أطلق مزارعون يعملون في تربية الأغنام، ماشيتهم تحت برج إيفل، تعبيراً عن الاحتجاج ضد سياسة الحكومة في حماية الذئاب مشتكين من أنها تقتل أعداداً كبيرة من الحيوانات التي يربونها.
وتشير التقديرات إلى أن هناك ما بين 250 و300 ذئب يعيشون حالياً، في فرنسا مقسمين على حوالى 20 مجموعة، وتمكن المزارعون من القضاء على الذئاب من فرنسا في وقت سابق في القرن الـ20 ولكن منذ عودتها إلى الظهور، أدرجتها الحكومة باعتبارها أنواعاً محمية وهذا يعني أن صيدها يتم وفق قيود صارمة ويقتصر عادة على حالات الدفاع عن النفس أو الدفاع عن القطيع في حالة وجود خطر هجوم وشيك.
وتم تسجيل أول هجوم لذئب في الآونة الأخيرة على الثروة الحيوانية في عام 1993، وتزداد أعداد الحيوانات التي تتعرض للقتل مع زيادة أعداد الذئاب التي بدأت في استعمار مساحات أكبر من الأرض، حسبما يقول الاتحاد الوطني الفرنسي للأغنام.
وأضاف الاتحاد أن هناك 28 منطقة فرنسية تعاني من تأثير الذئاب حالياً، بينما لم تكن تعاني من هذه المشكلة سوى 11 منطقة في 2009، ووصل عدد الحيوانات التي قتلت بسبب هجمات الذائب لأكثر من 8000 في الإجمال.
وأمام برج إيفل، قال مزارع فرنسي يدعى لوك أتيلين: "جئت إلى هنا اليوم لأقول إن لدينا ما يكفي من الذئاب على أرضنا، نعاني من مشكلة ذئاب في جبال الألب منذ 20 عاماً الآن، وهي تستعمر حالياً شرق فرنسا ووسطها ولن تتوقف. لذلك جئنا إلى هنا، لنقول: قفوا".
وتابع المزارع الغاضب: "إنها تكلف دافعي الضرائب الفرنسيين الكثير من المال، كل سنة تكلف الذئاب الفرنسيين ما يقرب من 20 مليون يورو، ونحن لدينا ما يكفي في الريف، الهجمات لا تتوقف، يقع المزيد والمزيد منها في كل عام، وسوف تكون نهاية تربية الأغنام إذا استمرت الذئاب على هذا النحو في أرضنا".
ولإظهار المشكلة أمام الجمهور جلب المزارعون معهم عدداً من الحملان التي قتلت الذئاب أمهاتها.
ومن جهته، قال سيرج بريفارود، رئيس الاتحاد الوطني الفرنسي للأغنام: "اليوم هذا الحمل الصغير فقد أمه التي قتلت على يد ذئب، لذلك نسأل المجتمع: ماذا يفترض بنا أن نفعل، إنه يحتاج لأمه لكي يتغذى منها لكن أمه ماتت الآن وقتلها ذئب، هذا هو التوضيح الذي نريد أن نقدمه اليوم في هذه الساحة، بأن الجنون هو هذه الذئاب غير المتوافقة مع مجال تربية الحيوانات".