يمكن أن تكون مهماً وعلى الرغم من ذلك لست مشهوراً، فالأهم هو الرسالة التي تعمل عليها لتؤثر في الآخر وتفيد المجتمع، وهذا ما تطرحه الكاتبة والإعلامية جيزيل هاشم زرد في مسرحيتها "كاستينغ مع مريم Casting With Maryam" والتي إختتمت عروضها لهذا العام ضمن إحتفالات عيد القديسة تقلا في وادي شحرور.
العمل من بطولة مايلا زرد مطران، إخراج ماريلين زرد مصابني، ديكور عمر زرد.
موقع "الفن" كان حاضراً في إحتفالات وادي شحرور وعاد بهذا اللقاء مع مايلا زرد مطران.
منذ متى تشاركون بإحتفالات القديسة تقلا في وادي شحرور؟
مهرجان وادي شحرور يقام سنوياً منذ عشرين عاماً، "بلشنا مع الآباتي هاشم لما كان موجود"، وكعادتنا كل عام نختتم المسرحية بوادي شحرور، منذ 20 عاماً ونحن نأتي إلى هنا، مر عام واحد فقط لم نأتِ فيه لأنه كان هناك مطر، والآن نحن مع الأب بولس خوند.
يعني أنت كنت صغيرة حين بدأتِ تشاركين في هذه الإحتفالات؟
هذا صحيح منذ كان عمري 13 عاماً، وهناك صلة قرابة بين والدتي والأباتي وأخبرها مرة أن هناك قداساً سنوياً وليس لديه الإمكانيات لفعل أي شيء وأنه يتمنى لو يجعل أهل المنطقة يعيشون حالة فرح وينسون أيام الحرب، ووجدنا فكرة إقامة مسرحية سنوياً وهكذا فعلنا، وأصبحنا نأتي كل عام إلى هنا ونقدم عملاً مسرحياً هنا، وسعدنا كثيراً أنه في السنوات الثلاث الأخيرة قاموا بتوسيع المسرح كي نكون مرتاحين ونقدم المسرحية كاملة لأن المسرح كان في السابق صغيراً جداً وكنا لا نستطيع أن نقدم العرض كاملاً لأن المساحة لم تكن تسمح بذلك.
ما هي المسرحية التي ستقدمونها اليوم؟
هذا العام نقدم عرضاً جميلاً إسمه "كاستينغ مع مريم Casting With Maryam" ، والكاستينغ يعني إختيار فرق العمل قبل العمل المسرحي، "وهذا العام خصوصاً "كل ما يجي ممثل لعنا في سؤال نحنا منطرحو (ليه حابب تمثّل ولوين حابب توصل؟) "، وكان جواب الجميع "الشهرة"، لا أحد من الممثلين لديه حلم بأن يوصل رسالة فالكل يحب أن يشتهر، لذا طرحنا سؤالاً مهماً على الحضور قبل بداية المسرحية وقبل أن نخبرهم القصة وهو "هل الشهرة مهمة؟" الجميع ردوا بالإيجاب، ونعود ونسألهم، هل أنتم مشهورون؟ فيجيبون لا، فنقول لهم إن الإنسان الذي يستطيع أن يقوم بعمل مهم يؤثر بالآخرين ويفيد المجتمع من خلاله فهذا هو الإنسان المهم، الشهرة شيء جميل ولكنها ليست أهم ما في الدنيا.
ماذا عن مضمون العمل ؟
الكاستينغ هو ما نقوم به يومياً وراء الكواليس، تحضير العمل المسرحي، إختيار فريق العمل وتحضير الأدوار "هيدا بيزبط ع هالدور وهيدا ما بيزبط على هالدور"، والأهم تحية ولاء، وهذا العام كتبنا التحية للجيش اللبناني قبل حدوث الظرف الصعب، وهي أن نبقى مجتمعين، "نوقف شعب واحد عيلة واحدة ومين أهم من الجيش اللبناني تنتمثل فيه نكون فريق عم نشتغل كلنا كل الوقت"، فهو يحارب لتبقى العائلة مجتمعة وهذه العائلة هي لبنان وما يهمنا هو أن نبقى عائلة واحدة من شمال لبنان حتى جنوبه بكل طوائفه، الحياة ليست حلوة إلا إذا كنا مجتمعين معاً، ورسالة المسرحية هي أن نجتمع كلنا تحت سقف المحبة وفي إطار مضحك وكوميدي.
أخبرينا عن دورك في المسرحية ؟
أنا أتيت اليوم لأجسد دور مريم، وعندما سألنا الوالدة "ما هي الشخصية التي تحبين أن تكون موجودة دائماً ، إذا لم نقل جيزيل هاشم زرد، ما هو الإسم الذي تحبين أن يكون موجوداً ويمثلك؟" ، فأجابتنا "مريم لأن هذا الإسم يجمع الكل" ، مريم هي فتاة صغيرة وأهميتها تكمن في أنها ليست الفتاة المثالية التي لا تخطئ، هي تمثل الفتاة الطبيعية التي تثابر حتى تصل إلى المواقع التي تحبها، الفتاة التي تخطئ لكنها تعترف بخطئها، هي الفتاة الشرقية التي تحترم أهلها وجدها وجدتها، هي الفتاة التي ستعطينا كل عام أمثولة جديدة.
وحصرياً سأقول لك الآن إن مريم في العمل الجديد ستكون "كتكوتة BEBE" ويمكن أن لا يراها الحضور، مريم هي تمثل فقط رابطاً بين القصص والمراحل التي تمر بها في كل مرحلة من حياتها، يمكن لاحقاً أن تشاهد مريم كجدة، فالفكرة من هذا العمل هي أن نوصل رسائل ونحقق أهدافاً، سابقاً عملنا على موضوع البيئة وإعادة تدوير القطع علمنا الناس الـ Recycling عن طريق المسرح ونحن نتسلى، فكل عام لدينا هدف.
أين عرضتم "كاستينغ مع مريم Casting With Maryam" قبل أن تختموا بها اليوم ؟
قدمناها في كل لبنان من شماله إلى جنوبه، فنحن نبدأ عملنا المسرحي في كل عام بمنتصف تشرين الثاني/نوفمبر في الفترة الدراسية، وننتهي في آخر شهر أيلول/سبتمبر.
لمن تتوجهين ببطاقة معايدة لمناسبة عيد مار تقلا؟
أعايد العائلة، وأبدأ بأمي التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم كي نوصل رسالة جميلة، أعايد ماريلين، وأخي عمر زرد الذي يقوم بأعمال الديكور سنوياً، كما أعايد فريق العمل كله الياس دبوس، شارلوت، ماري هيكل، لا أريد أن أنسى أحداً، جوفان، نحن عائلة كبيرة، كما أعايد الشركات التي لم تتركنا أبداً، وأخص بالمعايدة زوجي الذي يتحمل غيابي وأولادي الذين أشتاق إليهم كثيراً.
كلمة أخيرة
شكراً جوزيف وشكراً لموقع "الفن" الذي يواكبنا دائماً .
