"ورا الباب" المسرحية رقم 11 للممثل والكاتب والمخرج جورج خباز يطرح من خلالها خباز موضوع التفكك الأسري بأسلوب كوميدي .
يشارك في بطولة المسرحية ، إلى جانب خباز ، طلال الجردي ، مي سحاب، سينتيا كرم ، لورا خباز ، جوزف آصاف، غسان عطية ، وسيم التوم، جوزف سلامة ، بالإشتراك مع عمر ميقاتي وبطرس فرح.
موقع "الفن" حضر "ورا الباب" وعاد بهذا اللقاء مع الكاتب والممثل والمخرج جورج خباز .
ما هو سر هذا النجاح وإستمرار مسرح جورج خباز لـ11 عاماً في حين أن غيرك يقدم مسرحية كل ثلاث أو أربع سنوات؟
بداية أصبحت لدي ثقة متزايدة وتتراكم بيننا وبين الناس منذ أول مسرحية وحتى الآن، لا أستطيع أن أقول لك إن العمل هو نفسه، بالتأكيد العمل يتضاعف لأنني في البداية أنا أصبحت أكثر نضجاً وعلاقتي مع الناس أصبحت متينة أكثر ، وتكونت لدي خبرة حياتية أكبر بهواجس الناس ومشاكلها أترجمها على المسرح، فيأتي المشاهد إلى المسرح ويشعر بأنه ينتمي لهذه المشهدية "وانو هيدي القصة بتقربو بتعنيلو" وأحياناً يشعر بأن هناك شخصية تمثله ولكن بإسم مختلف، إضافة إلى أننا نتحدث لغتهم من دون فلسفة ومن دون إستخفاف بعقولهم، نعمل على نظافة الفكرة والطرح من حيث الكلام البذيء أولاً في النكتة، لا نلعب على الغرائز الجنسية ولا السياسية .
إنه مسرح عائلي بإمتياز، عميق، وفي الوقت نفسه هيّن ليس فيه فلسفة ويتضمن أفكاراً إنسانية تدغدغ مشاعرك "بتصوّر كلّن هول على بعضن عملوا هالنجاح هيدا وهل boule de neige ، والحمد لله ما زالت مستمرة".
أنا سعيد جداً، لأني عرفت مؤخراً ، وبعيداً عن التشبيه، أن المسرح الموسمي الكوميدي الوحيد الذي إستمر في لبنان هو مسرح شوشو رحمه الله، إستمر عشر سنوات من الـ1965 حتى العام 1975 ، ثم كان عمر شوشو قصيراً ، ونحن تخطينا العشر سنوات وصرنا بالسنة الحادية عشرة، وهذه تعتبر نعمة كبيرة أشكر الله عليها وأتمنى أن نستمر أكثر لأن المستوى الذي نقدمه، من حيث المضمون أو الشكل والنوع، مستوى يلامس العالمية ، لانني أذهب وأتابع ، وأنا أتحدث عن النوع أي الكوميدي الإجتماعي الذي نقدمه ، "بحضر مسرحيات بإنكلترا وبرودواي وبحضر وبحضر وبحضر" فنحن لا نقل شأناً عنهم لكن بالطبع بمواضيع تخصنا وتخص مجتمعنا وبيئتنا.
مسرحية "ورا الباب" تحكي عن التفكك الأسري ، لماذا إخترت هذا الموضوع؟
لأنه صار آفة ، صار خطراً في مجتمعنا ، إذا قمت بإحصاءات تجد أنه من بين كل 4 ثنائيات هناك 2 منهم مطلقان، وواحد من الأربعة غير المطلقين، مطلقان ويعيشان سوياً، وهذا الأمر يجعل الأولاد يقعون ضحية هذا الوضع، وإذا أردنا أن نبني مجتمعاً سليماً يجب أن نبني إنساناً سليماً، ولتبني إنساناً سليماً يجب أن يكون هناك توازن في البيت بين علاقة الأم والأب، وبين الأب وعلاقته بالأولاد، وبين الأم وعلاقتها بالأولاد، فهذا الأمر يشكل خطراً كبيراً جداً على الأولاد في المستقبل القريب والبعيد .
وبالنسبة لي فالعائلة تعني لي كثيراً، وما زلت حتى الآن متمسكاً بأسرتي وأعتبر بأن العائلة هي واحدة من رساميلنا في الشرق، ما يعني أن الشرق إذا كان يتميز بعد عن غيره بشيء فهو هذا الترابط العائلي، لذلك طرحت هذا الموضوع لكن على طريقتي.
موضوع الطلاق الذي حضّرت له كثيراً في هذه المسرحية هل سيؤجل فكرة زواجك؟
ليس بالضرورة، ليس له علاقة لأنني أعرف كيف أتزوج، أما السؤال هو إذا ما كان الآخرون يعرفون كيف يتزوجون، لأننا نتزوج بشكل عام، إما لأننا صرنا بحاجة إلى رفيق أو لننجب الأطفال كوننا نحبهم، أو نريد أن ننجب طفلاً يكملنا وذلك من أجل الاستمرارية، أو لأننا لا نود البقاء وحدنا عندما نتقدم في السن "العادات والتقاليد والمجتمع هيك بدو، أو إنو صار الوقت وما بدي عنّس وما بدي ضل وحدي"، هذه الأسباب كلها عبارة عن قشور، ما يعني أن 90% من المتزوجين حديثاً يتزوجون لهذه الأسباب.
طلال الجردي عاد إلى مسرحك مجدداً ، كيف تصف عودته ؟
عودته رائعة ، طلال صديقي ، قدمت معه مسرحيتين قبل هذه "مصيبة جديدة" و "مطلوب" ودائماً عندما يكون هناك ما يشبه طلال أنا أطلبه، وعندما أتصل به أقول له "بدي ياك بالمسرح"، وقبل أن يقرأ الدور يعرف أنني أرسلت في طلبه للمشاركة في عمل يليق به ويستفز طموحاته المسرحية .
هذه السنة حقيقة، دوره في الفصل الثاني وليس الأول، فيظهر في ختام الفصل الأول ويصبح دوره محورياً في الفصل الثاني، قلت له "في دور انا وعم إكتبو شفتك فيه وبلشت اكتبو على اساس انو طلال"، وهذه من المرات القليلة التي تحدث، فقال لي "اوكي انا معك بس عطيني شوية وقت ت شوف اشغالي التانية وبرد عليك خبر بهاليومين" ، وبعد يومين قال لي "اوكي انا معك" وعملنا على الشخصيات سوياً ، العلاقة بيننا على المسرح علاقة فيها harmonie لأن كلينا شغوف بالمسرح.
في ظل الإنفتاح الإعلامي ومواقع التواصل ما الذي يجذبنا لنأتي إلى المسرح ؟
الصدق هو الأهم في كل ما تفعله، ولكثرة الضغوط التي تفرضها الحياة على الناس ولكثرة الكذب، صار الناس يبحثون عن الصدق في كل شيء، في أقل الأمور، فعندما تشاهد مقطع فيديو على الفايسبوك لطفل يرقص تفرح به وتجد ملايين المشاهدات له لماذا برأيك؟ مع أنه لا يتضمن شيئاً مهماً، لكنك تجد فيه صدقاً، الناس يفتشون عن الصدق والضحكة الصادقة والرسالة الصادقة وييحثون عن ذواتهم، ويرغبون في أن يروا أنفسهم "يعني انت اليوم اذا بدك تعرف اذا وجهك مرتاح او مش مرتاح بتطلّع عالمراية ، والمراية بتقلك ، بكل صراحة انت شو ، والمسرح هيك لازم يكون ، لازم يكون مراية" ، لذلك يأتي الناس إلى المسرح ، في لاوعيهم ، يأتون إلى المرآة، إلى مرآة أنفسهم، والأسباب الأولية هي أنك تأتي لتضحك وتتسلى وتترفه وتتثقف وكذا، لكنهم يأتون ليتواصلوا مع أنفسهم وهذا ما يشدك إلى المسرح ، إذ يكاد يكون المنبر التواصلي الانساني الوحيد ، "يعني كلو صار في آلات بينك وبينو، لما تتواصل مع انسان دغري من لحم ودم قدامك ؟ قليل ، المسرح هوي الوحيد".
مي سحاب عملت معك سابقاً في التلفزيون واليوم تعمل معك بمسرحك ، كيف وجدتها بالمسرح ؟
النتيجة عظيمة ورائعة ، حالياً حتى وصلنا إلى هذه النتيجة "حرقت سلّافها وحرقِت سلّافي" ، مي تعمل كمذيعة منذ زمن بعيد ، وأنت تعرف أن المذيعة لديها ألحان مختلفة بالجمل، أريد أن أخرج منها المذيعة وكل الأدوار التي لعبتها من قبل، إن كان بالدراما او بالكوميديا "صار إلها زمان ما إشتغلت مسرح صار في ترميم للـformation تبعها لانو هي عاملة formation دارسة مسرح ، يعني كيف واحد متعلم السواقة من 15 سنة وما عاد ساق بدو يرجع "، فهذا ما حدث لأنني واثق من موهبتها وقدراتها المسرحية، وسترى مي سحاب جديدة "بالنايلون".
