حلقة "بلا طول سيرة" هذا الأسبوع تنقلت بين الوجع والامل، البداية كانت مع قصة مؤثرة لرجل متشرد على بعد امتار قليلة من عائلته وبيته ورزقه، اذ يعيش أحمد البلبل، هذا الرجل السبعيني والأب لثلاثة أولاد داخل سيارة، بعدما كان يملك الآلاف أصبح متشرداً وخسر كل شيء، أو بالأحرى سرقوا منه كل شيء، فلم يبق لديه الا سيارة معطلة ينام ويأكل ويشرب ويقضي حاجته فيها.
في منطقة دير عمار الشمالية، قصة أحمد الذي يتمنى الموت كل لحظة بسبب ظلم الحياة والأقرباء، منذ ما يقارب الأسبوع، "وقع" فلم يعد باستطاعته المشي أو التحرك، فطلب له فريق البرنامج الصليب الأحمر، وبعد رفض دام أكثر من ساعتين أجبره صديقه على الذهاب الى المستشفى حيث تم فحص رجله وتصويرها وتبين أن رجله تعرضت لرضوض قوية، وقد أصر احمد على العودة الى السيارة على الرغم من تعهد صاحب المستشفى باستضافته لمدة يومين حتى تأمين مأوى له. "بلا طول سيرة" استضاف ابنه عمر الذي تحدث عن الخلافات مع والده والتي اودت به الى الشارع، اضافة الى محاولة اخوة الاب الحصول على البناية التي ورثها الجميع عن الجد.
قصة اخرى مؤلمة تناولها البرنامج، هي قصة حسن المرعي البالغ من العمر 18 عاماً والذي يعاني من مرض نادر سببه نقص في مادة الفوسفات في جسمه يؤدي إلى تفتت عظامه لدرجة تصبح لزجة.
طبيبه الذي يعالج حالته، الدكتور سامي سنجد يقول إن حسن يعاني من نقص شديد بالفوسفات وهو يعاني من ورم غير خبيث يفرز مادة تنقص من نسبة الفوسفات في الجسم، حالة حسن الصحية نادرة جداً، قد تكون حالة من 100 حالة في العالم، بارقة الأمل في حالة حسن هي عبر تركيب جهاز مرحلي بجسده لتزويده بمادة الفوسفات، وهو حل مرحلي ومؤقت، ولا شفاء لحسن الا اذا تم اكتشاف مكان وجود الورم الحميد وتم استئصاله.
ومن الوجع الى الامل، مع تحية الى المهندسة منى الحلاق بعد نيلها وسام الاستحقاق الفرنسي برتبة فارس تقديراً لجهودها المبذولة في الحفاظ على التراث المعماري في بيروت ودعمها المستمر لمؤسسات المجتمع المدني الهادفة لتطوير التنظيم المدني والبيئي.
المهندسة الحلاق روت قصة "بيت بيروت" وكيف نجحت في إيقاف عملية هدم المبنى، وتحويله الى متحف لذاكرة بيروت، وتطرقت الى الاسباب التي ادت الى التأخير في انطلاقة المشروع.
وقصة اخرى تؤكد نجاح المبادرات الفردية من قبل اشخاص يواجهون الواقع من اجل واقع احسن، من خلال قصة المحامية رين ابي شبل التي انقذت منطقة كاملة من الغرق بفياضانات العواصف على مجرى نهر ابو ميزان في المتن، ونجحت في تحويل الرشوة الى حساب مصرفي لتنظيف مجرى النهر من ردميات الكسارات بالتعاون مع قائمقام المتن مرلين حداد التي اشارت الى انه كان هناك خطر من ان تقطع الردميات الطريق بين المتن وكسروان لو لم يتم تنظيف مجرى النهر قبل فصل الشتاء.