ممثل مخضرم ، قدم أجمل الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية والإذاعية .
يطل علينا اليوم بمسلسل "ياسمينة" حيث يؤدي دور الطبيب "آدم" وطبعاً على أكمل وجه وبكل إحتراف كما عودنا دائماً في كل أعماله .
إنه الممثل نعمة بدوي الذي يحل ضيفاً على صفحات "الفن" في هذا الحوار .
دعنا نتحدث بداية عن أهم المحطات التمثيلية في حياتك
بدايتي في المسرح كانت مع يعقوب الشدراوي مع "نزهة ريفية غير مرخص فيها" انتقلنا إلى مسرحية "الشهيد ابن البلد" التي كانت من اخراج نقولا دانيال وكتابة رفيق نصر الله مع الفنان أحمد الزين والتي تكررت بمسرحية "الدبور" من كتابة رفيق نصر الله وإخراج حسام الصباح، وتكرر التعاون مع الصباح بـ"زمن الطرشان" واشتركنا بها بمهرجان دمشق وحققت ضجة واسعة.
ما هي المحطة المؤثرة في حياتك العملية؟
هي آخر مسرحية "المير وأستير" وكانت هذه البطولة المطلقة لي بالمسرح من كتابة انطوان غندور وإخراج نزيه قطان رحمه الله.
يمكننا القول إنك في المسرح "بتفش خلقك سياسياً" بينما في المسلسلات هناك قصة عاطفية أم تاريخية أكثر ؟
"صحيح ولكن مرت كذا شغلة سياسية" مثلاً مسلسل "نورا" كله سياسة وهو كتابة شكري أنيس فخري وإخراج مأمون البني فكان كله سياسة من الألف إلى الياء ، وياسمينة فيه سياسة أيضاً.
في ما يتعلق بالمسلسلات، أي من المسلسلات يعتبرها نعمة بدوي Hit في حياته الفنية ؟
أود أن أقطع المسلسلات على الشكل الآتي : أنا أغيب فترة ثم أعود فأشارك ثم أغيب وأغيب، وهناك عملية مد وجزر ، مشكلتي مع التلفزيون، انا دائماً أعشق المسرح، وأنا وانت متفقان على أنه "أبو فنون العرض" ، وممكن أننا نعيش حالياً عصر قتل الآباء، "عم نقتل أبو الفنون كلها فنون العرض، المسرح عم نقتله شوي شوي" ، لماذا الإسفاف والهبوط بكل أنواع الفن إن كان بالغناء بالوسيقى او بالمسرح ، هناك عملية عدم وعي او تسطيح للامور كلها، الاستسهال الرخيص حرام، وأنا لا أعطي صورة قاتمة او سيئة عن الوضع، للأسف "هَزُلَ بكل شي بالفكر حدا بيقرا كتاب بعد"، ذهبنا صوب المعلوماتية ولكني لست ضدها.
لكن المسرح ينقل ثقافة من جيل إلى جيل
عندما يصبح هناك انحطاط في كل شي يؤثر على كل المجالات، يؤثر بالفن وبالسياسة وبالاجتماع وبالتربية.
وبالعائلة ؟
بالعائلة هناك تفكك أسري بشكل مخيف، ونحن الذين كنا نتبجح في الشرق ان لدينا الاسرة وأننا نحن هذا التكتل العائلي، وهذا كله ولّى ولكن نتيجته انه لم يعد هناك مسرح، بل عروض تثير الغرائز النفسية او الجنسية او الاجتماعية والناس تذهب لتتابعها انما انت تذكرين بالطبع في يوم من الأيام كان هناك 4 او 5 مسارح ، مسرح بيروت ، مسرح البيكاديللي، وستاركو وحتى كان هناك مسرح في الفينيسيا وحتى في كازينو لبنان كانت تقدم أعمال، لذلك أقول لك "بنفس الوقت كان الرحابنة عاملين مسرح وبذات الوقت صباح مع روميو لحود عاملين مسرح وبالوقت ذاتو في مسرح لنبيه أبو الحسن".
هل شاركت بالمسرح الغنائي ؟
انا بدأت بالمسرح الغنائي بـ "حلوة كتير" مع الصبوحة كراقص دبكة "من هون انا جيت عالفن من الرقص من الفولكلور".
كم حزنت لغياب الصبوحة العام الماضي ؟
غياب الصبوحة أثر في كثيراً ليس فقط لأنني عملت معها بالمسرحية ومع وسيم طبارة والتقينا أيضا بمهرجانات كثيرة وبباريس أمضينا فترة طويلة نعمل في المكان نفسه، كان هناك تواصل على المستوى الاجتماعي بيننا أكثر مما هو تواصل على المستوى الفني، وكنت أتواصل أيضاً مع أختيها رحمهما الله سعاد ونجاة ومع إبنتها هويدا أطال الله بعمرها يعني انا اختلطت بها لفترة فقط وكنت صديقاً مقرباً جداً لكني لا أحب أن أتحدث عن هذا الموضوع كثيراً "حتى ما ينقال نعمة بدوي بدو يقول هيك وانا صورة ما حطيت الي انا وصباح، وفي عندي عدة صور".
أخبرني عن آخر أعمالك قبل "ياسمينة"؟
عملت "قيامة البنادق" الذي عرض على اكثر من قناة ، بعد الغالبون ، على شاشة المنار كما عرض على الجديد السنة الماضية ، المنار حالياً يعيدون بثه الساعة السادسة والنصف مساء ، ومثلت في مسلسل ملح التراب ، وهو يحكي عن ابناء الجنوب كيف يتعاملون مع المقاومة وما أعجبني أن جبران ضاهر هو من كتب "ملح التراب".
"قيامة البنادق" انتقد ربما لأنه ليس بمستوى الغالبون أو بقيمة قصته؟
برأيي قيامة البنادق تقنياً يوازي الغالبون او اهم يعني قيامة البنادق اول مسلسل عربي يصور بالطائرة بالمواقع الصحيحة وهو يلقي الضوء على شخصيات كانوا يسمونهم عصابات أو قطاع طرق وهي التي أسست لقصة الغالبون.
"الغالبون" يدق بعواطف الناس أكثر
لا تنسي أنه تاريخ قريب أما قيامة البنادق فتاريخه بعيد يعني بالعهد التركي الفرنسي ولا توجد فيه قصص عاطفية غير قصة واحدة في المسلسل كله ودائماً يحكي عن شخصيات وواقع معاش في الجنوب، يعني القصة الرجالية والسياسية طاغية عليه أكثر من القصة العاطفية الموجودة في الغالبون وتستطيعين القول إن الجزء الأول من الغالبون يختلف عن الجزء الثاني ولكن المسلسلات الثلاثة هذه هي سلسلة متتالية تؤرخ لتاريخ شعب لبناني .
وأقول إن المقاوم الموجود في الجنوب هو تماماً المقاوم الموجود في الشمال هو تماماً المقاوم الموجود في البقاع وفي بيروت وفي الجبل، لأن كل الشهداء الذين سقطوا بكل صراعنا مع العدو الإسرائيلي كانوا من كل المناطق يعني استشهد معنا بالجنوب ابن الشمال ابن عكار ابن الهرمل ابن البقاع ابن الجبل ابن كسروان هؤلاء كلهم استشهدوا ، يعني كي تقدم البترون شهيدين من عائلة حرب أهلهما للأسف لم يكونوا قادرين (يجيبوا جثثهم ليدفنوهم) ، هما أخوا المرحوم انطوان حرب مدير قصر الأونيسكو واستشهدا في الجنوب بمقاومة اسرائيل ، فهذه المسلسلات الثلاثة شكلت تجسيداً لهذا المقاوم اللبناني الشامل الذي لا ينتمي بنظري لطائفة واحدة ولا ينتمي لمذهب واحد.
مسلسل ياسمينة حصل أعلى نسبة مشاهدة بين المسلسلات لناحية العرض 21,2 مبروك
مبروك لنا جميعاً، والله أنا يثلج قلبي هذا الكلام وردة الفعل التي أراها عند الناس في الشارع.
كم هو مهم وجود الدكتور آدم في حياة ياسمينة وهل انتهى دوره أم أن دوره بدأ للتو؟
هو الضمير الحي في مسلسل ياسمينة وتجدينه دائماً هو الحامي والناهي وهو المصلح هو الطيبة إلى أبعد حد ولآخر لحظة في الحلقات المتبقية سيتدخل بتغيير أمور كثيرة سيبقى.
وكيف تجمعه الصدف دائماً بياسمينة ؟
هو ذهب إلى ياسمينة بناء لطلبها ليدواي الجريح الذي لديها ، بعدها جاءت الوالدة ورجته أن يبقى كي يعالج ياسمينة ، والبيك وجماعته استبقوه لأنهم بحاجة له ، وقال أكثر من مرة "لما أنا فقدت الصبر علمتني ياسمينة الصبر ولما أنا فقدت العطاء علمتني ياسمينة العطاء"، فتعلم من ياسمينة وأثرت به وليس هو فقط من أثر بها وفي النهاية هو فقد ابنته وزوجته في الحرب ولم يستطع انقاذهما، ياسمينا أصبحت مجسدة كأنها إبنته التي فقدها بالحرب، ياسمينة أعادت له حياته وكان وصل إلى مرحلة اليأس وكان هارباً إلى حيث الدواب والحيوانات لأنها لا تتذمر كثيراً ولا تئن كثيراً ولا تتألم كثيراً ولا تبكي كثيراً ، كان ذاهباً إليها لأنها تتألم بصمت ، إنما الناس والبشر يبكون ويتذمرون ويطلبون وهو يكون عاجزاً أن يعطيهم .
فلذلك وعلى الرغم من أنه جرّاح كبير آثر أن يذهب إلى حيث الحيوانات لأنه وصل إلى مرحلة اليأس، ذهب للوحدة، إنما حين أتى إلى بيت هذه العائلة صار مرتبطاً بياسمينة ومرغماً أن يساعدها كي تجد والدها لأنها تمثل هذه الطيبة ويجب أن نحميها كي تبقى وإلا تنحرف وتصل إلى الشر، كم مرة كان من الممكن أن تصل ياسمينة إلى الشر، أهينت، تعذبت طردت، إنما بقيت لأنها تربت تربية صالحة وهي تربت في الدير .
نسب دورها إمرأة فقيرة لم تستطع أن تعلمها فأخذتها إلى الدير عند الراهبات وإلا كيف تعلمت ياسمينة؟ وأنا أقول إن مسلسل ياسمينة أعاد الدور للأديرة وللأماكن الدينية لتلعب دورها الحقيقي لتوجيه الناس.
أتمنى من الله أن أكون قد إستطعت إيصال هذه الشخصية، وأقول إن مروان العبد وإيلي معلوف صالحاني فعلاً من جديد مع التلفزيون وأنا ممنون لهما.
شكراً لك على هذا اللقاء
شكراً لك هلا ولموقع "الفن".