من القلب للقلب فقرة نتلقى من خلالها رسائلكم وما تودون طرحه من مشكلات مررتم بها، او تمرّون بها او يمرّ بها شخص قريب منكم.
نتلقى المشاكل ونحاول الوصول الى حلول لها ونسدي النصائح اللازمة بإشراف مختصين بعلم النفس.
لا تترددوا بإرسال مشاكلكم على الايمايل الخاص: [email protected]
المشكلة :
أنا امرأة عمري 35 سنة وأعمل في إحدى الشركات، وأنا بطبعي محبة ومتعاونة مع زملائي وديبلوماسية وأتجنب الصدام في مكان عملي مهما حدث، لكن المشكلة أن لدي زميلة أقل ما يقال فيها أنها غير سوية نفسياً، إذ تتقصد افتعال مشاكل من لا شيء، ولم تتصادم معي فقط بل هي تتصادم مع الجميع، وصوتها يعلو بالصراخ وتلجأ إلى أساليب ملتوية لمحاربتنا عبر "اللقلقة" عند مدرائنا، ولقد حدث يوماً أن تأخرت على دوامي 5 دقائق فقط، بينما كانت تنتظرني لتغادر وحين وصلت إلى مكان عملي بدأت بالصراخ وقالت لي : "مش مسموح هيك تتأخري منو هون بيت بيّك" وصارت تستهزئ بي بألفاظ نابية، وهذه لم تكن المرة الأولى إذ مرة قامت هي بمغادرة مكان عملها باكراً وحين سألتها عن السبب وأنها يجب أن تنتظر كي يأتي زميل ليتسلم مكانها فكانت حجتها أن لديها "عزيمة بدا تلحقها".
وهي للعلم في الخمسين من عمرها وليست متزوجة، وأشعر بأنها تحسد النساء زميلاتنا على هنائهن في حياتهن بينما تجامل الرجال، ومن تجاملهن من النساء يكون لديها مصلحة فقط معهن، وهي حتى ترتجف عندما تصرخ وتصبح عنيفة وصار العمل معها أشبه بجحيم وقد حدث وأن تكرر ما فعلته مع زميلات أخريات أيضاً وأصبح الوضع لا يحتمل، وحتى أن مدراءنا لا يفعلون شيئاً لردعها عن تصرفاتها المجنونة بل يكتفون بمحاولة التملص منها كي لا تزعجهم بتوسلاتها وبكائها إذا ما كانت هناك مشكلة تواجهها معهم.
أنا لم أعد قادرة على تحمل جنونها وصراخها وكلامها النابي وحتى التواجد معها مع أنني مضطرة بسبب طبيعة عملي وصرت أتوتر كثيراً ولم أعد أحتمل وهي لا تتغير فما الحل؟".
الحل :
موقع الفن إتصل بالأخصائية بالعلاج النفسيكارن القاعيحيث قالت لصاحبة المشكلة:
عزيزتي اتفهم جيدا ضغوطات العمل النفسية فكيف يتأقلم المرء عند وجود شخص محدد يزيد بالتوتر القائم مسبقا ويكهرب اجواء العمل، لأنه وللاسف، الاجواء السلبية غالبا ما تكون معدية وتتفشی بسهولة جدا.
ولكن، ما يقلقني هو وصفك للمشكلة فهو يوحي لي بأنك قد وصلت لنهاية الصبر، اياك صديقتي ان يكون لجوؤك لهذه الفقرة هو ما قبل استسلامك وهروبك والتخلي عن عملك.
على الرغم من نقص بعض من التفاصيل المهمة في عرض المشكلة، من الناحية التقنية كهرم الوظائف والموظفين، وطبيعة عملك وعمل زميلتك وعدد المدراء مقابل عدد الزملاء من موظفين ومرؤوسين...
اسمحي لي ان ابدأ بالأخطاء الشائعة التي ترتكب في تقديم الاعتراضات مهما تكن هذه الاعتراضات؛
يجب ان يقدم الاعتراض دائماً وابدأ بطريقة خطية ويكون دائماً مطبوعاً وليس مكتوباً بخط اليد، ويكون ظاهراً تاريخ كتابته وتاريخ تقديمه، ويكون الاعتراض مفصلاً بالاحداث وتواريخها وعلی شكل نقاط.
يصاغ بطريقة علم وخبر ويكون مجرد من الانفعالات والاحاسيس، وأخيراً وليس آخراً تتم الموافقة، التصديق والامضاء عليه من قبل جميع المعترضين.
يقدم الاعتراض للمدير المباشر وتحضر نسخة للمعترض عليه، ويطلب من المدير الاجتماع به بحضور صاحب العلاقة، لاخذ الاجراءات المناسبة للحؤول دون الطرد او الاشهار بحق احد.
في حال انعكاف المدير عن التصرف، يبلغ خطياً ايضاً بنقل الاعتراض نفسه مع ذكر عدم تصرف المسؤول المباشر الی مديره، وهكذا دواليك وفق سلم المراكز وصولاً لرأس الهرم.
اما من الناحية النفسية، وعلى الرغم من وصولك صديقتي لنهاية الصبر، اقول لك انه غالباً ما تكون العلاقات بين الزملاء في العمل متوترة بسبب الضغوطات من التحديات العملية وحتمية الشعور اما بالنجاح او بالفشل مقابل هؤلاء الزملاء وتتطور هذه التوترات لتصل الی الاحتكاك الشخصي ، وبداية الحل علی المستوی النفسي يبدأ باعادة نصاب الامور واقتصار العلاقة علی أسس العمل فقط، وان كانت زميلتك تحول الامور شخصية، تحلي بالصبر لفترة قليلة ولا تسمحي لها بجرّك الی التوترات الشخصية بل افرضي التغيير بنوع العلاقة، هكذا تبدأ تغيير دينامية العلاقة بينكما من مرضية مفعمة بالعواطف السلبية ومكان لتنفيس الاحتقانات الشخصية، الی علاقة مهنية مجردة من الاحاسيس وتقتصر علی التواصل بشكل مهني يخص فقط واجبات العمل.