فنانة من الزمن الجميل ، تألقت في برنامج ستوديو الفن وحازت الميدالية الذهبية .
قدمت أجمل الأغنيات وتعاملت مع الكبار، غنت ونجحت ولكنها أخيراً هاجرت .
جاءت إلى بيروت في زيارة لأهلها ولأرض الوطن ولكنها عادت مجدداً لديار الغربة .
إنها الفنانة صونيا عطية التي تحل ضيفة عزيزة على صفحات "الفن" في هذا الحوار .
ما كان الهدف من زيارتك إلى لبنان؟
جئت لأرى إخوتي ووالدي ، وكنت مشتاقة جداً للبنان، مرت الأيام بسرعة كالحلم.
وكم من الوقت مضى على آخر زيارة لك للبنان؟
أربع سنوات .
ماذا تغيّر بالنسبة اليك بين الزيارتين؟
التغيير لم يكن كبيراً، "اللبناني لبناني وين ما حطيتو بلبنان أو بالبرازيل أو بأميركا"، ربما تغيرت الطرق قليلاً، لكن أجواء السهر والسهرات والمهرجانات لم تتغير، انا بالنسبة الي وكأنني لست مهاجرة، "انا هونيك لبنان بقلبي" واشاهد المحطات اللبنانية ولا أتكلم سوى بالعربية مع اولادي، جسمي هناك عندما أذهب لكن روحي وعقلي هنا في لبنان.
متى ستنتهي معاناة الغربة؟
أتمنى ذلك، لقد جئت هذه السنة لأدرس الوضع قليلاً وكنت سعيدة جداً، وأتمنى على اللبنانيين جميعهم المتواجدين في الخارج، في أستراليا والبرازيل وأميركا والسويد أن يأتوا لتغيير الأجواء ويفرحوا ويعيشوا في لبنان، وأنا سأعود السنة المقبلة وسأصطحب إبنتي معي فهما تحبان لبنان كثيراً.
بين "يا حبة عيني عليك" و"يا بنا يا بنا" أي من الأغنيتين نالت جماهيرية أكثر حينها، خصوصاً أنني في صغري وكلما كان أهلي يصطحبونني لحضور حفل زفاف كانوا يضعون أغنية "يا بنا"؟
"ما في ولد صغير الا ما غنى "يا بنا يا بنا"" ، "يا حبة عيني" من الحان الاستاذ نور الملاح و "يا ريت العمر بي يطول" أيضاً من ألحانه وكلمات شفيق المغربي ، لكن "يا بنا" وهي من كلمات الياس ناصر نالت ضجة كبيرة لانها كانت استفسارية اكتر يعني كلهم كانوا يسألونني ما معنى "يا بنا"؟ وانا أشرحها لهم، لهذا السبب يحتمل أنها نالت هذه الضجة أكثر من غيرها لأنها كانت موضوع تساؤل.
عندما كنا نلعب ونحن صغار كنا نقولها كي نرى دور من
صحيح ، لو تعلم كم شرحتها، في تونس شرحتها لهم في الإذاعة، وفي الأردن، فإذا كان لديك أطفال ودخلت حاملاً الشوكولا تقول "يا بنا" والذي يقول "أنا" تعطيه الشوكولا أولا، "قضيتها شرح وضربت وصارت صونيا عطية "يا بنا يا بنا".
صونيا عطية التي ذهبت إلى ستوديو الفن في العام 1980 كم تغيرت اليوم في العام 2014 ؟
أولاً تقدمنا بالسن، والخبرة، هناك ما زلت أغني في البرازيل، ولا يوجد غيري مطربة أنثى في ساو باولو في الحفلات والنوادي اللبنانية.
عدد اللبنانيينهناكأكبر منه هنا ويعرفونك بالطبع
الجالية اللبنانية في البرازيل تعد 9 مليون ، كل سنة نقول نود العودة فيحصل أمر ما.
الألبوم الذي يحتوي "قلبي لهفلك" واشتقنالك" و"مالناش في الهوى غير واحد" هذا في عام 1993 ، وأنتِ متى هاجرت؟
حينها عدت إلى لبنان وطرحت الألبوم ثم عدت إلى البرازيل، وكنت في جولة بإفريقيا قدمت خلالها حفلات وذلك في 14 أيلول 1989، ولا أنسى هذا التاريخ أبداً ما حييت، حينها أنهينا الحفلات في إفريقيا ونوينا العودة إلى لبنان، فتفاجأنا بأن لبنان أقفل بحراً وبراً وجواً، فقصدني متعهد حفلات وقال لي :"عندي 9 حفلات في البرازيل هل تأتين معي؟، فقلت له :"أذهب"، فذهبنا إلى البرازيل وهكذا كان، فتزوجت ورزقت بابنتين أصبحتا حالياً شابتين هما ناتالي 23 سنة وستيفاني 19 سنة، وعندما هدأت الأوضاع الأمنية في لبنان رجعت واصطحبت معي ابنتي وكانت صغيرة السن، وبقينا هنا في لبنان وصارت تتحدث بالعربية وبقيت أذهب وأعود، والحياة تأخذك، فسنة كنت أعود إلى لبنان وأخرى لا أعود.
ما الذي كان يضايقك في تلك الأيام في الوسط الفني؟ أكان هناك دخلاء و"حركشات"؟
كنا عندما نسجل أغنية نأخذها إلى الإذاعة فـ"يعيّدوا" تعرف ما معنى عيد؟، ويذيعون على الهواء مباشرة ويقولون "أغنية جديدة لصونيا عطية"، كانت هناك "رهجة"، وكان المطربون قلائل وقتها، أما حالياً فبالنسبة للكم الهائل من الأغاني الموجودة، والعدد الهائل من المطربين والمطربات، "ما عاد في هيديك الرهجة"، ثم في أيامنا، لم يكن "الستالايت" موجوداً كنا نتعب أكثر وعملنا أكثر من الوقت الراهن.
الاهل في البداية كانوا معارضين لمسيرة صونيا عطية الفنية ؟
نعم .
كيف عادوا ليوافقوا ؟
لاحقاً عندما رأوا أنه "مش ضروري الوحدة اذا بدا تمشي بطريق الغلط تفوت عالفن" ، وتذهب بعدها من تلك الطريق، لدينا فنانات كثيرات في الوسط محترمات ومرتبات ومتزوجات ولديهن أولاد، ولكن أهلي عندما علموا بأني سائرة على الطريق الصحيح ولا أرتكب أي خطأ وافقوا.
في فترة تخرجك من ستوديو الفن كان هناك ربيع الخولي وأحمد دوغان وغسان صليبا
راغب علامة ،غسان ابو ملهب رحمه الله ، داليدا رحمة ، كنا نتعامل بمحبة ونجلس سوياً ولا أحد ينم على الآخر، لا أذكر أن أحداً ممن يكتبون في المجلات في زمننا تناول أحداً من الفنانين بكلام سيئ كما يحدث هذه الأيام.
هل تشاهدين المحطات اللبنانية في البرازيل؟
منذ ما يقارب الثلاث أو أربع سنوات، ركبنا "دش وريسيفر"، "خَي صرت اعرف شو عم بيصير بلبنان"، ابنتي تقول لي دائماً "ماما انتِ تسمعين الاخبار الخاصة بلبنان وانتِ مقيمة في البرازيل، كيف ذلك؟ أقول لها "أنت لا تتدخلي، أريد أن أعرف ماذا يحدث في لبنان، فأخوتي هناك ووالدي أيضاً"، فتقول لي :"فهمنا، وحال الجو أيضاً تريدين معرفتها، في حال كانت تمطر أم لا في لبنان؟"، أنت تعيشين في البرازيل!؟" (ضاحكة).
هذا يعني أنك تتابعين البرامج العربية الفنية بالبرازيل؟
نعم ، جميعها تقريباً ، هناك مواهب وأصوات حلوة تظهر، "الدني ناس بتسلّم ناس".
وأنت من سلّمتِ وترين أنها تشبه صونا عطية؟
"ما حدا بياخد مطرح حدا والشمس بتطلع للكل"، وكل فنان لديه محبوه وطريقته في الأداء والغناء، والفنانون جميعهم الذين يسافرون إلى البرازيل يأتون إلى منزلي وأستضيفهم ونجلس سوياً.
أصبحتِ المختارة هناك
نعم، كلهم يسألون عني حين يصلون إلى ساو باولو، "وين صونيا عطية ؟ وأقول لهم كلهم "أهلا وسهلا" و"بقلبي بحطّن خلص مش ريحة لبنان فيه"؟
من زارك من الفنانين اللبنانيين بالبرازيل؟
الوسوف قبل وعكته الصحية ، ملحم زين ، نجوى كرم.
قلت لي انك درستِ الوضع في لبنان ، قولي لي متى تنوين العودة نهائياً إلى لبنان؟
ابنتي الصغيرة تلزمها سنتان ونصف كي تتخرج من الجامعة، وإن شاء الله نعود نهائياً بعد سنتين ونصف حتى أنني سأصطحب الصبايا معي "او منعيش بلبنان وخلص"، لا أحد يعرف قيمة لبنان الا من يعيش في الخارج ، أتى إلينا وزير السياحة السابق فادي عبود والأستاذ جبران باسيل وقلت لهما "جيبوا كل اللبنانيين قديش هني؟ جيبوهن خليهن يعيشوا شوي بالبرازيل حتى يعطوا قيمة للبنان ويشوفوا انو ما في بلد متل لبنان" ، كلهم يقولون لي البرازيل حلوة وأقول لهم على الرغم من كل شي يحصل في لبنان يبقى لبنان أجمل من البرازيل، وأقولها بصدق ، انا جلت في العالم كله ما عدا الصين واستراليا ، "ما في احلى من لبنان" ، صدقوني وعلى الرغم من القصص كلها ، "مش هلأ طايفة الطرقات ؟ بالبرازيل كل يوم بتطوف"، يعني ما يفكروا العالم انو برا احلى ، يا ويلو اللي بعيش بارضو وارضو مش إلو".
لديك أغنية "يا وطني للجيش" ، ماذا تقولين له ؟
تحية من القلب للجيش اللبناني وليحمهم الله وبيعد عنهم الضرر "وانا معن من هونيك عم بصليلن" ، الله يحمي الجيش اللبناني.