وهذا يفرحني بالفعل.
وهل نحن بحاجة لاوكسجين؟
في هذا البلد ينقصنا الكثير من الاوكسيجين وعلى المسؤولين ان يعوا خطورة الوضع اللبناني وخطورة وضع الشعب اللبناني وكيف يعيش..."الشعب اللبناني عم بعيش من قلة الموت".
انطلاقاً من القصص الموجودة في"يلا عقبالكن"، الى اي درجة تحترمين طريقة عيش الناس؟
الفيلم يتضمن نماذج عديدة من اشخاص يعيشون بيننا كل واحد على طريقته وكما يحب. طبعاً انا مع كل انسان ان يعيش كما يرتاح وكما يريد طالما هو متصالح مع نفسه ومع ذاته. الحريات الشخصية التي طرحها الفيلم مهمّة ومتواجدة في المجتمع ومهمة الدراما معالجة الامور التي نعيشها.
هل تؤيدين الزواج المدني الذي يطالب به عدد كبير من اللبنانيين؟
نعم انا مع الزواج المدني، ولكنني لست ضد من يرفضونه. ولكنني وللحقيقة لا اعرف لماذا الدولة اللبنانية ما تزال ترفضه لغاية اليوم.
بالعودة للسينما اللبنانية، برأيك هل تحولت الى صناعة ام انها ما تزال في مرحلة التجارب الفردية؟
السينما اللبنانية برأي ليست صناعة انما تجارب "وكتر خير كل منتج عم بمول فيلم وينتجه"، ولكن بامكانها ان تتحول من مرحلة التجارب الى مرحلة الصناعة اذا انتبه لها المعنيون في الدولة اللبنانية، عندها من الممكن ان تصبح من العوامل الرئيسية لمدخول الدولة ولضخ الاموال في الخزينة مثلها مثل اي صناعة لبنانية معروفة ومربحة، وبالتالي يتحسن حالها ويتشجع الممول بالمشاركة في انتاج الافلام السينمائية اللبنانية "مثلا فيلم يلا عقبالكن مكسر شباك التذاكر هيدا فيلم بيجيب مصاري".
هل تطالبين مثلا بتخصيص صالات دائمة للافلام اللبنانية؟
طبعا. هذا طرح مفيد وجيد جداً، تخصيص وقت اكثر لعرض الافلام اللبنانية والسينما فكرة جيدة للبلد، فهي تسوق للسياحة فيه تماماً مثل الانتاجات العربية التي تسوق لسياحة البلدان العربية من خلال الافلام والمسلسلات التي نتابعها.
هل تعتبرين ان الانتاجات اللبنانية بين مسرح، سينما وتلفزيون اقتربت اكثر الى واقعنا وحياتنا اليومية؟
الدراما اللبنانية بدأت بالاقتراب من الواقع اللبناني نوعاً ما. وبين السينما والمسرح والتلفزيون اجد ان السينما هي الاقرب الى واقعنا، فمن خلالها نطرح المواضيع الجريئة اكثر من اي منبر اخر. "السينما عم تطحش اكثر من التلفزيون" ولكن بالطبع هناك تقدم ممتاز في الحركة الانتاجية ولكن التلفزيون يلزمه شغل اكثر من السينما.
وما الذي يعيقها لتصبح واقعية مئة في المئة؟
المنافسة وحدها تعطي النتيجة المطلوبة في الدراما اللبنانية، وهذه المنافسة هي التي تقربنا اكثر فاكثر للواقعية، وهذه المنافسة لن تخلق الا بوجود مزيد من المنتجين، ولا يمكن ان تنجح بوجود اثنين او ثلاثة منتجين لبنانيين فقط. هم مشكورون بالفعل على مجازفاتهم في عالم الدراما، ولكن عندما يزداد عدد المنتجين يرتفع سقف المنافسة ونقترب للواقع أكثر وعندها ننجح نجاحاً باهراً بسبب بحثنا عن اجمل القصص ونقدمها في انتاج سخي وكبير وبمشهدية قادرة على منافسة الشرق الاوسط باكمله.
جوليا هل انت مبتعدة ام مستبعدة عن التلفزيون؟
انا بعيدة ولست مستبعدة، عرضت عليّ اعمال عديدة عُرضت مؤخراً ولكنني رفضتها لانها لم تقنعني ولم تستفزني بما فيه الكفاية لاقدمها لجمهور التلفزيون. انا لا احب التمثيل من اجل الشهرة أو المال او لمجرد التواجد، ولهذه الاسباب انا قادرة على رفض الادوار التي لا تقنعني.
هل تملكين قوة الرفض في ظل هذه الظروف الانتاجية الصعبة؟
صحيح أنني أحب التلفزيون واحن اليه واشتاق له، ولكنني طبعا املك القدرة والقرار على رفض الادوار التي لا تزيد إلى رصيدي. وانا على صعيد آخر متفائلة بمستقبل الدراما اللبنانية ولا اراها بهذه الصعوبة التي تتكلم عنها.
وماذا عن الشلل المتواجد في الفن. وماذا عن حكاية ان لكل منتج جماعته؟
انا لا اؤمن بحكاية الشلل في الفن. فكل ممثل موهوب سيفرض نفسه عاجلاً ام آجلاً، لا احد يستطيع حجب اي ممثل يمتلك الموهبة الحقيقية، ولا احد يستطيع ابعاده لان الموهوب يساهم بنجاح العمل وتسويقه ويكون اضافة لاي عمل يشارك فيه. الموهبة كفيلة بخرق كل الشلل الممكن ان يكون متواجداً.
صحيح ان اجرك عالٍ؟
انا اقبل بالـ"Minimum"، المهم ان لا اشعر بانني مغبونة، فالموضوع المالي يدفع بالممثل لان يعطي اكثر وافضل لانه وعندما يشعر بأن حقه المادي وصله كما يستحق، يقدم الاحسن والافضل "بصير يعطي من قلبه".
كثرت أخيراً الفنانات الممثلات مثل ميريام فارس وهيفا وهبي وغيرهما، ما رأيك في هذه الظاهرة؟
انها ليست بظاهرة جديدة بتاتاً، انها موجودة من قديم الزمان ولغاية اليوم في العالمين الغربي والعربي. وهناك من يتركن بصمة ايجابية واخريات يتركن بصمة سلبية، حتى هناك عارضات ازياء عالميات ومحليات دخلن معترك التمثيل ونجحن فيه. وما اقوله عن النجمات يصح على النجوم وعارضي الازياء الرجال ايضاً، هناك العديدات ممن لم يدرسن التمثيل ويمتلكن موهبة مرعبة. وفي المقابل هناك من يمتلكن الشهادات ولكن يفتقدن للموهبة ومن لا يمتلك الموهبة يجرب حظه وعندما يفشل يعود الى منزله. في لبنان مؤخراً كثرت هذه الظاهرة ولكن لا بد من كلمة حق تقال ان كل عمل درامي ناجح اغلبية المشاركين فيه من اصحاب الشهادات وخريجي معاهد التمثيل.
بعيدا عن اجواء الدراما والتمثيل كيف تمضي جوليا قصار وقتها، وماذا تفعل في اوقات الفراغ؟
انا اضافة الى التمثيل استاذة بالجامعة اللبنانية، واستغل الفرص بعيداً عن العمل لاتابع واشاهد الاعمال المعروضة ولاسيما المسرحية منها او السينمائية .
ما رأيك بجيل اليوم، هل كسروا التابوهات والتقاليد والاعراف ؟
على الرغم من الانفتاح والتكنولوجيا والتقدم والتطور الا ان التابوهات ما تزال موجودة وهي بحسب رأيي تزداد يوماً بعد يوم. والحق على الشعور بعدم الرضى والامان، وهذا يعود ربما الى ان كل شيء اصبح مباحاً بصورة فجائية ما أحدث ردة فعل عكسية على هذا الجيل. بحسب رأيي هناك صدام بين العادات والتقاليد والامور الجديدة المستجدة ، هناك فرق كبير بين الحرية والفلتان غير الواعي، وليس من المستحب ان تغيب عاداتنا وتقاليدنا وتختفي، عندها نصبح في بلد آخر وشعب آخر، انا مع التطور والحضارة والانفتاح ولكن لست مع الفلتان.
في الختام شكراً لك على هذا اللقاء وبالتوفيق.
شكراً جزيلاً لك .