موقع "الفن" يعيد نشر لقاء من القلب إلى القلب أجراه في العام 2010 مع الشحرورة الراحلة حين إستقبلتنا الصبوحة على فنجان قهوة .
انها ست الكل وجميلة الجميلات وحياتها شهر عسل مستمرّ ، انها الشحرورة الاسطورة وهي "حلوة كتير" كالعادة، انيقة متهندمة استقبلتنا هي ورفيق دربها السيد جوزيف غريب والمخرجة كلودا عقل.
إستقبلتنا في ثيابها البيضاء التي تعكس صفاء وجهها تزيّن شعرها وردة بيضاء تغار من جمال محياها، استقبلتنا وفي يدينا ورود خجلت من جمال خدها.
جلسنا وتحدثنا وتسامرنا عن كل شيء وكان ذهنها حاضرا لكل موضوع وفي كل موضوع، تكلمنا عن زمن الفن الجميل وعن بعلبك وعن شركاء النجاح والعائلة وابنها صباح وابنتها هويدا، وعن العروض التي اتتها للعيش خارج لبنان معززة مكرمة ولكنها رفضتها لتبقى في لبنان في بيروت في وطنها الام.
وسلمتنا سرّاً صغيراً قصة جميلة جدا ومعبرة تصلح لان تكون مسلسلاً جميلاً تحلم بتنفيذه ، وعند اخبارها لنا بالقصة اكتشفنا فيها موهبة جدية، موهبة تأليف مميزة لما تملك من رهافة حس ومخيلة خصبة .
وتتمحور القصة حول غرامها بشاب اصغر منها وبعد تطور الاحداث تصل في ختامها لتقف بالفستان الابيض هي وحبيبته الصغيرة فتكتشف انها ابنتها .
وسألناها عن رأيها باسناد دور البطولة للفنانة كارول سماحة في مسلسل "الشحرورة" فاعربت عن رضاها وهي العالمة بكل التفاصيل وادق الملاحظات ، وناقشنا سويا اهمية الفنانة التي ستلعب الدور فقالت المفروض ان تتمتع بقوة الشخصية وبدقة الملاحظة لالتقاط سرّ الشخصية ووضع اليد على مفاتيح نجاحها وكارول تمتلك هذه المواصفات .
وأخذنا الحديث عن مشوارها الفني الطويل المليء بالنجاحات، ومن محاسن الصدف انضمام الاعلامية غابي لطيف الى الجلسة فإستأنسنا بمحاورة الشحرورة على مدار اكثر من ساعة ونصف الساعة، وابت الا ان تقدم لنا الحلوى بيديها الناعمتين الجميلتين، وتواعدنا على جلسة غداء قريبة تضمنا في مقهى من مقاهي بيروت حبيبتها.
صباح هذه المرأة الاستثنائية لا يولد مثلها الا كل 500 عام هذا اذا انجب التاريخ سيدة تشبهها او بمستواها الفكري وبجمال صوتها وبقوة حضورها، وفي ختام الزيارة التي كانت للاطمئنان على صحة الصبوحة تمنينا لها دوام الصحة والبركة والعافية وان تبقى للبنان بركة ورمز للفن والاغنية اللبنانية الاصيلة.
صباح انت شمس لبنان المشرقة دائماً التي لن تغيب .
بدايتها الفنية كانت في صغرها في لبنان، واستطاعت أن تتميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً. ذهبت إلى مصر-اسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلّف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» في فيلم القلب له واحد، ويقال أن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الاغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا، وهي شقيقة الممثلة لمياء فغالي.
تزوجت صباح من :
نجيب شماس (والد ابنها الدكتور صباح شماس)، وقضت معه خمس سنوات.
أنور منسي (عازف كمان مصري ووالد ابنتها هويدا)، وقضت معه أربع سنوات.
أحمد فراج (مذيع مصري)، وقضت معه ثلاث سنوات.
الممثل رشدي أباظة، وقضت معه خمسة أشهر.
النائب يوسف حمود، وقضت معه سنتين.
الفنان وسيم طبارة، وقضت معه أربع سنوات.
الفنان فادي لبنان، وقضت معه سبع عشرة سنة.
وكانت صباح ترى أن أغلبية أزواجها كانوا يستغلون شهرتها وثروتها لمصالحهم، وهي تقول أنهم يسمونها «مدام بنك» لأنها تنفق المال من غير تفكير على من تحب. ومعروف عنها حبها للجمال وللأزياء وتقول أتمنى أنني إذا خسرت ثروتي ألا أخسر جمالي وأناقتي.
وتم إنتاج مسلسل يحكي قصة حياتها اسمه الشحرورة عرض في رمضان عام 2011 وجسدت كارول سماحة دور صباح .
أصيبت ابنتها هويدا بأزمة صحية نتيجة إدمانها للمخدرات وذلك عام 2006، ما أجبر صباح على بيع بيتها والإقامة في الفندق وادخال ابنتها إلى مصح في كاليفورنيا بالولايات المتحدة. وأفادت تقارير صحافية في مطلع سنة 2009 بأن صحة هويدا بدأت تتحسن وبالتالي قررت صباح إعادتها للعيش معها في لبنان. وكان الرئيس الليبي السابق معمر القذافي قد عرض على صباح الإقامة في قصر فخم في ليبيا ولكنها رفضت مغادرة بلدها لبنان ولذلك قرر شراء بيت لها في منطقة الحازمية بمبلغ مليون دولار .
شاركت صباح في السينما المصرية، ولها عدد كبير من الأفلام التي تعتبر إحدى نجماتها، ذلك إضافة لعدد كبير من الأغاني.
لها 83 فيلم بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3000 أغنية بين مصري ولبناني. وتعتبر صباح ثاني فنانه عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينيات تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وذلك في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا و قاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها.
كما شاركت في الكثير من المهرجانات أمثال: بعلبك، جبيل، بيت الدين. ومن المسرحيات التي قدمتها:
موسم العز، من أعمال الرحابنة - بعلبك (1960).
دواليب الهوا، من أعمال الرحابنة - بعلبك (1965).
القلعة، من أعمال روميو لحود .
الشلال، من أعمال الرحابنة.
ست الكل، من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة (1973).
حلوة كثير، من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة (1977).
عصفور سطح.
فينيقيا، من أعمال روميو لحود.
شهر العسل، من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة.
ست الكل.
الأسطورة .
كنز الأسطورة، وهي آخر مسرحياتها وكان إلى جانبها بالمسرحية الفنان جوزيف عازار وزوجها السابق فادي لبنان والممثلان كريم أبو شقرا وورد الخال والفنان الأمير الصغير .