نويفا دو كورديرو مدينة برازيلية يسكنها النساء فقط ويبلغ عددهن 600 سيدة ومعظمهن تترواح أعمارهن بين 20 و35 عاماً، وبعضهن متزوجات ولديهن عائلات لكن أزواجهن وأي أبناء لديهن ممن يزيد أعمارهم على 18 عاماً يذهبون إلى العمل بعيداً عن المدينة، ولا يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم إلا خلال إجازة نهاية الأسبوع.

وقدمت العازبات في هذه المدينة مؤخرا دعوة إلى "الخطاب"، لكن بشرط أن يتفهموا جيداً أن هذا الركن من الريف البرازيلي هو عالم نسائي إلى حد كبير، ما يعني أن الفتيات هنّ المتحكمات في ذلك المجتمع الريفي، حيث تتولى المرأة مسؤولية كل جانب من جوانب الحياة، بدءاً من الزراعة وحتى تخطيط المدن وكذلك الدين.

وقالت إحدى النساء هناك وتدعى "روزالي فرنانديز"، إن هناك الكثير من الأشياء تقوم بها السيدات أفضل من الرجال، مضيفة: "مدينتنا أجمل وأكثر تنظيماً وانسجاماً منها لو كان الرجال يتولون فيها زمام الأمور، أي عندما تحدث مشكلات أو نزاعات، نحلها بطريقة أنثوية، حيث نحاول التوصل إلى اتفاق جماعي بدلاً من الدخول في صراعات، نتشارك كل شيء حتى الأرض التي نعمل فيها، لا يتنافس شخص مع الآخر هنا".

يذكر بأن مؤسسة هذه المدينة هي ماريا سينورينا دي ليما التي تم اتهامها بالزنى بعدما هربت من زوج أجبرت على الزواج منه بعد مطاردتها من قبل الكنيسة الكاثوليكية 1891، هي وسيدات أخريات اتهمن أيضاً بالبغاء، قررن عزل أنفسهن عن العالم الخارجي.