معرض فردي في غاليري" Exode"، الأشرفية للفنان محمد الرفاعي بعنوان "بيروت: الوقت بلا عواقب" Beirut: Time Without Consequences.
ويرصد الفنان من خلاله المشهدية الإجتماعية والعمرانية والتحولية لمدينة بيروت، وذلك بحزمة من الرؤى الضوئية المتقدمة، وبباقة من الأشكال والصور الإسقاطية المسْتَلهمة، التي يسكتشف الفنان من خلالها حالة التغير الهجين الذي طرأ ويطرأ على خط الوقت بين نقطة الإنطلاق النمطي، وبين نقطة الوصول المُتخيّلة في مستقبل العاصمة.
المعرض هو كناية عن مشروع نال منحة منذ أشهر قليلة، من EUNIC-LIBAN ،في سياق تشجيع الفنانين المحليين، ويجمع هذا المشروع الفني عناصر ثقافية عديدة، بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي والرؤية الناقدة والكاشفة لمظاهر فوضوية، وعادات يومية بشعة، تضفي على بيروت طابعاً متشظيّ الطبيعة، بدءاً من سياسة العمران الهندسية، مروراً بمكامن الفساد والترهيب والتعصب والإنحيازات، وصولاً إلى المسالك المفتوحة على المجهول الإجتماعي والسياسي والأمني والحضاري.
واللافت أنّ الفنان محمد الرفاعي وهو خريج جامعة الALBA، حائز على شهادة عن فئة الرسومات المتحركة، يحرّك في معرضه هذا عدسة الكاميرا من جهة، وريشته السريالية من جهة ثانية عاملاً على ربط دلاليّ ذكي ومتمرد ومحفز في الوقت نفسه، بين حركة الناس في بيروت، وطبيعة بيروت بهؤلاء الناس، ونرى في ذلك نوعاً متميزاً يتماهى مع خريطة تغربل بجمالية محزنة وجه الحاضر للمدينة و ملامح المستقبل فيها.
لوحات الرفاعي وصوره تحمل اشارة تنبيه بصرية وفكرية لمآل الحال، وتوقظ الوعي النائم في ذهنيات المجتمع البيروتي، بكل شرائحه، خصوصاً أنه يعبّر عن الأحداث المؤلمة للحرب الأهلية التي مرٌت بها بيروت من 1975 وصولاً إلى يومنا هذا.
لا شك في أن الفنان قد آثر استخدام رمز المرأة في رصد كل مشاهد المدينة وتحولاتها،بغية منه في استتباع قصة حياة المدينة، من خلال استدلالات خاصة، تشي بها الأنثى بكل معالمها الجميلة والغريبة أيضاً، وبكل صفاتها السيئة والجيدة كذلك، بحيث يمكن للمتلقّي عبر التجوال بنظره بين الرسم السريالي وبين الصور الفوتوغرافية التي تستخرج الغايات، القبض على الواقع، واللاواقع في نظرة جامعة واحدة ومتقابلة، لاسيما وأنّ في معرض الرفاعي تتشكل ثلاث محطات، تأخذنا في دربة مهمة بين الواقع التي آلت اليه بيروت، وبين الحالة أو الطريقة التي ننظر فيها نحن اليها.
من هنا جسدت المرأة مدينة بيروت في ريشة الرفاعي، كي تؤدي في كل لوحة وصورة قصة مشهدية تعبر عن النزاع القائم، وعن لحظات الاحتضار التي عاشتها ومرت بها العاصمة، من الحرب النفسية، إلى الارهاب الثقافي، والفساد، والتمييز، والخداع، والهجرة، والتلوث الاجتماعي، والقلق والفصام.
تميزالمعرض بحضور ممثلين عن المركز الفرنسي، ومعهد غوته، ومعهد سرفانتس، ولفيف من الفنانين تقدمهم مدير جمعية الفنانين الدكتور الياس ديب، الفنان النحات سامي الرفاعي والأهل والأصدقاء ومحبي الفن التشكيلي.
ونذكر بأن المعرض مستمر حتى 13 ايلول 2014.